المسرح هو مرآة الحياة والمعبر عن نبض الإنسانية، وكان وما زال يشكل ظاهرة واضحة في حياتنا، ولأن محافظة "الحسكة" لم تكن بمنأى عن رفد العديد من المواهب المسرحية التي شكلت نموذج الحركة الإبداعية للمسرح على مستوى القطر، قدمت فرقة المسرح المدرسي ضمن إطار ختام المهرجان المسرحي الأول في "الحسكة"، مسرحية "الصندوق والمفتاح" الموجهة للصغار بطريقة إرشادية تربوية.

موقع eHasakeh بتاريخ 30/3/2011 حضر العرض والتقى الطفل "سيامند خلو" الذي حدثنا قائلاً: «كان العرض رائعا ومشوقا، تعلمنا من خلاله جدية الحياة وعدم الخمول والكسل للوصول إلى النجاح، وسررنا كثيراً لهذا الاهتمام الذي قدموه لنا كطلبة الطلائع».

كان العرض رائعا ومشوقا، تعلمنا من خلاله جدية الحياة وعدم الخمول والكسل للوصول إلى النجاح، وسررنا كثيراً لهذا الاهتمام الذي قدموه لنا كطلبة الطلائع

الطفل "همام الربيعي" أضاف: «إن هذه الفرص توسع آفاقنا، وتساعدنا على إبراز مواهبنا، كما ترشدنا للطريق الصحيح في المستقبل، لقد سررنا بدعوتنا لهذه النشاطات التي نتمنى أن ندعى إليها دائماً، كان الأداء رائعا ومشوقا وتقيدنا بنصائح الممثلين».

المؤلف والمخرج "عبد الغني السلطان"

مؤلف ومخرج العرض الفنان "عبد الغني سلطان" حدثنا عن الهدف وماهية العرض قائلاً: «العرض موجه للأطفال لذا له خصوصية معينة نحاول فيها إيصال أهم القيم والمبادئ الإرشادية والتربوية للأطفال والتي تتناسب مع أعمارهم، ولأن العرض الطويل يتطلب تدريبا أطول وجهدا أكثر وتكلفة أكبر، لم تتعد مدة العرض (25) دقيقة، تضمنت تعليم الأطفال على النظافة وعدم اللعب في الأماكن الخطيرة ووضع برنامج منظم للحياة، كما قمنا بإبراز أهمية الذهاب إلى المدرسة والتعليم الإلزامي، وبناء هدف مستقبلي للطفل يحدده من خلال أفكاره، ولكي يناسب العرض أعمار الأطفال ولأن المؤدين هم الكبار والمستفيدين أطفال، حاولت إدخال ثلاث أغنيات ضمن العرض لكي تساعد الأطفال على التأقلم مع الأجواء».

وعن الأفكار المستوحاة للعروض تابع "سلطان" قائلاً: «أفكاري مستوحاة من تأقلمي مع الأطفال لكوني معلم مدرسة، وأعمل مع منظمة الطلائع والمسابقات الترفيهية والريادية منذ سنوات عدة، لذا كان طموحي الدائم أن أقوم بترقية مسرح الطفل في محافظتي، وهذه هي السنة الأولى التي استوحينا فيها فكرة وجود مسرح الأطفال ضمن المهرجان والحمد لله استطعنا النجاح وفتح آفاق مستقبلية لمسرحيين مستقبليين مبدعين، وهذا إن دل على شيء في إصرارنا فهو النشاط والوجود المسرحي الدائم لمحافظة "الحسكة" على مستوى القطر، وهدفنا المستقبلي الاساسي هو اشراك ضيوف من باقي المحافظات والدول الشقيقة في المهرجان المسرحي في "الحسكة"، وكل هذا يأتي ضمن المجهود الذي يقوم به السيد المحافظ "معذى نجيب السلوم" بالتعاون مع مديرية المسرح القومي المتمثلة بالأستاذ "إسماعيل خلف"».

الممثل "بشار الظلي"

وعن طبيعة هذا العمل حدثنا الممثل في العرض "بشار الظلي" قائلاً: «طبيعة عملنا تهدف إلى توعية جيل البراعم ودب النشاط فيهم بتجنب الخمول، والهدف خلق جيل شبابي يعيد لمحافظة "الحسكة" أمجادها المسرحية، فكما هو معروف "الحسكة" السباقة دائماً في تخريج مسرحيين بارعين على مستوى القطر، مسرحيتنا "الصندوق والمفتاح" تتضمن ثلاث شخصيات "الكسول" و"النشيط" و"أبو طاقية"، تتضمن الحوار بين الشخصيات الثلاث في مساعدة "الكسول" على النشاط والحيوية وتشجيعه ليأخذ دورا فاعلا في المجتمع، وفي نهاية العرض يتحقق الهدف الذي نقوم من أجله، كما نحاول قدر المستطاع مشاركة الأطفال في هذا التفاعل ليستفيدوا ويتعلموا أن سهولة الحياة في الجدية والعمل الدؤوب، وخاصةً وجود عنصر الغناء في العرض ما يجعل الطفل اكثر استيعاباً».

عن الواقع المسرحي في "الحسكة" حدثنا الممثل "فيصل حميد" وهو أحد شخصيات العرض قائلاً: «النشاط المسرحي في "الحسكة" موجود دائماً ومستمر وأنجب العديد من المسرحيين الذي خدموا المسرح "السوري"، والذي زاد في النشاط المسرحي وزيادة الاهتمام به هو وجود مسرح قومي وعشرة فرق في المحافظة، ولأن المسرح أصبح جزءا من حياتنا ورغم صعوبة وجود النصوص الجيدة نحاول أن نوجد جزءا هاما وفعالا في تطور المسرح في محافظتنا، فأنا أعمل منذ عشرين سنة وهدفي أن أنشئ جيلا يحافظ على سمعة المسرح "السوري" بشكل عام ومسرح "الحسكة" بشكل خاص».

الممثل "فيصل حميد"

يذكر أن محافظة "الحسكة" تشهد نهضة مسرحية استثنائية منذ القدم، وفي هذا المهرجان النادر شهدنا تفاعلا وإقبالا غير مسبوق، خاصةً بمشاركة المسرح المدرسي للأطفال، والمسرح الجامعي مع عروض متنوعة.