رغم حداثة تجربة تربية النحل بمحافظة "السويداء" إلا أنها باتت اليوم تعتبر من قطاعات الإنتاج الزراعي الرديف لقطاعات الزراعة الأخرى، حيث أصبحت تشكل لبعض المربين مصدراً رئيسياً لزيادة الدخل إما بشكل مباشر عبر إنتاج العسل أو غير مباشر باستخدام النحل كملقح لأشجار بساتين المزارعين، وخاصة أن المحافظة تتميز بواقع بيئي وتنوع مناخي وحيوي نباتي كبير.

عن تاريخ تربية النحل بالمحافظة يتحدث النحال "كمال العيسمي" (وهو مهندس زراعي) لموقع eSuweda في 14/4/2011، بالقول: «إن تربية النحل في المحافظة حديثة العهد نسبيا، حيث لم يحظ هذا النوع من النشاط باهتمام المزارعين حتى أواسط القرن الماضي ويمكن القول إن أول بداية له كانت عام 1947 على يد احد المزارعين القادمين من لبنان وهو الشيخ "احمد عبد السلام صادق" في قرية "الكفر" الذي تحمل مشاق نقل ست خلايا بلدية من لبنان إلى "دمشق" فالسويداء ثم "الكفر" بوسائط نقل بدائية جدا وبعد فترة أعطى بعض الطرود لأحد أصدقائه في القرية المذكورة، واقتصرت تربية النحل عليه وعلى صديقه في تلك البلدة واستمرت الحال على ذلك حتى بدأ بعض المبادرين الأوائل بمحاولة البدء بتربية في الخلايا الخشبية الحديثة في أواخر السبعينيات على يد كل من السادة "مرسل أبو عمر" وزير الزراعة الأسبق والمهندس "منصور واكد" والسيد "شحاذة عكوان" حيث أسسوا محلا تشاركياً مؤلفا من 600 خلية وكانت الانطلاقة التالية من مركز إنعاش الريف في منطقة "صلخد" وبعد نجاح التجربة في المركز المذكور بدأت تربية النحل بالانتشار بشكل واسع في المحافظة وبدأت أعداد المربين بالتزايد حتى بداية التسعينات حيث بدأ بتربية النحل في مركز إنعاش الريف في قرية "عريقة" عام 1991».

إن تربية النحل في المحافظة حديثة العهد نسبيا، حيث لم يحظ هذا النوع من النشاط باهتمام المزارعين حتى أواسط القرن الماضي ويمكن القول إن أول بداية له كانت عام 1947 على يد احد المزارعين القادمين من لبنان وهو الشيخ "احمد عبد السلام صادق" في قرية "الكفر" الذي تحمل مشاق نقل ست خلايا بلدية من لبنان إلى "دمشق" فالسويداء ثم "الكفر" بوسائط نقل بدائية جدا وبعد فترة أعطى بعض الطرود لأحد أصدقائه في القرية المذكورة، واقتصرت تربية النحل عليه وعلى صديقه في تلك البلدة واستمرت الحال على ذلك حتى بدأ بعض المبادرين الأوائل بمحاولة البدء بتربية في الخلايا الخشبية الحديثة في أواخر السبعينيات على يد كل من السادة "مرسل أبو عمر" وزير الزراعة الأسبق والمهندس "منصور واكد" والسيد "شحاذة عكوان" حيث أسسوا محلا تشاركياً مؤلفا من 600 خلية وكانت الانطلاقة التالية من مركز إنعاش الريف في منطقة "صلخد" وبعد نجاح التجربة في المركز المذكور بدأت تربية النحل بالانتشار بشكل واسع في المحافظة وبدأت أعداد المربين بالتزايد حتى بداية التسعينات حيث بدأ بتربية النحل في مركز إنعاش الريف في قرية "عريقة" عام 1991

وعن سبب نجاح تجربة تربية النحل يتحدث عضو جمعية النحالين المهندس الزراعي "زيد عبد السلام" بالقول: «إن نجاح تربية النحل في محافظة "السويداء" اعتمدت على عدة أسباب أولها دخول مراع جديدة في الاستثمار وخاصة في منطقة "اللجاة" التي تتميز بالتنوع المناخي والحيوي والنباتي الأمر الذي أدى إلى تزايد ملحوظ في أعداد المربين والطوائف المرباة، حيث ارتفع عدد المربين من 250 مربياً في عام 1993 يربون نحو 4000 خلية، إلى 262 مربياً في عام 2009 يربون 3170 خلية بمتوسط 12 خلية لكل مربي بالإضافة إلى تحديث أساليب التربية ونشر المعرفة النظرية والخبرة العلمية في أصول هذه التربية وذلك عن طريق تطوير برنامج تربية النحل ضمن خطط البحوث العلمية والخطط الزراعية حيث بدأ تأصيل سلالات النحل المحلية وانتخاب الجيد منها، والتأكد من عدم السماح بإدخال سلالات أجنبية قبل التأكد من ملاءمتها للمنطقة وسلامة تركيبها الوراثي وخلوها من الأمراض، بالإضافة إلى إصدار بطاقات ترحيل حيث يجب على كل نحال إبرازها حين ترحيل منحلته من مرعى إلى آخر، وتنظيم توزيع المناحل على المراعي وإصدار لصاقة خاصة من قبل جمعية النحالين السوريين توضع على كل عبوة تطابق المواصفات وتأمين الأدوية الخاصة بالنحل عن طريق نقابة المهندسين أو جمعية النحالة لتشجيع استخدام المبيدات غير الضارة بالنحل في مكافحة الآفات الزراعية، والاستمرار بمكافحة الدبور الأحمر "الزلقط"، كما أن هناك تدقيق لأعداد الخلايا الموجودة في المحافظة بالتعاون بين مديرية الزراعة وجمعية مربي النحل».

المهندس "كمال العيسمي"

أما عن المشكلات التي تواجه المربين وطريقة حلها فيتحدث المهندس "ماهر دوارة" رئيس شعبة البحوث العلمية الزراعية في مديرية زراعة السويداء بالقول:

«من خلال نتائج مستخلصة من دراسة حول واقع تربية النحل في المحافظة ظهر أن المشكلات التي تواجه تربية النحل بالمحافظة تتلخص أولا في الحيازة القليلة لطوائف النحل وهذا يقلل من الجدوى الاقتصادية للمشروع، ويصعب خدمات الترحيل إلى المراعي البعيدة ويجعل العملية مكلفة، وثانياً عدم استبدال الملكة عند بعض المربين أو التأخر في تبديلها بملكة فتية فالعمر الوسطي لعطاء الملكة هو 2 إلى 3 سنوات وبعدها يتدهور إنتاجها من البيض كما إن هناك مشكلة في قلة نسبة الاستفادة من منتجات الخلايا فيما يتعلق بالغذاء الملكي والعكبر، وذلك نتيجة عدم استخدام عملية التطعيم بالكؤوس الملكية واعتماد التطريد الطبيعي عند بعض المربين بشكل غير مدروس دون اللجوء للتقسيم الصناعي وهذا ما يفقدهم الكثير من الطرود ويضعف الخلايا الأم، كما إن إهمال مكافحة عثة "الفاروا" بشكل دوري وفي الوقت المناسب يهدد الخلية حيث تعتبر هذه الآفة حاليا من أهم الآفات التي تهدد النحل، ويضاف إلى ذلك انحسار المراعي لأسباب عديدة منها استصلاح الأراضي البور والجبلية وقلة الهطولات المطرية وانتشار الدبور الأحمر في أغلب المناطق، ويضاف إلى ذلك عدم عناية بعض المربين بتخزين إطارات الشمع القديم للموسم التالي وعدم التأكد من وجود المخزون الغذائي الكامل في الخلية من عسل وحبوب طلع وعدم التأكد من وجود نحل ميت داخل الخلية أو خارجها من أجل تفادي هجر النحل لمسكنه أو تعرضه إلى السرقة والهجوم من قبل بعض الخلايا الفارغة».

النحل على زهر التفاح

يذكر أنه يتواجد في جبل العرب أكثر من 900 نوع نباتي منها نحو 70 نوعاً يعتبر الجبل الموطن الأصلي لها ما يجعل هناك فرصة كبيرة لنشاط تربية النحل في "السويداء" طوال أشهر السنة.

نحل على زهر اللوز