حياته رحلة في البحث والاجتهاد توّجها بحصوله على درجة الدكتوراه في الميكانيك من دولة كوبا، وقد نال هذه الدرجة الرفيعة بسبب إضافة علمية جديدة قدمها في رسالته، كما تميز حالياً في عمله الإداري كمدير لمشروع التدريب المهني الذي تديره UNDP.

هذا الباحث هو الدكتور "ويس حسن العلي" الذي التقاه موقع eSyria ليكون لنا معه الحديث التالي: «أنا من مواليد "دير الزور" 1964، متزوج من امرأة كوبية "ميريام راميرس"، وهي مهندسة ميكانيك ولي منها ثلاثة أطفال.

أحب المطالعة بشكل عام، ولكني أميل لمطالعة الكتب التاريخية والأدبية وقد قرأت أعمال "بابلو نيرودا" بالإسبانية، وكانت ممتعة بالنسبة لي، واستطيع والحمد لله لكوني أتقن ثلاث لغات أن أقرأ بها جميعها ما أريد من كتب

درست تعليمي ما قبل الجامعي في "دير الزور" وتابعت تعليمي العالي في كوبا حيث تخرجت في الليسانس بمعدل 84.4% وكنت الأول على الدفعة، ما أهلني لمتابعة الماجستير فحصلت عليه بدرجة شرف، ونلت درجة دكتوراه دولة بدرجة شرف أيضاً من جامعة "كوهاي" في كوبا فأرسلت هذه الجامعة إلى السفارة السورية في "هافانا" تهنئة للشعب السوري والحكومة السورية على الإنجازات العلمية الجديدة التي حققتها في هذه الجامعة.

الدكتور ويس العلي في مكتبه

وبالنسبة للجنة المشرفة على أطروحة الدكتوراة فقد كانت لجنة مؤلفة من 17 عالما إضافة لعالمين آخرين يكون دورهما هو معارضة ما أطرحه أثناء دفاعي عن رسالة الدكتوراه، وكان جميع هؤلاء العلماء من أميز علماء الميكانيك في كوبا، وكان ملخص فكرة البحث هو: "تطوير نموذج رياضي لعمل "البيليات" "الرولمانات" بحيث تعطي أداء جيداً ضمن ظروف معينة، ونجحت والحمد لله ونلت درجة الشرف، ولم يكن أحد في كوبا قد نال هذا التقييم، وكان عمري حينها 30 عاماً».

خاض "العلي" تجربة التدريس في كوبا وحاولت جامعته إبقاءه ليدرس لديها بشكل دائم، ولكنه آثر التدريس في وطنه، إذ يقول مبيناً ذلك :«كنت معيداً في جامعة "كوهاي" وبعد أن حزت درجة الماجستير حاولت الجامعة إبقائي للتدريس في صفوفها، ولكني رفضت ذلك لكي أرجع إلى بلدي وادرس في جامعاته ولكن للأسف إلى الآن لم أستطع أن أكون ضمن الكادر التدريسي لجامعة الفرات لأسباب عديدة، وبقي تدريسي في الجامعة لا يتعدى ساعات من خارج الملاك، رغم أنني إضافة لشهادتي العلمية المعترف بها، أتقن ثلاث لغات عدا لغتي الأم وهي الإسبانية والإنكليزية، والألمانية».

وحول رأيه بواقع التعليم العالي وبالذات في جامعة الفرات، ومقترحات التطوير أضاف: «أهم نقطة برأيي أن يكون العلم للعلم ولا يكون لأي غايات أخرى، والنقطة الأخرى أن تكون العلاقة بين الأستاذ والطلبة قائمة على الاحترام والمحبة، كما يجب أن يكون هناك لمشاريع التخرج وأطروحات الدراسات العليا علاقة بالواقع العملي والحياة العملية».

أما العمل الحالي الذي يزاوله الدكتور "العلي" فهو حسب ما وضحه لنا: «أعمل حالياً مديراً لمشروع التدريب المهني التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي "UNDP" حيث يقوم هذا المشروع بتنفيذ دورات لأبناء من كلا الجنسين "دير الزور" وباختصاصات عديدة كصناعة وتجميع الكمبيوترات، وصناعة الألبسة الجاهزة "معامل الألبسة الصغيرة"، وصيانة المكيفات، واللحام بأنواعه، وكذلك صيانة السيارات الحديثة باستخدام الحاسب.

كما أساهم بالإشراف على مشروع الآبار الرومانية الذي تدعمه وكالة التنمية الإسبانية، والسفارة الإسبانية في سورية، وذلك للاستفادة من مياه هذه الآبار في أغراض سقاية الكائنات الحية سواء الحيوانية أو النباتية».

وبالنسبة للهوايات التي يمارسها د."العلي" فهي عديدة، تحدث عنها بقوله :«أحب المطالعة بشكل عام، ولكني أميل لمطالعة الكتب التاريخية والأدبية وقد قرأت أعمال "بابلو نيرودا" بالإسبانية، وكانت ممتعة بالنسبة لي، واستطيع والحمد لله لكوني أتقن ثلاث لغات أن أقرأ بها جميعها ما أريد من كتب».

وللدكتور "العلي" أمنية تمنى أن تتحقق: «أتمنى أن تشكل لجان من ذوي الاختصاص والخبرة من المعنيين بالثقافة والتراث والتاريخ، كل في مجاله بحيث تقوم هذه اللجان بجمع التراث وإعادة إنتاجه، وأتمنى أن تكون هذه اللجان أهلية بحيث يكون الدافع هو حب التنمية والتطوير لا أكثر».

ومن الوسط الاجتماعي للدكتور "ويس" التقينا السيدة "ميريام راميرس"، وهي مهندسة ميكانيك، فسلطت لنا الضوء على الشق الاجتماعي من حياة هذا الأكاديمي إذ تقول: «تزوجت من د."ويس" أثناء السنوات الأولى من إقامته في كوبا، وبالنسبة لي لو لم يكن هذا الرجل إنسانا حقيقيا وأخلاقه سامية ومعاملته لطيفة لما ضحيت بالبقاء وسط أهلي ومجتمعي، وعبرت معه البحار لكي أعيش في مدينة قد تمضي السنوات ولا تجد فيها من يكلمك بلغتك الأم».

ومن زملائه التقينا السيد "أحمد النجم" الذي عبر عن رأيه قائلاً: «د. "ويس العلي" رجل على درجة عالية من الأخلاق، يحبه زملاؤه في العمل، لما يتمتع به من لطف المعاملة وحسن التصرف معهم، وهو كباحث علمي لم يأخذ حقه أبداً، لأن لديه الكثير مما يستطيع تقديمه لبلده لو أحسن الاستفادة منه».