«تعد أسرة أكراد "الرقة" من أوائل الأسر الرقية التي اهتمت بالعلم والأدب والفن، فبرز منها العديد من الأدباء والفنانين، وكان في مقدمتهم الشاعر "مصطفى العبد الله الطه"، والفنان التشكيلي "ياسين جدوع"، والتشكيلي "مصطفى السليمان"...
والشاعر الدكتور "باسم القاسم"، والفنان "فواز جدوع"، وهم أيضاً من أوائل الأسر التي سكنت "الرقة"، وأول من أسسوا مضافة يستقبلون فيها أبناء العشيرة، والضيوف من العشائر والأسر الأخرى، ومازالت مضافتهم عامرة إلى حينه.
لعلّ البيئة الراقية التي نشأ فيها "القاسم" مكنته أن يكون من الأوائل أثناء مراحل دراسته المختلفة، وهو من المهندسين الذين سجلوا نجاحاً باهراً في مجال العمل الهندسي، وخلال تسلمه منصب المدير العام لمؤسسة المياه والشرب الصحي في "الرقة"، ثم نائباً للمحافظ لسنوات عديدة، إضافة لحضوره الاجتماعي اللافت، وهدوئه الرصين، ومتابعته الدؤوبة في خدمة محافظة "الرقة"، والرقي والنهوض بها بكل ما استطاع من قوة
لم يكن المهندس "عادل القاسم" بعيداً عن هذا الجو، بل كان قريباً ممن سلكوا درب العلم والثقافة، فمضافة الأسرة موئلاً للمساجلات الشعرية، وأحاديث الأدب والفن، وجلسات سمر تتلى فيها ملاحم البطولة، وتاريخ العرب، وسجل انتصاراتهم، وليس ببعيد عنه من طلب العلا، فشقيقه الأكبر درس الطب واستقر في إيطاليا، وشقيقه الثاني درس الحقوق، وعمل في سلك المحاماة، وتسلم منصب رئيس بلدية "الرقة"، وكان من أبرز الشخصيات التي شغلت هذا المنصب».
بهذه المقدمة يستعرض الباحث الرقي "علي السويحة" لموقع eRaqqa نشأة المهندس الاستشاري "عادل خلف القاسم"، والبيئة العلمية التي ترعرع فيها.
ويضيف "السويحة": «لعلّ البيئة الراقية التي نشأ فيها "القاسم" مكنته أن يكون من الأوائل أثناء مراحل دراسته المختلفة، وهو من المهندسين الذين سجلوا نجاحاً باهراً في مجال العمل الهندسي، وخلال تسلمه منصب المدير العام لمؤسسة المياه والشرب الصحي في "الرقة"، ثم نائباً للمحافظ لسنوات عديدة، إضافة لحضوره الاجتماعي اللافت، وهدوئه الرصين، ومتابعته الدؤوبة في خدمة محافظة "الرقة"، والرقي والنهوض بها بكل ما استطاع من قوة».
وعن ولادته ونشأته الأولى يتحدث لموقعنا المهندس "عادل القاسم"، قائلاً: «ولدت في مدينة "الرقة"، عام /1957/م في أسرة رقيّة معروفة بحبها للعلم والمعرفة، ودرست المرحلة الابتدائية في مدرستي "الأمين"، و"جميلة بوحيرد"، والإعدادية والثانوية في مدرسة ثانوية "الرشيد"، وحصلت على الترتيب الثاني على مستوى المحافظة في الشهادة الإعدادية، والسابع على المحافظة في الشهادة الثانوية، والأول على مستوى طلاب اللغة الفرنسية في المحافظة.
بعد نيلي الشهادة الثانوية في عام /1975/م رغبت أسرتي بإرسالي إلى إيطاليا، لمتابعة تحصيلي العلمي في مجال الطب، حيث مستقر شقيقي الأكبر "عدنان"، المقيم هناك منذ عام /1973/م، ولكني آثرت الدراسة في الجامعات السورية، فالتحقت بكلية الهندسة المدنية، جامعة "حلب"، ولعل من أهم الأسباب التي دعتني للبقاء في سورية، هو مساعدتي لأهلي، حيث كنت إلى جانب الدراسة أمارس العمل التجاري في المحلات التي افتتحتها الأسرة لبيع المحركات والمضخات والمستلزمات الزراعية منذ عام /1973/م، وكانت هذه نقطة البداية التي أكسبتني الخبرة في الحياة العملية، كما أنني عملت مترجماً للغة الفرنسية مع أحد المهندسين العاملين في شركة "روما غريمكس"، التي كانت تعد دراسة حول نفوذية التربة في مشروع حوض الفرات الأوسط، وهذا أيضاً ساعدني أكثر في تقوية لغتي الفرنسية.
في عام /1981/ تخرجت مهندساً، وتوجهت للعمل في مديرية الخدمات الفنية في "الرقة"، وفي العام الذي تلاه التحقت بالقوات المسلحة لتأدية الخدمة الإلزامية، وفي العام /1984/ عدت إلى وظيفتي السابقة، وفي عام /1987/م سميت معاوناً للمدير العام للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي، وفي هذه الفترة حاولت الاستقالة أكثر من مرة، رغبة مني للعمل في القطاع الخاص، لكن محاولاتي باءت بالفشل، وفي نفس العام تم تسميتي مديراً عاماً للمؤسسة».
وحول عمله في مؤسسة المياه، يقول "القاسم": «عملت خلال وجودي في المؤسسة على تطوير عملها وتحسين أدائها، وشاركت في تصميم مصادر مائية ومحطات تصفية نموذجية على نهر الفرات، وأقنية الري، تم اعتمادها من قبل وزارة الإسكان والمرافق، وتنفيذ عدد كبير منها خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تنفيذ خط جر مياه الشرب لمدينة "الرقة" الذي يمر عبر نهر "الفرات"، وهو من المشاريع الهندسية الهامة التي تم تنفذيها في المحافظة، كما تم دراسة إنشاء محطة تصفية المياه الجديدة على ضفة نهر الفرات اليسرى في عام /1994/م.
نلت خلال عملي في المؤسسة شهادات تقدير وثناء من وزارة الإسكان ونقابة المهندسين وجهات عامة أخرى، نظراً لجهودي في تطوير أعمال المؤسسة، والعمل الهندسي في المحافظة، كما سبق لي الحصول على بطولة الإنتاج على مستوى المحافظة خلال أعوام /1985 ـ 1987 ـ 1995/، وزاد اهتمامي بالتقانة، بعد مشاركتي في أول دورة أقامتها نقابة المهندسين لتعليم الحاسوب بلغة "البيزك"، وعملت على إدخال الحاسوب إلى المؤسسة، وتم إصدار فواتير المياه لأول مرة من خلال الحاسوب في عام /1989/م. أيضاً عملت على تطبيق نظام الضمان الصحي على كافة العاملين منذ عام /1990/م، الأمر الذي انعكس إيجاباً على أداء العاملين وإنتاجهم، واستقرارهم النفسي».
وحول عمله نائباً للمحافظ، يقول "القاسم": «بقيت مديراً لمؤسسة المياه حتى عام /1995/م، حيث انتخبت ثلاث دورات انتخابية متتالية نائباً للمحافظ، وبقيت قائماً على رأس عملي إلى العام /2007/م، وهذه الفترة هي الأكثر نضوجاً في مسيرة عملي العملية، التي تكللت بإيفادي بمهمات رسمية إلى فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في عام /1992/، وإلى روسيا وأوكرانيا في عام /1994/م، وأيضاً إلى فرنسا مرة ثانية في عام /2003/م لإتباع دورة، جامعة صيفية في مجال الإدارة المحلية.
كما أوفدت إلى ماليزيا في نهاية عام /2004/ للمشاركة في دورة للتطوير الإداري، أقامتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية، التابعة لجامعة الدول العربية، وألقيت فيها محاضرة حول تجربتي الإدارية، الأمر الذي دعا المنظمة لدعوتي لإلقاء محاضرة عن هذه التجربة في ملتقى التجارب الناجحة في الإدارة العربية، والذي عقد في مدينة "دمشق" في تموز من العام /2005/م، ونلت على إثرها شهادة تقدير من المنظمة العربية للتنمية الإدارية، كما زرت الصين في نفس العام، وهذه الزيارة مكنتني من التعرف على مفردات يومية، لم أكن في يوم من الأيام أتوقع أن أرها، وهي الزيارة التي ستبقى محفورة بالذاكرة.
بقي أن نشير إلى أن المهندس الاستشاري "عادل خلف القاسم"، يعمل حالياً في مكتبه الهندسي الخاص في مدينة "الرقة"، وهو متزوج وله من الأولاد أربعة، أكبرهم "مهند"، ويحمل شهادة في إدارة الأعمال، و"يزن"، طالب سنة رابعة في كلية الهندسة المعمارية، و"بشر"، سنة ثالثة في كلية الحقوق، و"مضر"، طالب في الثالث الثانوي.