ما تشهده فلسطين من تدمير يومي وتهويد لعاصمتها الأبدية القدس من قبل كيان عنصري دفع الفنانين العرب لتوجيه صرخة عبر ملتقاهم الأول" ملامح تشكيلية في دورته الأولى 2010 والذي افتتح مساء يوم 24كانون الثاني في دار الأسد للثقافة باللاذقية برعاية وزارة الثقافة تحت عنوان "تحية إلى القدس".

تحيةً إلى "القدس" رسالة وجهها ثلاثة وعشرون فنانا تشكيليا من سبع دول عربية وحدتهم عروبة "فلسطين" وجمعتهم "القدس" واحتضنت سورية إبداعاتهم فكان الحوار البصري لغة كاملة ليست بحاجة إلى قول.

العمارة جزء من الفن وأساسها الإنسان الذي يجسد ما يراه فنياً

عن الحدث قال الأستاذ "إسكندر ميا" مدير الثقافة باللاذقية لموقع "elatakia " : « يأتي ملتقى تحية إلى القدس عاصمة الثقافة العربية بمشاركة عربية عبر لوحات فنية متنوعة تعكس الرؤية الخاصة لكل منهم وكل فنان يوجه رسالة باسلوبه وفكره لتجتمع في حب القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وهذا التجمع الفني تأكيد على أن الفن يوحد العرب وأن القدس قضية الجميع، ويُشير إلى رفض جماهيري للواقع العربي الغير مُرضي والمعرض هو الصوت الحقيقي للشعب العربي لا صوت الأنظمة. وختم "ميا" بأن هذه الفعالية ستكون إضافة للفن التشكيلي ورافداً له».

الفنان محمد حمدان يقدم لوحات الفنانين المشاركين بالملتقى

الفنان "محمد بدر حمدان " المنسق العام للملتقى قال: « تولدت عندي فكرة الملتقى خلال ورشة عمل كنت أقوم بها في العاصمة الفرنسية "باريس" وقمت بالاتصال بزملائي الفنانين العرب الذين رحبوا بالفكرة، وجاء ملتقى ملامح تشكيلية في دورته الأولى ليكون الخطوة الأولى لملتقى سيجوب سورية وهناك اتصالات لنقله إلى كافة دول الوطن العربي، مشاركة الفنانين العرب اليوم بخمس وثلاثين لوحة وقطع فنية منحوتة جهد أشكر عليه كل من شارك ليحيي القدس وصمود أهلها في وجه الغطرسة الصهيونية، وعن مشاركته في المعرض قال قدمت لوحة "أنتم" وتمثل الأطفال العرب الذين يقتلون صباح كل يوم وأقرانهم الذين يأكلون التراب بدل أن يشربوا الحليب ».

أما الفنان الفلسطيني "هيسم شملوني" فقال : « الملتقى خطوة بالاتجاه الصحيح، وتؤكد التزام المثقفين العرب اتجاه قضية أساسية في حياة كل عربي هي عروبة "القدس" بكل الأبعاد والمعرض مشاركة نادرة على مستوى العالم يوجه رسالة تضامنية مع "القدس" أشارك بلوحتين الأولى بعنوان "حلم مقدسي" والثانية "أيام مقدسية" وكفلسطيني ذاق مرارة الاحتلال فإن واجبي ترجمة ذلك فنياً، والحلم المقدسي هو إشراقة فجر مقدسي أخضر يختلف عن كل الإشراقات لخصوصيته حسب كل الأديان السماوية التي تعتبر القدس بوابة السماء والأقرب لها، وهناك معتقدات بأن البشر سيجتمعون في هذه المدينة، ولوحة حلم مقدسي تميز العمارة المقدسية التي تأخذ من القبب رمزاً لبيوت سكانها المسلمين والمسيحيين ، أما عن وجود الديك في اللوحة فهو رمز لإيقاظ العرب من سباتهم الطويل ونداء للصحوة وإنقاذ القدس والمسجد الأقصى الذي يحاول الصهاينة اقتلاعه من جذوره العربية الإسلامية.

الفنان الفلسطيني هيسم شملوني بين لوحتيه حلم مقدسي وأيام مقدسية

الزميل الإعلامي "سجيع قرقماز" قال: « الملتقى لفتة جميلة وتحية واجب علينا جميعاً أن نوجهها للقدس وهو اقل شيء يقدم لمدينة تتعرض للتهويد ولمحاولة إلغاء تاريخ فلسطين بأكمله فتواجه المحتل بعروبتها ، المشاركة العربية زادت من جمالية المعرض وأكدت مكانة القدس في قلوب العرب جميعاً ».

ومن رواد الملتقى التقينا مجموعة من طلاب الهندسة المعمارية في اللاذقية وقالت "نغم حاتم": « أعجبتني اللوحات بتناسق ألوانها وأنا هنا لأستفيد من أعمال فنانين عرب سيضيفون لي كثيراً كون العمارة جزء من الفن».

من لوحات المعرض

أما "عيسى بدور" فقال : « العمارة جزء من الفن وأساسها الإنسان الذي يجسد ما يراه فنياً ».

وقالت "نور نصار"شدتني بعض اللوحات ذات الألوان المريحة للعين وكما قال زملائي نحن كمجموعة نحرص على حضور المعارض والاستفادة من تجارب فنانيها».

في حين قالت"هيما زوباري": « شدتني لوحة الفنان "سليمان العلي"لتناغم وانسجام ألوانها الهادئة وأنا مع المعارض المشتركة كونها تقدم لنا زهرة من كل بستان وتنقل لنا أكثر من إحساس على العكس من المعارض الفردية».

أما "ميشيل كفا "فقال: « مشاركة الفنانين العرب أجمل وأغلى قصيدة تكتب للقدس التي ستبقى منارة للكفاح العربي المقاوم للاحتلال والعنصرية».

يذكر أن الملتقى افتتح بحضور الأستاذة "إسكندر ميا" مدير الثقافة باللاذقية و"عصام إسماعيل " مدير دار الأسد للثقافة ولفيف من مثقفي وفناني المحافظة ويستمرالملتقى لغاية 28 كانون الثاني الحالي بمشاركة كل من الفنانين الشيخة "فاطمة صقر" و "بسيم الريس " من "الإمارات ، و"عبد العظيم الضامن "من "السعودية"، و"سمير عبد الفضيل" و"أحمد فريد" من "مصر"، و" أحمد العربي"من "السودان"، و"عمر عودة" و"ماجد هاشم "و"عامر علي"و"زكي سلام " و"عبد المعطي أبو زيد" و" هيسم شملوني" و"ميساء موسى" و"محمود السعدي"و"عماد رشدان" و "هناء ديب" و"سليمان العلي" من "فلسطين"، و "باسل الأيوبي " و"عدنان حميدة"و"حسن حلبي" و"يوسف البوشي" و " ناصر نعسان آغا" و"محمد بدر حمدان" من "سورية".