لكل مجتمع قيمه الجمالية الخاصة، يعنى بها ويعبر عنها بطرق كثيرة، ولعلَّ للمرأة- وعلى مرِّ العصور- نصيب أكبر من نصيب الرجل في التعبير عن هذه الحالة الجمالية، وخاصة في الحفلات والمناسبات السعيدة، والتي يأتي في مقدمتها حفل الزفاف، حيث تظهر فيه العروس بأبهى حلة، فهو يومها الذي طالما حلمت به، ولزاماً عليها ألا تدخر جهداً في الظهور بمظهر الملكة.

ترى كيف كانت المرأة الرقية تحتفي بهذا اليوم.؟ وماذا كانت تعد له من ألبسة وحلي.؟ هذا ما حاول موقع eRaqqa وبتاريخ (23/1/1011) الاستفسار عنه.

بداية أود أن أشير إلى أن كلمة "زهاب" هي صحيحة لغوياً، وأصلها الزهبة بضم الزاي، وهي ثياب وحاجيات للعروس اتفق عليها بين أهل العريس وأهل العروس، وغالباً ما يقدم "الزهاب" قبل "الزفة" بيوم أو يومين وبمجرد وصول "الزهاب" مع مجموعة من النسوة والبنات والصبيان يكون قد علم الجميع أن "الزفة" قد قرب موعدها. و"الزهاب" يحسب له حساب كبير، فعليه تقوم أهمية العروس وأفراح العرس، وحولها ستدور الاهتمامات الكبرى وجميع التعليقات، وعلى أساسها يكون التقييم لأسرة العروس، حيث تأخذ أسهم عائلة أهل العروس بالارتفاع أو الانخفاض بقدر ما ترتدي العروس أو تحمل معها من اللباس، كون أهل الفتاة أنفسهم مكلفين "بالزهاب" الذي يقطع من المهر، وغالباً ما يكون لباس العروس مؤلف من "البدلة" المخملية أو الحريرية أو من "الدانتيل" بالألوان الفاقعة كالأحمر والبرتقالي والأخضر، وترتدي العروس فوق "البدلة" "درَّاعة" من الجوخ، وتكون مطرزة بالقصب، وتربط على خصرها الحزام "الشويحي" المنسوج من الحرير، أو "الكمر" الفضي أو الذهبي، ثم تسبل العباءة المقصبة على رأسها المعصوب "بالهباري" فتظهر بكامل زينتها وحشمتها

السيدة "جواهر الراشد" وهي من سكان ريف "الرقة" تقول: «تزوجت عام /1971/م، وحملت معي إلى بيت زوجي صندوق العرس، الذي كان يحوي "الزهاب" الثمين، وهو كل ما كانت تحلم به الفتاة في ذلك الزمان، فأهلي كانوا ميسوري الحال ولا يأكلون مهر البنت، وكان مهري /25000/ ل.س، علماً أن سعر غرام الذهب حوالي ثلاث ليرات سورية، أي أن مهري يعادل اليوم حوالي مليون ونصف قياساً بسعر الذهب هذه الأيام، ولأن الثياب كانت رخيصة فقد اشتريت بالقسم الأكبر ذهباً، وعلى سبيل المثال فقد كان يكلف تفصيل الثوب حوالي ليرة سورية واحدة، وسعر "الهباري" العراقية عالية الجودة حوالي الخمس ليرات، ومحزم "الشويحي" بليرتين ونصف.

صندوق العرس

أما "زبون" المخمل المطرز بالحرير المسمى "طش الورد" فقد كان غالي الثمن، حيث إن ثمن القماش فقط يساوي /100/ ل.س وخياطه بـ/10/ ل.س، وكذلك "الدراعة" فهي ثمينة وتساوي /200/ ل.س، و"عباية" المخمل الإنكليزي تساوي حولي /200/ ل.س، أما ثوب العروس الجيد، فيكون مصنوعاً من الحرير الطبيعي، وهو مطرز بالحرير كذلك، وكان يتم إحضار القماش من تركيا، وسعر المتر الواحد بليرتين ونصف، وفصاله بحوالي ليرة ونصف. أما أنا فقد لبست ليلة زفافي ثوباً من الحرير، وكان لونه زهرياً، حيث لم يكن معروفاً عندنا لبس الثوب الأبيض، ولبست فوقه "الدراعة" و"الزبون" وعباءة من المخمل ولبست "كمر" من الذهب، علماً أن سعر "كمر" الفضة كان حوالي /15/ ليرة سورية فقط، ووضعت على وجهي "محرمة" رجالية بيضاء تسمى "مركزيت"، وأنا إلى يومنا هذا ما أزال احتفظ بصندوق عرسي، فهو يذكرني بأجمل أيام عمري».

وبسؤال الباحث "حسن عساف العدواني" عن "زهاب" المرأة الرقية التقليدي، أجاب قائلاً: «بداية أود أن أشير إلى أن كلمة "زهاب" هي صحيحة لغوياً، وأصلها الزهبة بضم الزاي، وهي ثياب وحاجيات للعروس اتفق عليها بين أهل العريس وأهل العروس، وغالباً ما يقدم "الزهاب" قبل "الزفة" بيوم أو يومين وبمجرد وصول "الزهاب" مع مجموعة من النسوة والبنات والصبيان يكون قد علم الجميع أن "الزفة" قد قرب موعدها.

دراعة مقصبة

و"الزهاب" يحسب له حساب كبير، فعليه تقوم أهمية العروس وأفراح العرس، وحولها ستدور الاهتمامات الكبرى وجميع التعليقات، وعلى أساسها يكون التقييم لأسرة العروس، حيث تأخذ أسهم عائلة أهل العروس بالارتفاع أو الانخفاض بقدر ما ترتدي العروس أو تحمل معها من اللباس، كون أهل الفتاة أنفسهم مكلفين "بالزهاب" الذي يقطع من المهر، وغالباً ما يكون لباس العروس مؤلف من "البدلة" المخملية أو الحريرية أو من "الدانتيل" بالألوان الفاقعة كالأحمر والبرتقالي والأخضر، وترتدي العروس فوق "البدلة" "درَّاعة" من الجوخ، وتكون مطرزة بالقصب، وتربط على خصرها الحزام "الشويحي" المنسوج من الحرير، أو "الكمر" الفضي أو الذهبي، ثم تسبل العباءة المقصبة على رأسها المعصوب "بالهباري" فتظهر بكامل زينتها وحشمتها».

الباحث حسن عساف العدواني مدير دار التراث في الرقة