أصبح اللباس التقليدي للعروس الذي كان سائداً قبل حوالي نصف قرن في "عفرين" جزءاً من فلكلور المنطقة وتراثها بعد ظهور اللباس العصري وانتشاره.

«اللباس التقليدي في كل منطقة كان بمثابة بطاقة تعريف لها وكان يتم التعرّف إليه من ناحية القماش أو اللون أو طريقة خياطته وهذا الأمر كان ينطبق على سكان منطقة "عفرين" فقد كان لهم نفسهم الخاص وبصمتهم المميزة في خياطة ملابسهم التي أصبحت اليوم نادرة الوجود سوى في متاحف التقاليد الشعبية بعد أن حلت مكانها الملابس العصرية».

اللباس التقليدي في كل منطقة كان بمثابة بطاقة تعريف لها وكان يتم التعرّف إليه من ناحية القماش أو اللون أو طريقة خياطته وهذا الأمر كان ينطبق على سكان منطقة "عفرين" فقد كان لهم نفسهم الخاص وبصمتهم المميزة في خياطة ملابسهم التي أصبحت اليوم نادرة الوجود سوى في متاحف التقاليد الشعبية بعد أن حلت مكانها الملابس العصرية

هذا ما قالته السيدة "ألماس عمر" من "عفرين" لموقع eAleppo وأضافت متحدثة عن اللباس التقليدي للعروس العفرينية: «في فترة ما قبل الستينيات من القرن الماضي كانت للعروس في منطقة "عفرين" لباساً معروفاً ومميزاً فقد كان مؤلفاً من سبعة قطع يغلب عليه اللون الأحمر تلبسها العروس في يوم زفافها، ويختلف عن لباس العروس الحالية من عدة نواحي أهمها: السترة، فقد كانت الملابس التقليدية أكثر حشمة وسترة من اللباس الحالي الذي بدأ يدخل حياتنا في الفترة الأخيرة بسبب وسائل الاتصالات الحديثة وخاصة الفضائيات التي تدخل جميع البيوت دون استئذان.

السيدة ألماس عمر

ويختلف عنه أيضاً من حيث عدد قطعه فاللباس التقليدي كما قلت كان يتألف من سبع قطع لكل قطعة وظيفتها ولم يبق منها اليوم سوى الفستان الأبيض والتاج الذي تضعه العروس الحالية فوق رأسها ولكن تصميم هاتين القطعتين هو عصري تماماً دون أدنى صلة بالتقليدي الأصلي».

وتابعت السيدة "ألماس": «قبل إلباس العروس لباسها صباح يوم زفافها كان لا بد من تزيينها وذلك بالطرق القديمة والتقليدية التي كانت سائدة كاستعمال الكحل العربي والحمرة والمناكير وغيرها، وبما أنّ الكوافيرات المتخصصات بهذا الأمر لم تكن معروفات حينها كان يتم استدعاء سيدة من قرية العروس تجيد هذا العمل لتقوم به مقابل مبلغ من المال أو مقابل أغراض عينية كالقمح أو الصابون وغيرها وبعد انتهاء كوافيرة تلك الأيام من عملها كانت النسوة يقمن بإلباس العروس لباسها التقليدي الجميل وسط ترديدهن أغاني خاصة بالمناسبة».

الدكتور محمد عبدو علي

وحول أقسام لباس العروس التقليدي في منطقة "عفرين" يقول الدكتور "محمد عبدو علي" مؤلف العديد من الكتب والدراسات حول تاريخ المنطقة: «كان لباس العروس العفرينية يتألف من عدة قطع هي: "قبعة مراش" وهي عبارة عن طربوش أصغر قليلاً من الطربوش الأحمر المعروف وكان يُصنع من اللباد وفيها ثلاث قطع خشبية لتعليق قطع الذهب والفضة والعملة التي كانت متداولة عليها بقصد الزينة وكانت القبعة تُلف بالمناديل الملوّنة بحيث لم يكن يظهر أي شيء من الطربوش كما كان يوضع عليه "ريش النعام" للزينة، وقد رأيتُ قبعة مشغولة بخيوط من الفضة الخالصة ومبطنة بالقماش تعود إلى بدايات القرن العشرين.

و"سورك" /محلياً/ وهو غطاء الوجه وكان عبارة عن قماش قطني أحمر اللون سميك يُغطى به رأس العروس بحيث لم يكن ممكناً مشاهدة وجهها ويُسمى أيضاً "كُلك" وقد تم استبداله حالياً بغطاء أبيض شفاف، أما الفستان فكان يُصنع من المخمل– "قديفه" /محلياً/.

وكان هناك "الزنار القماشي" والذي كان يُصنع من الحرير ويلف به خصر العروس، والقميص القماشي– "ملتان" /محلياً/ وكان دون أكمام أو ذا أكمام قصيرة يصل إلى أسفل الظهر».

ويضيف الدكتور "محمد عبدو علي" متحدثاً: «ومن أقسام اللباس التقليدي للعروس العفرينية أيضاً "جارك" أو "هُنكلك" /محلياً/ وهي قطعة قماشة حمراء مزهّرة لها كشكش، مربعة الشكل تقريباً وربما استمدت هذه القطعة شكلها الرباعي من اسمها "جارك" وكلمة "جار" تعني أربعة بالكردية.

وكانت تُربط برباط قماشي من نفس لونها على الخصر وتغطي القسم الأمامي من النصف الأسفل من جسم العروس حتى مستوى الكعبين تقريباً.

وأخيراً كان للعروس حذاؤها الخاص ويسمى "تاصوم" وهي من نوع الأحذية المنزلية والرسمية التقليدية عند الأكراد في منطقة "عفرين" وكان يُصنع من الجلد ذي اللون الأحمر».