لا يمكن لاثنين أن يخطئا في تعيين السيد "ناظم نعمة"؛ المعروف في قريته "بدادا" والقرى المجاورة بوجهه الضحوك وشاربيه المميزان.

شوارب السيد "نعمة" لم تكن فقط علامة مميزة، بل فأل حسن أسر به قلب زوجته وحصل به على عدد من المسابقات الطريفة، موقع eSyria زار السيد "ناظم نعمة" بتاريخ "4/7/2011" في قريته "بدادا" التي تبعد عن مدينة "صافيتا" حوالي /12/ كيلومتر ليحدثنا بداية عن سر شواربه الطويلة:

لقد كنت ألف شواربي وأجدلها عدة مرات لكي لا تتخطى نهايتهما طرف الأذن، حيث وصل طولهما إلى حوالي /25/ سنتيمتر، مما اضطرني خلال النوم للبقاء مستلقياً على ظهري طوال الليل

«فيما مضى كانت تقاس هيبة الرجال بطول شواربهم الطبيعية، وهذا حديث سمعته من والدي قبل أن يتوفى، ولكن هذا لم يكن حافزاً لي لتربية شواربي وتنميتهما، وإنما طبيعتهما الكثيفة والقوية هي التي فرضت عليَ الأمر وقد كنت سعيداً لذلك، وأعتقد أن السبب في نموهما المستمر وبشكل كثيف؛ يعود إلى طبيعة الحياة الطبيعية التي عشتها مع أسرتي وخاصة برعاية والدتي التي كان همها الوحيد إطعامنا من منتجات حقلها الطبيعية مئة بالمئة والتي تنتجها بيديها».

الشاب "جورج نعمة"

ويتابع السيد "نعمة" بالقول: «في سني الرابعة عشرة بدأت شواربي بالنمو والظهور بشكل طبيعي ولكن بكثافة كبيرة وسريعة، وحينها كانت الأيام صعبة جداً علينا ولم يكن بمقدوري شراء شفرات الحلاقة بشكل مستمر، مما دفعني إلى تركهما على راحتهما حتى وصل كل طرف منهما إلى أذني، وكنت كثيراً ما اضطر إلى لفهما وتجديلهما أي قرنهما لكي أخفف من طولهما.

والحقيقة أنني شعرت في كثير من الأحيان أنهما مصدر هيبة لي بين الأصدقاء والناس بشكل عام وأي مكان أحل فيه، ومثال ذلك حين زرت أحد الدوائر الحكومية طلباً لبعض الأوراق الخاصة بالزراعة، حيث تمت تلبية حاجتي وبشكل سريع، وسئلت حينها ماذا أفعل بشواربي للمحافظة عليهما وتنميتهما إلى هذه الدرجة» .

أضفت شوارب السيد "نعمة" هيبة لشخصيته، وهنا يقول: «اضطررت إلى أن أزيد وزني بسبب وجود شاربي الطويلان، فأذكر أن وزني كان قبل الزواج حوالي /50/ كيلوغرام وبعد الزواج أصبح حوالي /90/ كيلوغرام، وهذا دفع بي لمتابعة تربية شواربي فالصحة الجيدة تليق بها تربية الشوارب، أضف إلى ذلك عدم رفض زوجتي لوجودهما بل رغبتها بمتابعة الاعتناء بهما وتنميتهما أكثر» .

ويتابع: «لقد كنت ألف شواربي وأجدلها عدة مرات لكي لا تتخطى نهايتهما طرف الأذن، حيث وصل طولهما إلى حوالي /25/ سنتيمتر، مما اضطرني خلال النوم للبقاء مستلقياً على ظهري طوال الليل» .

السيد "ناظم" حقق فوزاً على أربعة عشر رجل والفضل لشواربه، ويوضح ذلك بقوله: «في أحد المرات أعلنت عن مسابقة لأكبر شوارب ضمن مطعم ومقصف "عيون الوادي"، وشارك فيها حوالي /14/ رجل يملكون شوارب من مختلف الأشكال والأطوال، وحصلت حينها على الجائزة الأولى، لأن طول شواربي وصل إلى حوالي /30/ سنتيمتر» .

شوارب السيد "نعمة" تعرضت إلى بعض المخاطر، تحدث عن إحداها بالقول: «في أحد المرات وخلال عملي على أحد محطات الوقود في مدينة "صافيتا" لبت النار في أحد خزانات البنزين ضمن المحطة، وعندما حاولت التدخل لإخمادها قبل وصول سيارات الإطفاء انجذبت ألسنة اللهب إلى شواربي ولفحتهما بشكل خفيف، فشعر الإنسان يجذب النار إليه كثيراً، وحينها أضرت هذه النار بمظهرهما وطولهما مما اضطرني وقلبي يغمره الحزن إلى تخفيفهما بشكل كبير لتحسين وتهيئة مظهرهما الجديد» .

أما نظرة المجتمع وخصوصاً الشباب إلى الشوارب يقول السيد "نعمة": «أصبح مجتمعنا خالي من الشوارب وخاصة هذا الجيل الذي رأى أن الرجولة وجمال الوجه تعيبهما الشوارب الكبيرة والطويلة، فلا تكتمل الرجولة وجمال الوجه عند الشباب إلا بتخفيف الشوارب وتشذيبها إلى درجة عدم وجودها في الوجه أحياناً» .

وفي لقاء مع السيدة "ليلى ميخائيل إبراهيم" زوجة السيد "ناظم" قالت: «خلال فترة شبابي أغرمت بقريبي السيد "ناظم" كثيراً لوجود هذه الشوارب الكبيرة والفاتنة في وجهه، فأنا أرى أن رجولة الرجل تكتمل بوجود الشوارب، وكبرهما يزيد من هيبته ووقاره، وهذا ما دفعني لأطلب منه متابعة العناية بهما كأنهما مهر لي للزواج منه» .

أما الشاب "جورج نعمة" ابن السيد "ناظم" فيقول: «جميع الناس القديمين كانوا يتميزون بقوتهم وهيبتهم وهذا ترافق مع تربية شواربهم وجدلها عدة جدلات لتبقى قريبة من الآذن ومنتصبة كدليل على رجولتهم، ولكن أنا أرى أن وجودها أو عدم وجودها أمر عادي فجيلنا الحالي لم يعد يرى فيهما أي اعتبار لشخصية الإنسان مهما كان، وإنما تربيتها مجرد ظاهرة تجذب الآخرين للتمتع برؤيتها ومتابعة شكلها وطبيعتها فقط، وليس للاحتفاظ بها أو تربيتها».