اللهجة "الحورانية" من اللهجات القديمة والمعروفة، ورغم اختلاف لفظ بعض مفرداتها من منطقة إلى أخرى في المحافظة، الا أن المعنى ثابت لا يتغير، وهي لهجة حية لها هويتها وخصوصيتها.

يقول السيد "أحمد ناجي مسالمة" باحث في تاريخ التراث الحوراني، ومن سكان مدينة "درعا" لموقع "eDaraa": «اللهجة الحورانية قديمة عبر التاريخ، واستطاعت أن تحافظ على صورتها وأدائها، رغم دخول لهجات أخرى إلى المنطقة، وتحتوي على الكثيرمن التعابيروالمفردات غير الموجودة في اللهجات الأخرى، في الوقت الذي تتداخل فيه مع العديد من اللهجات في الدول العربية المجاورة "كالأردن والعراق وفلسطين"، حيث يوجد هناك العديد من الألفاظ المشتركة بينها، وما زال الجيل الجديد في "حوران" يتوراثها عن الأباء والأجداد».

اللهجة الحورانية قديمة عبر التاريخ، واستطاعت أن تحافظ على صورتها وأدائها، رغم دخول لهجات أخرى إلى المنطقة، وتحتوي على الكثيرمن التعابيروالمفردات غير الموجودة في اللهجات الأخرى، في الوقت الذي تتداخل فيه مع العديد من اللهجات في الدول العربية المجاورة "كالأردن والعراق وفلسطين"، حيث يوجد هناك العديد من الألفاظ المشتركة بينها، وما زال الجيل الجديد في "حوران" يتوراثها عن الأباء والأجداد

وحول خصائص اللهجة "الحورانية" تحدث السيد "عبد الرحمن الحوراني" باحث في قضايا التاريخ والتراث الحوراني، بتاريخ 3/3/2011 لموقع "eDaraa" قائلاً: «اللهجة هي استبدال في ترتيب الحروف في الكلمة أو في طريقة نطقها، الأمر الذي يبعدها عن اللغة الأم، وتعد لهجة "درعا وريفها، قريبة نسبياً للفصحى، ومحافظة على اللثويات ومتأثرة باللهجة الأردنية وقريبة للهجة الشاوية، وتتميز بعدة خصائص حيث يلفظ حرف /ق/ قافاً يمنية "كلي" أي "قلي"، باستثناء قريتي "جباب، وغباغب" حيث تلفظ قافاً صحيحة، ويلفظ حرف/ك/ شيناً تقريباً، أو على شكل " تش" عندما يكون في نهاية الكلمة وعند مخاطبة المفرد المؤنث كما في كلمة "حرشت الطبخ" أي "حركت"، وأحياناً يلفظ كافاً وخاصة في أوائل الكلمات لكن دون ضوابط، ففي كلمة "ولك" الموجهة للمذكر، تلفظ الكاف كافاً صحيحة، ويرقق حرف/ذ/ في القسم الشمالي من "حوران"، ويفخم في القسم الجنوبي مثل "هذا وهاظه"، ويلفظ حرف الضاد "ظ" أينما ورد مثل "ضلع – ظلع"، وإمالة الألف المقصورة ولفظها /هاء/ في القسم الشمالي من "حوران" وذلك على عكس القسم الجنوبي ففي قريتي "داعل وابطع" مثلاً يلفظون "عيسى وموسى– عيسه وموسه"، وتفخيم حرف الجيم أينما ورد، وزيادة الياء على الحرف الأخير من الظروف المضافة إلى ضمائر الجمع مثل "بعدينا وغربينا وعندينا" وخاصة في قريتي "جباب وغباغب"، وإضافة حرف /ش/ إلى أواخر الكلمات مثل "ما عليش، لويش، قديش"، وإجراء القلب المكاني في بعض الكلمات مثل "قضب بدلاً من قبض، ومعلقة بدلاً من ملعقة، وكرهباء بدلاً من كهرباء، وبنور بدلاً من بلور"، واستعمال الألف بدلاً من الهمزة مثل "الدفء، الدفا"، واستعمال /عا،ع/ بدلاً من على مثال "عاقد فراشك مد رجليك"، واستعمال "عل" بدلاً من على، مثل "سروة العورة عل المكحلة"، واستعمال "لا" بدل من إذا "لا ذكرت الذيب هييلو قضيب"، وإضافة حرف /ب/ في بداية الأفعال "بدرس، بوكل، بشرب، بسمع"».

وفيما يخص الكلمات الدخيلة على اللهجة الحورانية قال السيد "أنور الدبيس" مدرس ومهتم بقضايا التراث الحوراني: «هناك بعض الكلمات الدخيلة على اللهجة الحورانية، تخالف خصائص اللغة العربية الفصحى، فمن المعلوم مثلاً أن "الجيم والقاف" لا يلتقيان في كلمة واحدة في اللغة العربية، بينما يلتقان في التركية، وعلى سبيل المثال "أجقم، لجق"، جلاقة، باجوق، جماقة"، كما لا يلتقي حرفا "الطاء والجيم" في كلمة واحدة في لغتنا، بينما يلتقيان في التركية "كطنجرة، طبنجة، طجة، طجن"، وكلها مفردات دخيلة على اللهجة الحورانية، كذلك لا يلتقي حرفا "الجيم والصاد" في العربية، بينما يلتقيان في اللغة الفارسية، التي دخلت بعض مفرداتها إلى اللهجة الحورانية "كصلج، صهريج، انجعص"، إضافة لذلك هناك كلمات دخيلة أخرى من أصول سريانية وآرامية مثل "براني، جواني"».