تعرضت محافظة "طرطوس" إلى منخفض جوي قوي في أمطاره وتأثيراته حيث بدأ هطول المطر بعد ظهر يوم الجمعة "10/12/2010" واستمر ليومينً، ومنذ البداية كان المطر غزيرا ومصحوبا بالعواصف الرعدية، وجاء هذا الهطول بعد مرور شهر كامل من فصل الشتاء بدون أي هطول مطري.

موقع "eSyria" جال بتاريخ "2/12/2010" في محافظة"طرطوس" وعدد من قراها وخاصة الزراعية منها، والتقى عدداً من المزارعين لمعرفة آثار هذا المطر الذي عمّ أرجاء "طرطوس" فكان اللقاء مع المزارع "ماهر عمران" الذي تحدث قائلاً: «نحن المزارعين من أكثر الناس حاجة للمطر ومعرفة به إذ أن تأثيراته أول ماتصيب المزارعين الذين يقضون وقتهم خلال أيام المطر وخاصة المصحوب بالعواصف باحثين بين مزروعاتهم عن أي ضرر قد يحدث، ليبقى المزارع بالتالي ساعات طويلة تحت المطر وهو يصلح مايمكن إصلاحه».

نحن المزارعين من أكثر الناس حاجة للمطر ومعرفة به إذ أن تأثيراته أول ماتصيب المزارعين الذين يقضون وقتهم خلال أيام المطر وخاصة المصحوب بالعواصف باحثين بين مزروعاتهم عن أي ضرر قد يحدث، ليبقى المزارع بالتالي ساعات طويلة تحت المطر وهو يصلح مايمكن إصلاحه

وعن المطر الذي هطل يومي الجمعة والسبت يقول السيد "ماهر": «في طرطوس نحن معتادون على هطول المطر بغزارة، وقد سمعت في آخر نشرة للطقس أن كمية الأمطار جاوزت /148/ مم، مع هذا فإنه بتغير المناخ قلت الأمطار كثيراً لدرجة أن شهر "تشرين الثاني" وهو من شهور الشتاء مضى كله بدون أي هطول مطري، فساء وضع المزروعات لدرجة التلف أحيانا.

المزراع ماهر عمران

بالتالي كان هذا المنخفض الجوي بردا وسلاما علينا نحن المزارعين وفرحتنا لايصفها واصف لأن أهالي المدن وأصحاب المهن الأخرى يكونون في بيوتهم وآخر همهم المطر الهاطل، بينما نحن نتمنى أن تكون كل الأيام ماطرة، ونحن أكثر من يتلقى أثر هذه الأمطار بحسناتها وسيئاتها، ومنذ يوم الجمعة قمنا بتجهيز مختلف مزروعاتنا وغطينا أي أدوات زراعية لدينا وحصنّا بيوتنا البلاستيكية فيما يخص أخطار الرياح والمياه الغزيرة، ونردد مقولة دائمة "عملنا ماعلينا والباقي على رب العالمين"، والسبب في ذلك أنه في كل عام تأتي أعاصير ليس لنا قدرة على مواجهتها ولاحتى تحمل نتائجها».

وبما أن هذا المنخفض جاء بقوة كبيرة وكانت أمطاره غزيرة فقد كانت له آثار كبيرة حدثنا عنها المزارع "عماد يوسف": «فرحنا بالمطر لاحدود له فمن الناحية الإيجابية شربت حقول الحمضيات العطشى وحقول الخضار والمزروعات الموسمية "كالقمح والبقوليات"، كذلك فإن النباتات البرية ستنبت بعد تأخر ظهورها مثل "الهندباء والقرصعنّة"، إضافة لتنظيف الجو من الغبار، أما من الناحية السلبية فإن أضرارا كبيرة أصابت الزراعات المحمية حيث تعرضت عدة مناطق في "طرطوس" إلى زوابع بحرية "أعاصير" خرجت من البحر واتجهت إلى الأراضي الزراعية في سهول "طرطوس" لتدمر كل مايصادفها من المزروعات والأشجار والبيوت البلاستيكية المحمية التي سوّيت بالأرض ووصلت خسائر البعض إلى ملايين الليرات.

المزارع عماد يوسف

ومن صباح يوم السبت تحرك الناس تحت المطر ووسط الرياح إلى إعادة شرائح النايلون التي أزالتها الرياح إلى مكانها حيث فشل الكثيرون في عملهم، ولم نسمع لحد الآن أي إحصائيات عن الأضرار لأني سمعت أن "سهل خراب مرقية" تعرض لأضرار فادحة، وكذلك فإن المناطق الملاصقة لمدينة "طرطوس" تعرضت لعدة زوابع كل منها سار في مسار عشوائي ودمر كل ماصادفه في طريقه والبيوت البلاستيكية التي تشاهدونها خير دليل على ذلك، أما منطقة "سهل يحمور وسهل عكار" فلا نعلم أي خبر عنها، وبخصوص خطر السيول فلم أسمع بأي ضرر نتج عنها لأن توزيع الأمطار على ساعات النهار كان متوازيا فلم تحصل سيول خطيرة».

أما مدينة "طرطوس" فقد سالت المياه بغزارة في شوارعها من غزارة الأمطار، فكان لقاؤنا مع الأستاذ "مظهر حسن" مدير الشؤون الفنية في "بلدية طرطوس" للحديث عن هذا الموضوع وطريقة الحل حيث قال: «تقوم الدوائر المختصة "فرع الصيانة والنظافة والفوج الإطفاء" بالمناوبة ليلاً نهارا أثناء حدوث عواصف مطرية تفوق مقدرة مصارف المياه في الشوارع على التصريف، فتقوم باستقبال شكاوى المواطنين والتوجه إلى منطقة سوء التصريف ومحاولة فتح المجاري وتنظيفها.

الأستاذ مظهر حسن

من جهة أخرى قام "مجلس مدينة طرطوس" بالتعاقد مع "جامعة البعث" لتقديم دراسة متكاملة لفصل الصرف الصحي عن مياه الأمطار ضمن أحياء "طرطوس" كافة، وقد بدأ العمل بالمشروع من تاريخ "1/9/2010" وعند الانتهاء سيتم فصل الشبكتين».