مع افتتاح النادي الصيفي الأول في مدينة "منبج" في حزيران/2011 اتخذ من تنمية مواهب وقدرات الأطفال رسالة له.
حيث تعد الأندية الصيفية وبرامجها من المؤسسات الاجتماعية الهامة كونها تهتم بعنصرين يعتبران من أهم وأقوى مقومات تقدم المجتمع وهما الناشئة وأوقات الفراغ.
طلبت من أبي التسجيل في النادي الصيفي لأتعلم الرسم والخط العربي وعلوم الكومبيوتر لكي أستفيد من العطلة الصيفية وأن لا تكون كلها للعب فقط
وللوقوف على واقع النادي الصيفي في المركز الثقافي العربي في "منبج" الذي يفتتح لأول مرة في المدينة حدثنا الأستاذ "جابر الساجور" رئيس المركز عن هيكلية النادي قائلاً: «تفتتح الأندية الصيفية في كافة أنحاء القطر مع بداية أشهر الصيف، وتقدم هذه الأندية عددا من الدورات الخاصة بالأطفال كـالرسم والرقص والموسيقا والغناء والخط العربي واللغات والكومبيوتر. وهذا البرنامج شامل لا يمكن تقديمه بشكل كامل وإنما يقدم بناحية تثقيفية بحيث يصبح لدى الطفل إلمام ببعض من هذه المواد مع تركيزنا على مناشط بعينها مثل الخط العربي وتعليم الكومبيوتر.
تعليمات افتتاح الأندية الصيفية موجودة منذ تأسيس الوزارة، لكن لكل مركز ثقافي ظروفه وإمكاناته، ونحن في "منبج" نفتتح الناي الصيفي للمرة الأولى بعد تجهيز المبنى الجديد للمركز بكافة المعدات والمستلزمات الضرورية لهذه الأنشطة. يستقبل النادي الأطفال في المرحلة الابتدائية من سن (6-12) عام، ومن خلال هذه الفئة العمرية نحاول إيجاد منهاج وأسلوب تعليمي توفيقي يناسب اختلاف الأعمار والمدارك. ونأمل مستقبلا أن يكون نشاطنا أوسع من خلال تخصيص شعبة لكل نشاط بما يساهم في دعم أهداف الأندية الصيفية».
ويتابع "الساجور" الغاية من هذه الأندية ليس تقديم مادة علمية وإنما تقديم برنامج تثقيفي وصقل للمواهب بأسلوب محبب لدى الطفل يساهم في بلورة شخصيته السليمة التي ستجعل منه طاقة منتجة في المستقبل ذات دور ايجابي وليس سلبي. ونأمل أن يكون فصل الصيف فصل إنتاج وورشة عمل صيفية للأطفال تعزز لديهم حب الثقافة والمعرفة والابتعاد عن الثقافة السطحية».
الأطفال المنتسبون للنادي رأوا فيه فرصة ترفيهية تعليمية بنفس الوقت يصقلون بها مواهبهم ويقضون وقتهم بجو من المعرفة والمرح. فالطفلة "روان الحسين" تقول: «انتسبت للنادي لتعلم الخط العربي والرسم، وأريد أن يكون خطي جميل في هذه الفترة قبل أن أعود إلى المدرسة، وأنا سعيدة جدا بوجودي مع رفاقي الذين نتعلم ونمرح معهم..». والطفلة "لمى إبراهيم" تقول: «طلبت من أبي التسجيل في النادي الصيفي لأتعلم الرسم والخط العربي وعلوم الكومبيوتر لكي أستفيد من العطلة الصيفية وأن لا تكون كلها للعب فقط».
من جهتهم الأطفال "معن الأحمد و"محمد الساجور" و"مناف الجاسم"، رأوا في النادي فرصة لتعلم أشياء جديدة وملئ وقت الفراغ بالأنشطة المفيدة من خلال القول: «سجلنا في النادي الصيفي لملء وقت الفراغ بأنشطة ترفيهية تعليمية نستفيد منها في حياتنا ومدرستنا، فنتعلم الخط الجميل والرسم الصحيح ونقرأ القصص الجديدة ونتعلم على الكومبيوتر، وبهذا نمضي جزء من فصل الصيف بالعلم والمعرفة لنعود إلى مدرستنا بكامل النشاط..».
بدوره الأستاذ "مصطفى الجاسم" والد أحد الأطفال يقول عن النادي: «دائما أحرص على أن يكون فصل الصيف فرصة لصقل مواهب وقدرات أطفالي من خلال تسجيلهم في العديد من الدورات والأنشطة الصيفية كاللغات الأجنبية وغيرها، واليوم أردت أن يتعلم ولدي كتابة الخط العربي بشكله الصحيح السليم. وأرى هذه البادرة جيدة من وزارة الثقافة في ممارسة دورها في تنمية أجيال المستقبل وصقل مواهبهم وتنمية مداركهم وهي خطوة موفقة نتمنى لها الاستمرار والتطور..».
الخطاط "عبد الجليل عليان" رأى في بادرة تعليم الأطفال لخط العربي خطوة مهمة قد تسهم في تلافي ما تم إهماله من قبل جهات أخرى، فقال عن ذلك: «هذه الخطوة التي أطلقتها وزارة الثقافة مهمة جداً وتنبع أهميتها من أهمية الخط العربي الذي تم إهماله من قبل وزارة التربية في دار المعلمين ومن ثم وزارة التعليم في كلياتنا ومعاهدنا، فالخط العربي في العديد من الدول يحظى بكليات وأقسام خاصة تدرسه وهذا ما نفتقر إليه في "سورية".
والأهمية الأخرى تتمثل بتوجه التعليم للأطفال لعله يسهم في تعليمهم الأسس الصحيحة لكتابة الخط العربي خصوصا وأن معلميهم يسهمون في تعليمهم الخط بشكل خاطئ لأنهم هم بالأساس لا يعرفون كتابته بالطريقة السليمة. والشيء الذي يزيد من تفاؤلي هو التجاوب الذي ألمسه من الأطفال الموجودين في هذا النادي».