في ندوةٍ حوارية صباحية أقيمت في ثقافي "الحسكة"، نضمها فرع اتحاد شبيبة الثورة، تهدف إلى توعية جيل الشباب لما يُحاك للوطن من مخططات ترمي إلى تفتيته، وعلى مبدأ "اعرف عدوك"، تطرقت الندوة لعدد من المخططات التي تستهدف الممانعة السورية، وتبين للشباب الضخ الإعلامي والتحريضي الذي يحاول النيل من قوميتنا متوجهاً بسمه إلى الشباب.

بتاريخ 26/5/2011 ألقى الدكتور "أحمد الدريس" محاضرة في قاعة المركز الثقافي العربي في "الحسكة" والتي حضرها عدد غفير من الشباب، موقع eHasakeh حضر الندوة والتقى بدايةً بـ "الدريس" فقال: «كما يحاربوننا بكل الوسائل نرد عليهم بالوسائل نفسها، إلا أننا ننأى بأنفسنا عن مماثلتهم ببعض الأدوات التي يستخدمونها والتي لا تُفضي إلا للقتل والتخريب، هم يظنون أننا لا نعرف مدى خبثهم ويجهلون أننا نعرف حتى ما يفكرون به، لهذا تبوء مخططاتهم بالفشل الذريع، طبعاً هذا الأمر شأنهم فنحن بما نتمتع به من وحدة وتجانس يشكل خطراً جسيماً على سرطنتهم التي قد استشرت بالبلاد، والحقيقة التي بات يدركها الجميع أن اللعبة باتت مكشوفة بل ومفضوحة، لقد عرف الشعب السوري أنهم ومنذ زمنٍ بعيد يُعدون العدة لهذا اليوم، وقد بذلوا الغالي والنفيس ليصلوا إلى مآربهم، لكن الوعي الذي ووجهوا به لم يكن في حسبانهم، هم بدءوا منذ اتفاقية "سايكس بيكو" والتي تمخض عنها "وعد بلفور"، كانت النتيجة أنهم قسموا الوطن العربي إلى دول لا يفصلها سوى خطوط وهمية وضعوها على الورق واعترفوا بها، إلا أن خبثهم قد بان للعيان، فهم لا يعترفون أصلاً بهذه الحدود إلى بشكلٍ إعلامي، أما في الحقيقة فهم قد قسموا البلاد على شكل أعراق ودياناتٍ وإثنيات ليبثوا الفرقة بين الناس».

لقد كانت في ندوة اليوم فسحة لكي نعبّر عن ذاتنا، "سورية" من الأقطار الفتية أي أن نسبة الشباب هي الأعلى بين الفئات، وهم بإعلامهم المغرض يحاولون بث الرعب في قلوبنا، لكن ما نشاهده اليوم هو دليل دامغ على فشلهم وها هم يتخبطون في كل الأماكن، وما دمنا يدً واحدة فلن يحققوا ما يحلمون به، والتاريخ يعيد نفسه، وسيرون أنهم اختاروا المكان والزمان الخاطئين، تحية إلى "سورية" وتحية لكل أحرار "سورية"

يضيف "الدريس": «اليوم تتعرض بلدنا لهجمة شرسة بدأت بغير دولةٍ ونقلوها إلينا، عبر ما أسموه "ربيع الثورات العربية"، ولشدة خبثهم قاموا بالتضحية بأقرب الزعماء الذي افترشوهم وعلى مدى عقودٍ من الزمن ليصلوا من بوابات بلادهم إلى تفتيت القومية العربية، كما قاموا بزرع ورمٍ خبيث في خاصرة الوطن العربي ليجعلوا منه جسماً غريباً يتأذى من وجوده كل ناطقٍ بالضاد، وقد استعملوا من بني جلدتنا أو بالأحرى ممن ينطقون العربية لتمرير ما يريدون إلى المنطقة، بالمحصلة هم أعداء ويشرعنون كل ما يدونه على اعتبار أننا أعداءهم وطبعاً هذا من وجهة نظرهم، لكن وعي الشباب الذي نعول عليه كثيراً كان حائط الصد المنيع الذي تحطمت عليه أساطيرهم وأكاذيبهم، أود القول أن جيل الشباب في بلدنا واعٍ إلى حدٍ كبير لما يحاك لنا في كواليس السياسة الغربية، ونحن متيقظون لهم، وجاهزون لكل الاحتمالات فنحن أصحاب قضية ومبتدئ، وهم من يحاول أن يعتدي علينا، نتمنى أن يفشلوا كما كان دأبهم في كل مرة يحاولون المساس بنا، ولو أن بوادر الفشل قد لاحت لديهم».

من اليمين احمد الدريس ودحام السلطان

الطالب "فادي عبد اللطيف" قال: «لقد كانت الندوة تحمل معلومات غنية ومفيدة، وأهم ما فيها هو توجهها لجيل الشباب، نحن كناشئة نعرف أننا الهدف الأول للأطماع الخارجية، لكن بفضل ما تعلمناه في هذا الوطن وبفضل ما استقيناه من أهلنا أو ممن هم أكبر منا سناً، نعي كل ما يجري ولن يستطيع أحد أن يغير قناعاتنا، هم يحاربوننا لأننا ممانعون ولأننا نرفع القضايا العربية والقومية، نحن بدورنا لن نخذل هذا الوطن ولن نخذل القضايا العربية وعلى رأسها "فلسطين" المحتلة، ما يجري اليوم قاموا به عدة مرات لكن بأشكال مختلفة وقد خرجنا منها أقوى مما كنا عليه، نعاهد الله والوطن أن نكون عند حسن الظن، فدمائنا دون أن نمكَّنهم مما يصبون إليه».

الطالبة "عبير السيد أحمد" قالت: «لقد كانت في ندوة اليوم فسحة لكي نعبّر عن ذاتنا، "سورية" من الأقطار الفتية أي أن نسبة الشباب هي الأعلى بين الفئات، وهم بإعلامهم المغرض يحاولون بث الرعب في قلوبنا، لكن ما نشاهده اليوم هو دليل دامغ على فشلهم وها هم يتخبطون في كل الأماكن، وما دمنا يدً واحدة فلن يحققوا ما يحلمون به، والتاريخ يعيد نفسه، وسيرون أنهم اختاروا المكان والزمان الخاطئين، تحية إلى "سورية" وتحية لكل أحرار "سورية"».

الدكتور احمد الدريس

أمين فرع الشبيبة في "الحسكة" الرفيق "محمد سعيد خلف" قال: «هذه الندوة الحوارية تأتي ضمن رؤية التقرب للشباب ومحاورتهم في كل الأمور بشفافية، وهم شريحة كبيرة وواعية ولسنا نحن من يصفهم بل هم من أثبتوا ذلك للعالم، حاولنا اليوم أن نستثير في روح الشباب المحبة للوطن لندفعه على البوح ببعض الطروحات أو ما يجول في خواطرهم، بخصوص ما تتعرض له "سورية" من تحديات، فعلاً أتمرت الندوة فور انتهاءها وكانت الطروحات جيدة وتلبي الطموحات، لقد أثبت شبابنا أنهم متنبهين لما يجري وأنهم لا يساومون على هذا البلد، هم بالمجمل وليس من الآن بل منذ زمن أوفياء للوطن والشعب والقائد، لقد قالوا كما يقول كل سوري نعم للإصلاح ولا للإرهاب والقتل ولا للتطرف، وطبعاً هذا هو عهدنا بالشباب فهم عماد الوطن ومن صلب المجتمع، والأهم من هذا وذاك أنهم من سيحمل راية المستقبل المشرق، فتحية لكل مدافع عن وحدة وسلامة وأمن هذا الوطن، وسنبقى كما كنا السد المنيع ضد كل الأطماع الخارجية والتي تحاول النيل من عزيمتنا».

محمد سعيد خلف