صناعة فستان الزفاف الدمشقي تتمتع بشهرة عالمية، وشعبية واسعة، حيث تعتمد جودة الإنتاج على نوعية المواد الخام التي تدخل في صناعته، والتصدير محكوم بالمواصفات العالية؛ فلهذا الفستان مواصفاته الدمشقية الخاصة التي تجذب مقتنيها.
موقع eDamascus زار عدداً من معامل ومعارض فساتين الزفاف الدمشقية، وفي البداية التقى السائحة الإيرانية "هنتار أجبر"، وعن سبب اختيارها للفستان الدمشقي لزفافها قالت: «اختيار فستان الزفاف المناسب يحتاج إلى وقت ومجهود، البحث في المجلات والإنترنت أوصلني إلى أسواق "دمشق"، لذا أحرص أن أنتقي الفستان الذي سيظهرني كملكة في يوم زفافي، لأني أرغب بتميزي في ليلة العمر أعتقد بأني سلكت الطريق الصحيح في التسوق عندما اتجهت إلى أسواق "دمشق"، كل شيء هنا متوافر فالتصاميم جميلة جداً والأسعار مغرية، والجميل بالفستان الدمشقي إنه مزيج من العناصر التقليدية والمعاصرة، لقد اخترت فستاناً بسهولة واستطعت التحرك فيه بحرية ودون قيود، أشعر بأنني سأكون مميزة عن كل شابات "إيران"، لأن الفستان الذي سأرتديه ليلة زفافي فخر الصناعة الدمشقية».
لم يكن اللون الأبيض لون فستان الزفاف سابقاً، وكانت الألوان كلها تستخدم سابقاً في فستان الزفاف، كانت النساء قبل القرن التاسع عشر يرتدين أجمل ملابسهن في يوم الزفاف أياً كانت ألوانها، لكن في العام 1840 ارتدت الملكة البريطانية "فيكتوريا" فستاناً أبيض ناصعاً في زفافها، أحدثت صدى كبيراً وسط الناس، وانتشر اللون الأبيض منذ ذلك الوقت، وبتأثير الحداثة فقط تنوعت الموديلات، أما اللون الأبيض فظلَّ أجمل لون يناسب فستان الزفاف
وللحديث عن صناعة فساتين الزفاف في معامل "دمشق" التقينا السيد "مهاب يحيى" مدير المعمل حيث قال: «ليس لتاريخ صناعة الفستان في أسواق دمشق عام محدد، سابقاً كان لكل حارة دمشقية صانعة لفستان الزفاف، بتأثير الحداثة على الصناعة تطورت صناعة الفستان من بين تلك الأيادي إلى ورشات ضخمة وشركات دمشقية، تخصصت بإنتاج الفستان وتصديره محلياً ودولياً، تشتهر المعامل الدمشقية بصناعة هذا النوع من الفستان وتنافس العديد من الشركات العالمية بمنتجاتها، نحن على صعيد إنتاج معملنا لا نلتزم فقط بالمنتجات التي نطلقها على مدار الشهر، بل نفهم متطلبات كل عروس، نصمم الفستان الذي يناسب متطلبات كل عروس، وفي ظل تعدد الأذواق نضطر لإنتاج فساتين متنوعة أكثر ومن أقمشة مختلفة، الأقمشة التي نستخدمها في صناعة الفستان الدمشقي مستوردة من الصين، لأن هذا النوع من القماش المستورد يتميز بخفة وزنه، بالتالي الأقمشة الخفيفة لا تعيق مشية العروس، إن كوادر الخياطين والمصممين يسعون دائماً إلى إدخال أخف الإكسسوارات وزناً وأجملها منظراً، التعامل مع اللون الأبيض يحتاج دقة في العمل، لأن أبسط الأخطاء تكون مكشوفة، لكن الأجهزة الحديثة وآلات الخياطة المتطورة تساندنا، والمصممون حذرون جداً لتقديم أفضل صناعة دمشقية».
وفيما يتعلق بتصميم فستان الزفاف في الأسواق الدمشقية، التقينا المصممة "أسمهان رفاعي" حيث قالت: «كل عروس تحلم أن تكون عروساً أسطورية بفستان زفافها، لذلك نقوم بتصميم مجموعات قوية وضخمة من الموديلات التي تتناسب مع كل الأجسام، وأيضاً مع المحجبة وغير المحجبة، كل فستان يصمم في الأسواق الدمشقية يكون قابلاً للتعديل والزيادة، من حيث طول الأكمام أو الرقبة ليناسب العروس كيفما كانت ليلة عرسها، ندخل عليه باستمرار حركات متنوعة، نركز على عنصر البساطة التي تعكس روح شابات العصر وما يملن إليه، وما زال الدانتيل يزاحم الحرير بشكل أكثر عصرية في أسواقنا الدمشقية، يتم تصميم الفستان ليعرض في "دمشق" ويصدر إلى دول متعددة من العالم، لذلك أثناء التصميم يكون تنوع الحركات سيد الموقف، وبالنهاية نحاول تقديم ما يريح العروس ويكسبها الثقة بجمال فستانها».
وعن الطريق المتبعة في خياطة فستان الزفاف الدمشقي واختيار الأقمشة التقينا بالخياط "مرزوق محمد" في ورشته، حيثُ قال: «لشكل القماش ورسمته دورٌ كبير في إظهار جمالية الفستان، صناعة فستان الزفاف في ورشات الخياطة الدمشقية يكون حسب جسم كل عروس، لو كانت العروس قصيرةً نوعاً ما، نعتمد على إدخال الأقمشة ذات الخطوط الرفيعة والطويلة الممتدة ما بين منطقة الصدر والخصر، ونختار لها الكورساج المكون من قطعتين أو نعتمد على القصة الطويلة موديل البرنسيسة، أما العروس الممتلئة الأرداف نبتعد عن أقمشة الإستريس والليكرا، ونختار لها أفتح درجات اللون الأبيض، لكن العروس الرشيقة فهي تختار ما يحلو لها، بالنسبة للفستان الدمشقي التنورة أو الجيب المستديرة لا تزال حاضرة، وهناك الكلاسيكي والبسيط فكل قسم يتوجه إلى ذوق عروس، كل شيء يتم بشكل عصري لافت وأنيق، وبنظري إن الفستان الدمشقي ذو العنق والأكمام والجسم المخصر حافظ على بقائه، برغم كل الموديلات التي ظهرت مؤخراً».
وعن إقبال الناس على فساتين الزفاف الدمشقية، يحدثنا صاحب إحدى المعارض في سوق الحميدية، السيد "هيثم السيد حسن" قائلاً: «إقبال الناس يكون متوجهاً نحو الصناعات المحلية الدمشقية أكثر، لعدة أسباب وأهمها أن فستان الزفاف الدمشقي يناسب أذواق الشابات في مجتمعنا، نحقق مبيعات كبيرة لفستان الزفاف الدمشقي كونه يفرض جماليته على الشابات، حتى السائحات تجذب الصناعة الدمشقية انتباههنّ، فتراهن يقبلن عليه ويأخذنه ليشعرن بتميزهن. إن سرّ نجاحنا في تحقيق مبيعات كبيرة لفستان الزفاف يعود إلى خبرات مصممينا وجودة إنتاج معاملنا التي تعمل جاهداً لتطوير صناعة الفستان في بلدنا».
حققت الشركات الدمشقية نجاحاً كبيراً في سوق المبيعات العالمية، وظل اللون الأبيض وحده المستخدم في صناعة الفستان، ولمعرفة حكاية اللون الأبيض واقترانه بفستان الزفاف التقينا السيد "محمود بدر خان" حيث قال: «لم يكن اللون الأبيض لون فستان الزفاف سابقاً، وكانت الألوان كلها تستخدم سابقاً في فستان الزفاف، كانت النساء قبل القرن التاسع عشر يرتدين أجمل ملابسهن في يوم الزفاف أياً كانت ألوانها، لكن في العام 1840 ارتدت الملكة البريطانية "فيكتوريا" فستاناً أبيض ناصعاً في زفافها، أحدثت صدى كبيراً وسط الناس، وانتشر اللون الأبيض منذ ذلك الوقت، وبتأثير الحداثة فقط تنوعت الموديلات، أما اللون الأبيض فظلَّ أجمل لون يناسب فستان الزفاف».