الرقص الشعبي في الجولان يمتاز بالعفوية والبراءة والنكهة الخاصة التي تدل على بيئة الجولان الصادقة، فهو رقص تعبيري اجتماعي يعبرون بواسطته عن أفراحهم وبهجتهم. وعن هذا الموضوع موقع eQunaytra التقى الأستاذ "أحمد محمود الحسن" الباحث في الموروث الشعبي الجولاني فقال:

«أنواع الدبكات والرقصات الشعبية في الجولان كثيرة ومتنوعة فمثلاً الدبكات الجولانية أنواع منها: الكردية، الشعرادية، العادية، الفلاحية، الجوفية أو العسكرية، السحجة، حبل مودع. فالدبكة الكردية تتميز بإيقاعها السريع في حلقة مفتوحة حيث يتحرك المشاركون بالدبكة من اليسار إلى اليمين بضربتين خفيفتين بالقدم اليسرى أو ضربتين قويتين وذلك حسب درجة الحماس مع ميلان الجذع إلى الأمام قليلاً وهز اليدين كاملاً، خطوة بالرجل اليسرى مع هز الجذع أو رجفة باليدين كاملاً ثم خطوة باليمين وتكرار الحركات عدة مرات، ومن أغاني هذه الدبكة:

الدبكة شيء جميل جداً خاصة في الأعراس الشعبية الكل يشارك رجال ونساء ليعبروا عن فرحهم وسعادتهم

"شالت شالت شيلت/ عا جمال أبوها شيلت

الأستاذ أحمد محمود الحسن

ويومين شيالوها / عا البطيحة ميلت"».

وعن الدبكة الشعرادية قال "الحسن": «وتسمى الدرجة وهي ضربة بالرجل اليسرى على الأرض ثم نقل الرجل اليسرى إلى الأمام ووضعها على الأرض ببطء مع رفع الرجل اليمنى ودفعها متأرجحة إلى الأمام حتى يلامس كعبها الرجل اليسرى مع إعادة الرجل اليمنى وهكذا مع تكرار هذه الحركات، ومن أغاني الدبكة الشعرادية:

"يا غزيل قله قله/ نرجع ولا نظل اله

شفته يلالي/ بقصور وعلالي/ ليته حلالي/ بالهنا وأفراحي

قومي العبي يا زمزم/ والكحلة بعينك تلزم/ والله لا شريلك محزم/ فوق المحزم طاجية".

أما الدبكة العادية فهي تستوعب جميع الألحان بالإيقاعات المتقاربة وخاصة الحان الدلعونة البطيئة منها والسريعة وهي سداسية، ضربتان خفيفتان أو قويتان بالقدم اليسرى ثم رفعها قليلاً إلى جهة اليسار، خطوة بالرجل اليسرى إلى اليمين بمقدار قدم مع خطوة أيضاً بمقدار قدم بالرجل اليمنى وهكذا مع التكرار، وهذا نموذج من أغاني الدبكة العادية:

"شفت حبيبي عا الكرسي قاعد/ ملفلف دياته ساعد عا ساعد

الله يعين الشب المتواعد / سهران ليالي محروم النومة".

وهناك الدبكة الفلاحية الشبيهة بالدبكة العادية إلا أن خطواتها أسرع واقرب ما تكون إلى القفز وتستوعب جميع الألحان».

أما عن الدبكة الجوفية فيقول "الحسن": «وتسمى الدبكة العسكرية وبعض أهل الجولان يطلقون عليها الدبكة الشعراوية تكون الأيدي مشبوكة على الأكتاف على شكل دائرة مغلقة أو مفتوحة وقلما تشارك فيها النساء لأنها مجهدة وغالباً ما يشارك فيها الشباب وطريقتها قائمة على تبادل الدبك بالرجل اليمنى باتجاه اليمين واليسرى باتجار اليسار وهي تكون بأربعة عدات وفي العدة الرابعة ترفع الرجل اليمنى نحو اليمين واليسرى نحو اليسار».

وعن دبكة السحجة أضاف "الحسن": «تكون هذه الدبكة بطريقتين الطريقة الأولى يتقابل المشاركون في صفين وجهاً لوجه حيث يمد الرجال أيديهم إلى الأمام بزاوية قائمة وتبسط الكف وتكون الكف اليسرى تمد الكف اليمنى التي تضرب عليها أثناء السحجة ويلاحظ في هذه السحجة احمرار العيون لدى المشاركين. أما الطريقة الثانية فيقف في وسط الدائرة الشاعر الزاجل وحوله المشاركون يصفقون بأيديهم حيث يكون الزجال حافظاً لأشعار كثيرة وعنده القدرة على الارتجال.

أما الدبكة التي تشارك فيها النساء فتسمى "حبل مودع" حيث يكون بين كل امرأتين رجل أو بين كل رجلين امرأة وهذا يدل على الترابط والألفة، والحبل المودع هو العقد الذي يحتوي على جميع أنواع الحجارة الكريمة».

أما عن أنواع الرقصات الشعبية فقال "الحسن": «من أنواع الرقص الشعبي، الرقص الإفرادي وهو الذي تقوم به أم العريس في الزفة أو في سهرة الدخلة أو رقصة العروس عند قدوم العريس وأهله، وهناك الرقص الجماعي ويكون من قبل قريبات العروس أو العريس في الزفة، والرقص الزوجي ويكون في الدبكة الشعبية حيث يخرج الرويس مع آخر فرد في الدبكة أي ذيل الدبكة ويقومان بحركات معينة حماسية».

وذكر "الحسن" بعض مصطلحات خاصة بالرقص والدبكات الشعبية مثل: "جوزك جوزك" أي ضرب القدم مرتين ويقولها قائد الدبكة لتصويب الخطأ في الدبكة، (شيل) كلمة تقال لعازف المجوز أو الشبابة ليقوم بحركات قائد الدبكة، (14) وهي ضربة القدمين معاً /14/ مرة للمجموع بالدبكة وتكون عادة بإشارة من قائد الدبكة».

السيد "بركات غالب التمر" رئيس فرقة القنيطرة للفنون الشعبية يقول: «الدبكة رقصة شعبية عبارة عن حركات للأرجل والأكتاف متقنة ومتناسقة فيما بينها، يشارك فيها الرجال والنساء، الشباب والصبايا، وهي تعبير عن الفرح والسعادة، وغالباً ما تكون في الأفراح والمناسبات السعيدة».

السيد "أحمد الشعابني": «أنا أحب الدبكة وأحب أن أشارك في جميع الدبكات لأنها تعبر عن الفرح وأكون سعيداً عندما أقوم بحركاتها الجميلة الرائعة».

أما السيد "ضياء حامد" وهو أحد المشاركين فيقول: «الدبكة شيء جميل جداً خاصة في الأعراس الشعبية الكل يشارك رجال ونساء ليعبروا عن فرحهم وسعادتهم».