شهدت مدينة "حلب" أمس إنشاء أول حديقة بيئية على الطراز الأندلسي، وقد تم تدشينها في مقر الحديقة العامة "بحلب" في 11/7/2010. وقد جاءت نتيجة الاتفاقية التي وقعت في عام /2006/ بين مجلس مدينة "حلب" والجمعية السورية للبيئة من جهة، ومؤسسة "الثقافة الإسلامية الأندلسية" بمدريد، وتم هذا احتفاء "بحلب" عاصمة للثقافة الإسلامية.

وحول فكرة تأسيس الحديقة الأندلسية البيئية موقع eAleppo التقى المهندس "إبراهيم شهابي" معاون المنسق العام لشؤون الحدائق في مدينة "حلب" ليحدثنا بالقول: «مؤسسة "الثقافة الإسلامية" أرادت من وراء الحديقة "البيئية" إبراز الثقافة "الأندلسية" ومد جسور التواصل مع سورية واحتفاء "بحلب" لتكريمها عاصمة للثقافة "الإسلامية" في /2006/، وفي ذات العام تم وضع حجر الأساس للحديقة "الأندلسية" ولكن التنفيذ تأخر لعام /2010/ بسبب تأخر الدراسات التي قدمتها مؤسسة الثقافة "الأندلسية" حول تنفيذ المشروع.

قدمت المحافظة الأرض وتعهدت بالصيانة الدورية للحديقة الأندلسية، التي تعتبر مكسباً حقيقياً لأهالي مدينة "حلب" وقد انتشر نموذج الحديقة الأندلسية في العديد من البلدان العربية من بينها "القاهرة" ولكن حديقة "حلب" ستتميز وتنفرد عنهم

المرحلة الأولى لتنفيذ المشروع امتدت إلى ستة أشهر وتتضمنت إنشاء البنية التحتية للحديقة وممراً من الحجر المرصوص وحوضاً للماء وبالإضافة لذلك هناك غرفة دائمة للنشاطات الثقافية الأندلسية، ثم تليها المرحلة الثانية والتي امتدت لستة أشهر أيضاً من خلال زراعة الأشجار المثمرة من: "تين"، "لوز"، "نانرج"، "خوخ"، "درّاق"، "ليمون"، "زيتون"، "رمّان"، وإلى جانبها نباتات عطرية مثل "الحبق"، "الريحان"، "البنفسج"، ونباتات طبية ومنها، "زعفران"، "زعتر"، "مريمية"، واختصت الحديقة "البيئية" بتلك المزروعات لتشابه المناخ بين سورية واسبانيا، وكل هذا تم بأيدي سورية».

"ابراهيم الشهابي"

/25/ ألف يورو كلفة الحديقة المبدئية، قدمتها مؤسسة "الثقافة الإسلامية الأندلسية" في "مدريد" وأضاف" شهابي" قائلاً: «تمتد على مساحة / 1600/ متر مربع وبالشكل المستطيل وتميزت بالتناظر بين أجزائها فالجزء الأيمن يشابه الجزء الأيسر يتوسطها حوض مائي بمنتصفها، وتتربع في منتصف الحديقة العامة غربي قبة النشاطات وتم تحديد هذا المكان من بعد اكتشافنا للملجأ الموجود تحت الأرض حينما كانت الحديقة البيئية في الجهة الشرقية الشمالية من الحديقة العامة فخشينا من تضارب جذوع الأشجار بالسقف البيتوني للملجأ فجاء الاقتراح في التغيير».

وعن الدور الحكومي ختم قائلاً: «قدمت المحافظة الأرض وتعهدت بالصيانة الدورية للحديقة الأندلسية، التي تعتبر مكسباً حقيقياً لأهالي مدينة "حلب" وقد انتشر نموذج الحديقة الأندلسية في العديد من البلدان العربية من بينها "القاهرة" ولكن حديقة "حلب" ستتميز وتنفرد عنهم».

مجسم قلعة "حلب" يتوسط الحديقة البيئية

بالإضافة لتلك المراحل سيتم إضافة مرحلة ثالثة من بعد المرحلة الثانية شرحها الأستاذ "مصطفى بوادقجي" المسؤول الإعلامي لشؤون الحدائق تحدث عن وسائل الترويج للحديقة الأندلسية بالقول: «نقيم ورشة عمل دائمة للتداوي بالأعشاب الطبية ودراسات حول هجرة الطيوروأسبابها ومحاضرات حول زيادة المساحات الخضراء والمزروعة وإدامتها بشكل مستمر وتقديم الفائدة للمجتمع بأسره وللتعرف على مسائل الزراعة التقليدية مثل زراعة "القطن"، "الفستق" وغرس "الصنوبر" والأنظمة التقليدية لتوزيع السقي ومعرفة أسباب تلوث الهواء والمياه وانجراف التربة والتصحر وبالتأكيد تم هذا بالتعاون مع مهندسي المشروع "باسليو" مهندس زراعي و"نيوتو" مهندس مدني من دولة "اسبانيا"».

وختم "بوادقجي" بالحديث عن الفوائد الثقافية التي ستقدمها الحديقة الأندلسية: «سيقام معرض تعليمي دائم يعرض فيه مختلف الحدائق الإسلامية الأندلسية من الناحية التاريخية والبيئية، وستساهم الحديقة في إبراز أهميه الثقافة وعلاقتها بالبيئة وأهمية "حلب" كمدينة سورية من خلال الروابط التاريخية والثقافية التي تربط بين البلدين سورية وإسبانيا».

"مصطفى بوادقجي"

يذكر أن الحديقة العامة أقيمت في حلب عام /1945/ ولها سبعة مداخل موزعة على محيطها وهي باب "محطة بغداد" وباب "العزيزية"ـ ممثلاًـ بالدرج الكبيرـ وباب ساحة "سعد الله الجابري" وباب شبارق وبابين أحدهما مغلق وهو مخصص للإدارة.