مع دخول اتفاقية التوأمة بين مدينتي "حلب" و"غازي عينتاب" عامها الثالث، كثير من الفعاليات المشتركة بدأت تشهد حيز النور مدفوعة بالرغبة من الاستفادة من الخبرات المتواجدة لدى الجانبين من ناحية، ومن ناحية ثانية تعميق العلاقات الثنائية التي يشهدها الشعبين السوري والتركي.
ومن أجل تحقيق ما سبق، أقيم صباح يوم الخميس 11/3/2010 اجتماعا ثنائيا في مجلس مدينة "حلب" و"غازي عينتاب" والذي شمل على إقامة مجموعة من الفعاليات والأنشطة المشتركة، كما شمل الاجتماع أيضا الاتفاق على إقامة عدد من ورشات العمل في عدة ميادين بطريقة تحقق فيها الفائدة لكلا الطرفين.
من يزور مدينة "غازي عينتاب" في العام /2003/ ومن يزورها الآن يلمس الفرق الكبير في المدينة القديمة فيها وشبهها الكبير بالمدينة القديمة في "حلب" من عدة نواحي، وهذا يدل كيف أنهم استفادوا من تجربة "حلب" في هذا الإطار ، أما على الصعيد المقابل فنجد أننا قد استفدنا منهم في الأمور التقنية التي هم متطورون فيها خصوصا في مجال الخصخصة وإشراك القطاع الخاص والذي وصل لديهم إلى مرحلة متقدمة في كافة المجالات يحث الاتجاه الحديث أم يتحول مجلس المدينة من جهة منفذة إلى جهة مشرفة
بداية سألنا السيدة "سيمان مالانجوس" المسؤولة الثقافية في مجلس مدينة "غازي عينتاب" عن الفوائد التي تحققت للمدينتين والشعبين جراء اتفاقية التوأمة فقالت :
حيث كانت البداية «تم تحقيق الكثير من خلال اتفاقية التوأمة ما بين المدينتين واستفدنا من الخبرات السورية عموما والحلبية خصوصا في عدد من الموضوعات مثل الحفاظ على التراث العمراني والآثار وترميم المدينة القديمة لدينا حيث قمنا بالكثير من عمليات الترميم انطلاقا من دراسة مشروع "إحياء المدينة القديمة" الذي يتم في مدينة حلب، والذي يشمل على عدد من المحاور منها ترميم الأبنية وتنظيم منطقة المدينة القديمة وغير ذلك الكثير. كما أن هناك العديد من الأفكار الجديدة التي نعمل عليها حاليا والتي ستفيد المدينتين منها على سبيل المثال القيام بعمل برنامج سياحي واحد بحيث يتمكن السياح القادمين من خارج البلدين زيارة كل من "حلب" و"غازي عينتاب" ضمن برنامج سياحي واحد.
ثم ختمت بأنه تم تسمية أحد شوارع مدينة "غازي عنيتاب" الرئيسية باسم "شارع حلب".
أما الدكتور "معن الشبلي" رئيس مجلس مدينة "حلب" فيقول بأن اتفاقية التوأمة أفادت مدينة "حلب" في كونها تعرفت على التجربة التركية في مجال الإدارة المحلية وتابع:
«تعتبر تجربة الإدارة المحلية في "تركيا" تجربة متقدمة حيث تعتبر عمليا السلطة الأساسية في المدينة. أما هنا فحاليا هناك توجه من قبل وزارة الإدارة المحلية إلى إعطاء المزيد من اللامركزية للسلطة المحلية على اعتبار أن السلطة المحلية هي أدرى من غيرها بإدارة الشؤون الداخلية للمدينة».
ويضيف بأن اتفاقيات التعاون في العادة تكون امتدادا دوليا لأي مدينة حيث يمكن إبراز الوجه الثقافي لها عن طريق هذه الاتفاقيات مشيرات إلى أهمية أن يكون لكل مدينة منصة خاصة بها تتمثل عبر اتفاقيات التعاون هذه. كما يتابع قائلا بأنه تم خلال الفترة الماضية إبرام عدد من اتفاقيات التعاون مع عدد من المدن العربية والأوروبية لتبادل الخبرات خصوصا وأن لدى مدينة "حلب" حاليا خبرة كبيرة في مجال إحياء المدينة القديمة وغيرها، ثم أضاف :
«من يزور مدينة "غازي عينتاب" في العام /2003/ ومن يزورها الآن يلمس الفرق الكبير في المدينة القديمة فيها وشبهها الكبير بالمدينة القديمة في "حلب" من عدة نواحي، وهذا يدل كيف أنهم استفادوا من تجربة "حلب" في هذا الإطار ، أما على الصعيد المقابل فنجد أننا قد استفدنا منهم في الأمور التقنية التي هم متطورون فيها خصوصا في مجال الخصخصة وإشراك القطاع الخاص والذي وصل لديهم إلى مرحلة متقدمة في كافة المجالات يحث الاتجاه الحديث أم يتحول مجلس المدينة من جهة منفذة إلى جهة مشرفة».
ويضيف بأن التعاقد مع القطاع الخاص يقدم عددا من الميزات على اعتبار أنه يقلل من الكلفة من جهة، ومن جهة أخرى خفف من العمالة الكبيرة الموجودة في مجلس المدينة والتي تأخذ ربع الموازنة السنوي كرواتب وأجور.
«نحاول حاليا إجراء اتفاقية توأمة مع مدينة "اسطنبول" وهي المدينة الثانية في تركيا كما هو حال مدينة حلب المدينة الثانية في "سورية" حيث نعمل على الخطوط الأولى لملامح الاتفاقية وأعربت بلدية "اسطنبول" أنها جاهزة لتفعيل الموضوع.
من جهته السيد "أحمد فتوح" عضو المكتب التنفيذي - مسؤول مكتب الثقافة والسياحة والفنون قال بأن الاتفاقية جاءت في العام 2006 وهي تمثل ثمرة العلاقات السورية التركية المتقدمة وتابع:
«تشمل الاتفاقية تعاون وتبادل خبرات في عديد من المجالات الهدف منها الاستفادة من خبرات المدينتين حيث حاولنا تبادل الخبرات في عدد من النقاط التي تهمنا، وشركنا خلال الفترة الماضية أعياد المدينة، وقمنا بالتعاون التقني وعدد من الأنشطة الأخرى».
يذكر أن مدينة "غازي عينتاب" تقع على الحدود السورية التركية ويبلغ عدد سكانها /2/ مليون نسمة، وتعتبر المدينة الخامسة من حيث الأهمية في الجمهورية التركية.