ليس بوسعك إلا الإنصات لهذا الصوت الهادر القادم من أعالي الحس والشعور بالكلمة والمعنى، صوت متفرد يجيد أداء القدود الحلبية فهو فيها أستاذ، ومبدع في اللون الجبلي، ومدرس في معهد إعداد المدرسين، كتلة من النشاط، وتواجد دائم في مهرجانات المحافظة، إنه المطرب "حنا وهيب توما" ابن بلدة "كفربو" من محافظة "حماة" كان لموقع eSyria هذا اللقاء معه.
تحدث عن بدايته في الغناء، فقال: «كان العام 1980 هو عام انطلاقتي مع الغناء، ثم صقلت هذه الموهبة التي كسبتها من خلال انتمائي لعائلة فنية فالأب والأخوال يمتلكون أصواتاً مميزة، وقبل ذلك كنت ممثلاً في فرقة مسرحية تابعة لرابطة الشبيبة، وكنت أضع الموسيقا التصويرية لهذه المسرحيات التي شاركت بها».
تراثنا من ضمن النسيج المنسجم في قالب فني واحد ولكن ما يميزه عن الجوار طبيعة اللهجة، فالغناء في حماة يختلف عنه في "محردة" وكذلك عما هو في "السقيلبية" ومثلها "كفربو" وهذا التنوع يثري التراث الغنائي السوري ويعطيه الإضافة الكبيرة
ويضيف: «كنت أصنع الآلات الموسيقية من مخلفات البيت كـ"التنك" والبلاستيك، وبعد ذلك استخدمت الخشب، وفي العام 1978 طرحت على والدي رغبتي في شراء "عود" وكان ذلك، وخلال ثلاثة أشهر كنت أعزف بشكل جيد، وأذكر أني اشتريته بـ 150 ليرة سورية وهو مبلغ كبير في تلك الفترة».
انتسب "حنا توما" إلى معهد إعداد المدرسين، قسم الموسيقا في "حلب" وهناك تتلمذ على يد "محمد قدري دلال" و"نوري اسكندر" و"نهاد الفرا"، ويتابع قائلاً:
«بعد ذلك انتسبت إلى نقابة الفنانين بدمشق عام 1986 بصفة متمرن كعازف للعود، وفي عام 1994 أصبحت عضواً عاملاً في نقابة الفنانين، وفور إحداث فرع للنقابة في محافظة حماة كنت أول المنتسبين، كما أنني أصبحت من المطربين المصنفين في التلفزيون العربي السوري».
يمتلك "حنا" صوتاً جبلياً قوياً وهذا ما جعله محط أنظار الكثيرين من محبي اللون الغنائي الذي يجذبه أكثر من غيره، يقول في واقع الأغنية السورية الحالي: «بات جلياً سيطرة الأغنية الشعبية على الساحة الغنائية، هناك عودة إلى التراث السوري المليء بالمعاني والكلمات البسيطة الأخّاذة، وأنا أرى أن هناك عودة إلى الأصالة، وهذا اللون الغنائي بات مطلوباً على المستوى العربي خاصة في لبنان والخليج العربي، ولكن من الأغاني التراثية التي طالتها حداثة الآلة الموسيقية أرى أن هذه التقنيات شوّهت وأضرت بالأغنية التراثية وعلينا تدارك الموقف وإلا بتنا على حافة الضياع».
أما تراث بلدته "كفربو" فعنه يقول: «تراثنا من ضمن النسيج المنسجم في قالب فني واحد ولكن ما يميزه عن الجوار طبيعة اللهجة، فالغناء في حماة يختلف عنه في "محردة" وكذلك عما هو في "السقيلبية" ومثلها "كفربو" وهذا التنوع يثري التراث الغنائي السوري ويعطيه الإضافة الكبيرة».
وعن طبيعة اللون الغنائي الذي يتميز به "حنا توما" يقول: «من سمع "حنا توما" حرّضه على أداء أغاني المطرب الكبير "وديع الصافي" وأنا أعتبر نفسي من مدرسة هذا العملاق، وكان لي شرف لقائه منذ قرابة الثلاث سنوات في منطقة "الكفرون" وقد أثنى كثيراً على صوتي وأعتقد أن إطراء مثل هذا الفنان تعتبر شهادة كبيرة بحقي وأنا أعتز بذلك، فاللون الجبلي هو ما يميزني، ولكنني أتقن جيداً اللون الطربي لعمالقة الطرب العربي كـ"صباح فخري" "أم كلثوم" و"محمد عبد الوهاب" وكذلك الفنان "ملحم بركات" والفنان الكبير "سيد مكاوي"».
وعن رأيه بالأغنية السورية الحالية، يقول: «هناك مقومات متى توفرت جعلت منها ناجحة ،هذه المقومات (اللحن- الكلمة- أداء المطرب) وهو ما يسمونه الثالوث الضروري لنجاح كل أغنية، ومتى طغى أحدهم على الآخر اهتزت الأغنية، ولا يمكن إغفال الحضور المميز للمطرب أثناء الحفلات فهو يعطي إضافة لهذه الأغنية أو الحفل بشكل عام».
جدير بالذكر أن الفنان "حنا وهيب توما" من مواليد بلدة "كفربو" في محافظة حماة في العام 1962، مدرس في معهد إعداد المدرسين، قسم الموسيقا في "حماة، شارك بصفة مطرب في مهرجانات عدة منها: "مهرجان ربيع حماة" و"مهرجان البادية في تدمر"، وحفلات خاصة في بعض الدول العربية: لبنان- الإمارات العربية المتحدة، تعاون مع الشعراء: "سلوم درغام سلوم"- "عدنان شمص"- "مولود داؤد"- والراحل "أحمد مرّة"- والشاعرة "حنان درويش"، والشاعر "علي يوسف الدبيات"، كل أغانيه الخاصة من ألحانه منها:
ــ أغنية "ادلع على مهلك" كلمات: الدكتور. "موسى داد".
ــ أغنية "وحياتك لا تقولي لأ" كلمات: "علي يوسف الدبيات".
ــ أغنية "يم شفاف العنابي" كلمات: "عدنان شمص".
ــ أغنية "كيف بحبك" كلمات "مولود داؤد".
ــ أغنية "الورد يفتح عندنا" كلمات: "حنان درويش".