من علوم القرآن انطلق ومن زوايا الإنشاد الديني اهتدى إلى الطريق الذي رسمه لنفسه وعمل على تطويره بالعمل الدؤوب والجهد المتواصل، استفاد من خبرة والده في علوم الحرف والمقامات واجتهد حتى وصل إلى مرتبة رفيعة في مدينة "حلب" التي ما اعتادت يوماً أن تعترف إلا بالشيء الأصيل والجميل.

إنه الفنان "أحمد بدور" الذي خص موقع "eSyria" بلقاء متميز حدثنا فيه عن نفسه قائلاً: «ولدت في حي عريق من أحياء حلب القديمة يدعى "الجلوم"، وكان والدي معلماً للقرآن الكريم وهذا العلم متوارث لدينا في العائلة ومنه استقيت علوم الكلام والنغم، إضافة لكون والدي هو عازف ومصنع لآلة "الناي" بمعنى أن أذني تربت على السمع الصحيح ولم أتأثر بالموجات التي تبتعد عن الخط التراثي الأصيل. فنشأت محباً للموسيقا وكانت بدايتي مع الإنشاد الديني إذ كان أستاذي الأول المنشد الكبير المرحوم "فؤاد خانطوماني" الذي أعتبره معلمي الأول وقدوتي في الإنشاد والغناء، والمرحوم "صبري مدلل" والأستاذ "صباح فخري" وكل من غنى الأصيل والموروث».

مبدع في الإنشاد الديني بشكل خاص وهو الآن يعد المنشد الديني الأول حالياً في "حلب". إضافة لتميزه الملحوظ في الغناء الطربي ومقدراته الصوتية العالية

وعن تطوير هذا الشغف ودراسة الفن أضاف: «درست العود عام /1984/ على يدي الأستاذ "زياد مليس" ومن هنا كانت انطلاقتي إلى عالم الغناء الطربي لكن شغفي بالإنشاد الديني لم ينته فبقيت محتفظاً بفرقتي الخاصة للإنشاد، عملت مع فرقة الأستاذ "صباح فخري" كمردد ومنه تعلمت الكثير من الموشحات والقصائد والقدود الحلبية الأصيلة، فهو يعتبر مدرسة بحد ذاته وله يعود الفضل في حفظ الكثيرين للموشحات القديمة».

الفنان أحمد بدور

وعن الحفلات التي شارك بها أضاف قائلاً: «كانت بدايتي عام /1994/ مع فرقة "شيوخ الطرب" التي أسسها الأستاذ "محمد قصاص" وأقمنا عدة حفلات في كل من لبنان، تونس، الجزائر، المغرب، دبي وإيطاليا. بعد ذلك مع فرقة "شيوخ وسلاطين الطرب" مع الأستاذ "غسان عموري" شاركنا باسمها في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، وفي دار الأوبرا في "دمشق" و"القاهرة" وفي مختلف عواصم ومدن أوروبا. وبالتزامن مع ذلك كنت أعمل مع الأستاذ الكبير "محمد قدري دلال" وشاركت معه في احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية وفي مهرجان "جرش" والكثير من المهرجانات والحفلات في لبنان والأردن وسورية، وأنا الآن مدير الفرقة الصوفية للإنشاد الديني».

وعن وجود أغان وحفلات خاصة أضاف: «كانت أول حفلة خاصة لي عام /2000/ في جامعة "حلب" وتتالت بعدها المشاركات الفردية. أما عن الأغاني فأنا أملك ألبوماً واحداً مؤلف من ست أغانٍ مقسمة بحسب الشاعر والملحن لمجموعتين:

مع مدير أعماله

المجموعة الأولى من كلمات الشاعر "ابراهيم نعيمي" وألحان الأستاذ "أحمد زكور" ويتألف من ثلاث أغان هي: "يا بو خديد الجوري"، "منين أجيب النوم"، "دقيت باب البيت".

المجموعة الثانية من كلمات الشاعر"محمد حميدي" وألحان الأستاذ "عمار حمدية" وأيضاً تتألف من ثلاثة أغان هي: "يا مال الشهبا يا فستق حلب"، "يا محلا طولها"، "يا حيف".

وهذه الأغاني موجودة على "CD" وموجودة في الأسواق. ويتم الآن التحضير لإطلاق ألبوم جديد ونضع عليه الآن اللمسات الأخيرة».

ولدى سؤاله عن رأيه في وجود مشكلة في الفن الحلبي وضعف تسويقه إعلامياً قال: «بالطبع هناك مشكلة كبيرة في الفن الحلبي وهي ناتجة عن عاملين أولهما انصراف الإعلام عن مواكبة جديد الأغنية الحلبية، وعدم وجود شركات إنتاج داعمة، وثانيهما التقصير من المطرب نفسه في إصدار الأغاني الجديدة.

والفن الحلبي بشكل عام مظلوم إعلامياً، فتراه في الخارج مطلوب وفنه محترم بينما في "حلب" ترى الاهتمام فيه قليل نسبياً. لكن ما يعزينا الآن وجود شريحة من الجيل الجديد سئمت من الفساد الذي تعرضه معظم الفضائيات فعادت للفن الأصيل. فهذه هي حلب أمّ الارتجال التي تكلم عنها "محمد عبد الوهاب" وخضع للتقييم من قبل "السميعة" قبل أن يغني فيها أول مرة».

والتقى موقع "eSyria" بالفنان الأستاذ "صفوان العابد" الذي تحدث عن صوت المطرب "أحمد بدور" قائلاً: «مبدع في الإنشاد الديني بشكل خاص وهو الآن يعد المنشد الديني الأول حالياً في "حلب". إضافة لتميزه الملحوظ في الغناء الطربي ومقدراته الصوتية العالية».

كما كان لنا لقاء مع المنتج "عبد العزيز بغدادي" الذي تحدث عن صوت "بدور": «من الأصوات القليلة التي أطرب لسماعها بحق، من أهم ما يميزه حفاظه على التراث مع أنه يتلقى الكثير من النقد على ذلك. ومن معرفتي به عن قرب ألاحظ أنه يبتعد كلياً عن مشاكله وهمومه ويتجرد من كل شيء على المسرح ويعطي الفرح والجمال».

وأيضاً التقينا بالمطرب "محمد فؤاد" الذي حدثنا قائلاً: «للأستاذ "أحمد" صوت مميز قلما تجد له مثيلاً في الساحة الفنية. حافظ على الغناء الصوفي كما حافظ على اللون الطربي الأصيل وقد يطلب منه أحياناً أن يغير لون غنائه في الحفلات الخاصة به لكنه يرفض بشكل قطعي ولا يغني سوى الطرب الأصيل. وهو أستاذ في الغناء بكل ما تحمله الكلمة من معنى».

بقي أن نذكر أن الأستاذ "أحمد بدور" من مواليد "حلب" عام /1962/. متزوج وأب لستة أبناء، بنتان وأربعة شباب هم على الترتيب: "محمد بدر الدين"، "عمار"، "إيمان"، "حنان"، "محمود"، "موسى". وأيضاً هو جد وله حفيد واحد اسمه "عمار".