تعتبر الأكلات الشعبية في "حوران" بتنوعها، جزءاً من المعالم الاجتماعية التي تعطي طابعاً خاصاً للمحافظة، وهي الغنية بتراثها الحضاري العريق الذي مازال قسم كبير منه موجوداً وبكثرة في القرى والبلدات، ومن هذا التراث الأكلات الشعبية التي تعتمد على مكونات طبيعية من المنتجات المحلية التي تنتجها المحافظة، فهي تختلف بين الريف والمدينة، لكن الأكلة المشتركة دائماً "المنسف الحوراني" الذي اختلف بعض الشيء عما كان في الماضي القريب بطريقة إعداده وتقديمه، لكنه ما زال الوجبة المهمة في حفلات الزفاف وفي المناسبات والولائم الكبيرة وفي حالات الوفاة.

الحاجة "حسنة الموسى" تقول: «أهم الأكلات الشعبية المحببة في "حوران" هي "المنسف"، وتتألف مكوناته من خبز التنور يضاف له الرز أو الفريكة أو البرغل ويصب عليه بعد انتهاء فترة تحضيره السمن واللبن، ويوضع في أعلاه قطع اللحم والكباب، ويوضع رأس "الذبيحة" في منتصف المنسف، يغطى بعدها برغيف من خبز الصاج أو التنور، وهذه الوجبة لا تزال تقدم كوجبة رئيسية في الأعراس والولائم التي تقام في مختلف أنحاء المحافظة».

لا يزال يعتبر الأكلة الشعبية الرسمية الأولى، التي تحافظ على أصالتها خاصة في البادية، حيث يحمل المنسف طابع الكرم والضيافة، ولا يزال الوجبة المهمة في حفلات الزفاف وفي المناسبات والولائم وفي حالات الوفاة بنهاية الختمة، وبدأ يأخذ أشكالاً أخرى مختلفة، ويحتوي الخرفان المحشوة بالرز واللوز والصنوبر والبازلاء

وتتابع بنفس السياق قائلة: «لا يزال يعتبر الأكلة الشعبية الرسمية الأولى، التي تحافظ على أصالتها خاصة في البادية، حيث يحمل المنسف طابع الكرم والضيافة، ولا يزال الوجبة المهمة في حفلات الزفاف وفي المناسبات والولائم وفي حالات الوفاة بنهاية الختمة، وبدأ يأخذ أشكالاً أخرى مختلفة، ويحتوي الخرفان المحشوة بالرز واللوز والصنوبر والبازلاء».

اكلة المكامير

أكلات عديدة ما زالت تحافظ عليها الأسرة الحورانية ومنها "الشيش برك" و"المكامير" التي حدثت موقع eDaraa في 10/7/2010 عنها السيدة "حمدة رجا" فقالت: «"الشيش برك" أو "آذان الشايب" هي أكلة ما زالت تتوارثها الأجيال ويتم تناولها في فصل الشتاء، وهي عبارة عن عجين يقطع إلى قطع صغيرة أو متوسطة ويشكل على شكل آذان، ويحشى داخله بـاللحم والبصل المفروم ويطبخ في إناء كبير يوضع بداخله "الرز" و"اللبن"، وبالنسبة لأكلة "الرقاقة" أو "المكامير" فهي من الطبخات المعروفة والشائعة في الريف، ولكن إعدادها يكون غالباً في المناسبات الاجتماعية ولها طقوس اجتماعية خاصة، حيث يقوم الجيران "النساء" بمساعدة بعضهن بعضاً، في جو يسوده المرح والتعاون، ويرافقها أحاديث اجتماعية، وبعد الانتهاء من عملية الطبخ هناك تقليد اجتماعي قديم ومعروف في الريف، وهو توزيع قسم من الطبخة أو الأكلة على الجيران والأقارب، والرقاقة هي عبارة عن عجين مرقوق على شكل طبقات بينها بصل ولحم الفروج، على شكل طبقات مدهونة بالزيت ومشوية بالفرن».

الحاجة "وسمية المصطفى" "أم نص" حدثتنا عن جانب أخر من الأكلات الشعبية، وهي أكلة "الفطائر" التي لها وضع خاص في المحافظة حيث تقام معظم الولائم العزائم الخفيفة على "الفطاير"، وهي عبارة عن قطع من العجين محشوة بعدة أنواع حسب رغبة العائلة، إما بالبصل واللحمة أو السبانخ أو السلق أو الحميض أو في البندورة والكشك، وهي الأكلة الشائعة في المنطقة بإشكال وأحجام متعددة تعود لسيدة المنزل».

الفطاير

"نورا الموسى" إحدى المعمرات في قرية "عمورية" يزيد عمرها عن "70" عاماً حدثتنا عن الأكلات الشعبية والحلويات التي ما زالت تتداول منذ فترة طويلة فقالت: «معظم الأكلات الشعبية المنتشرة والحلويات في "حوران"، تعتمد على منتجاتنا الزراعية التي يتم إنتاجها في الحقول، ومن الحلويات المعروفة والتي لا تزال لوقتنا هذا "اللزاقيات"، وهي تتألف من الطحين والسكر وجوز الهند، وتوضع بعد أن تمد على شكل رغيف الخبز على الصاج، ويوضع عليه جوز الهند والسمن، بعدها توضع في "سدر" متوسط الحجم ليتم تقطيعها وتقديمها للضيوف والأهل بشكل دوائر أو لفافات، ومن الأكلات المهمة "المفتول"، وهي عبارة من البرغل وحمص وطحين مفتول وشرحات من اللحم».

ومن الأكلات الأخرى المتداولة في بعض المناطق الريفية تقول "صبرية الملحم": «لا تزال النساء المتقدمات في السن، يقمن بإحياء تراث الأكلة الأكثر جماهيرية وهي "السليقة"، وهي عبارة عن كميات من القمح، توضع في وعاء كبير ويسلق بالماء لتأمين مونه الشتاء من "البرغل"، يجتمع حولها أثناء عملية سلق "القمح" في "الحلة" معظم نساء "القرية" لتناول القمح المسلوق قبل تجفيفه ونشره في أماكن تدخله الشمس، حيث يضاف له السكر حين أكله».

نشر السليقة

السيد "إبراهيم الشعابين" مدير دائرة التراث في المحافظة يقول: «لا تزال الأسر في "حوران" تحافظ على التراث الاجتماعي المهم، ومنه الأكلات الشعبية التي تؤكد كرم وطيب الضيافة في هذه المحافظة الطيبة بأهلها وناسها، على الرغم من التطور الذي طرأ على بنية المجتمع في كافة النواحي لكن مازال يحتفظون بذاكرة جيدة عن تراث أهلنا، ونحن نسعى في دائرة التراث للحفاظ على هذا التراث وحمايته من الضياع والاندثار، من خلال تدوين هذا التراث الغني خلال مشروع توثيق تراث "حوران"، حيث قمنا بجمع أشكال ومكونات هذا التراث من خلال أشخاص حفظوه وما زالوا مستمرين بجمعه وتدوينه في مؤلفات، بهدف حفظه من الضياع وتعريف الأجيال القادمة بما كان للسلف من طرقه في المعيشة وعاداته وتقاليده».