أجناسُ أدبية ومدارس شعرية تتألق للعام الخامس على التوالي في المكان الذي يحتضن إبداعات الشباب، ويستحضر منبره مختاراتٍ لعمالقة الأدب العالمي والعربي، في حالةٍ يمتزج فيها الشعر العمودي مع النثر مع القصيدة المغناة، وصولاً إلى الشعر المحكي "النبطي".
السلسلة الثانية في العام الخامس والمقامة بتاريخ 11/1/2010 حملت عنواناً دراماتيكياً شعرياً واحداً يقتصر على الرومانسية في الكلمة والحدث، الأولى التي استحضرت تجارب شاعر الألم والخلود الإنكليزي "جون غيتس"، والشاعر الكويتي "حامد زيد"، وانتقالاً إلى الحدث الذي أصم أذن رواد المكان، بانهيار ركنٍ هام من أركانه، الشاعر والمسرحي "أحمد قصار".
قصيدة "تمجيد الكآبة" تتحدث عن السعادة الناقصة التي تؤدي إلى الوهم واكتشاف الحزن الدائم نتيجة الفناء، حالة الوجود الناقصة في الأرض الناقصة كما يراها "غيتس"، وهي من القصائد الغنائية القصيرة
وفي لقائه موقع eDamascus تحدث "عامر شكو" عن اختياره قصيدة "تمجيد الكآبة" من شعر "جون غيتس" فقال: «يتميز "غيتس" عن شعراء المرحلة الرومانسية في بداية القرن التاسع عشر بحضور الكآبة إلى قصائده رغم أنها قيلت في ريعان الشباب، هذا ما تجرعه من الحياة بعد فقد أهله وإخوته إلى أن مات في السادسة والعشرين، لكن شعره يحمل إلى الخيال الخصب الذي لا نستطيع تصوره، وإلى الألم الذي يقطر من الكلمات، وما يشد القارئ تعدد الأجناس الأدبية التي كتبها والكلمات التي استخدمها في تصوير الفناء والحزن بعد الحصول على السعادة، مقترباً من الشاعر "ويليام وورسو" أبو الرومانسية، و"ويليام بليك" شاعر الصوفية في استخدام التراكيب والصور للتعبير عن المغزى».
وأضاف "شكو": «قصيدة "تمجيد الكآبة" تتحدث عن السعادة الناقصة التي تؤدي إلى الوهم واكتشاف الحزن الدائم نتيجة الفناء، حالة الوجود الناقصة في الأرض الناقصة كما يراها "غيتس"، وهي من القصائد الغنائية القصيرة».
وتحدث "أحمد المحيميد" عن الشعر النبطي وحضوره إلى بيت القصيد مع مختاراتٍ للشاعر الكويتي "حامد زيد" فقال: «للكلمة وقعها في الشعر العمودي، لكن الأخيلة والصور الواقعية المستوحاة من البيئة البسيطة تعطي التناقض بين بساطة التعبير واتساع دائرة الخيال لتفسيره، وهنا يتجلى روح الشعر النبطي في الكلمة الرقيقة الآسرة من ابن البادية ذي المعالم القاسية، حضور الشعر النبطي في بيت القصيد كان لازماً بتعدد مدارس الشعر التي يحتضنها عربيةً كانت أم أوروبية وأمريكية، وتعدد العصور في حين بقي الشعر "النبطي" و"الفراتي" بعيداً عنه».
وانتقالاً إلى فقرة "لايف" التي شهدت حضوراً لافتاً للشاعر اللبناني "ناظم السيد" الذي تحدث لموقعنا فقال: «عشت التجربة في لبنان وأتيت إلى سورية لأشارك فيها ببعض قصائدي ودواويني التي أطرح فيها الرمزية بصورة تقريرية تفسح المجال أمام الذهن لملاحقة الصور، فقلت عدداً من قصائد ديواني "العين الأخيرة" و"بيتٌ لأختي الصغيرة"».
وخروجاً عن المألوف، تخلف "أحمد قصار" طالب المعهد العالي للفنون المسرحية وأحد الأعضاء المؤسسين عن فقرة المختارات ليحمل تجربة خمس سنواتٍ عاشها في بيته الذي أقامه مع "لقمان ديركي" و"مصطفى علي"، ليحضر في فقرة "لايف" وفي جعبته قصائد أخيرة لم يكتب لها الظهور على ذلك المنبر تروي قصته في النثر والشعر العمودي ومختاراتٍ من الأدب العالمي، ويعلن تنحيه إلى مشروعه الخاص في السينما والمسرح فقال: «"بيت القصيد" أحد المحطات الهامة في تجربتي الأدبية، ربما كانت بهدف التسلية، أو بهدف المعرفة، لكن مشروعي الذي أعد له يستحق مني العمل الجاد بعيداً عن هذا المكان، رغم أن التجربة لا تختلف، المشروع يتضمن سيناريوهات شعرية مختلفة تحاكي الصورة، ليتم عرضها سينمائياً أو مسرحياً».
وتحدث "تمام هنيدي" أحد الأعضاء الفاعلين عن تأسيس "بيت القصيد" وأهم أسمائه فقال: «البداية كانت عام /2005/ في غاليري "مصطفى علي"، وانتقلت إلى "فردوس تاور"، وأهم الأعضاء المؤسسين لهذا النشاط الأسبوعي هو "لقمان ديركي"، والشاعر الفلسطيني "غياث راسم المدهون"، بمشاركة عدد من الشبان أصحاب التجارب الأدبية الفتية، وبحضور أسماء كبيرة منها الشاعر "عادل محمود" و"أحمد فؤاد نجم"، وأسماء من أمريكا اللاتينية وأوروبا، ويهدف للخلط بين مذاهب الشعر ومدارسه على اختلاف أجناسها، ومراعاة الشعر العمودي والنثر والقصيدة الحديثة، والجمع بينها في مكان واحد على اختلاف التاريخ، ومحالة استحضار القصائد القديمة وإسقاطها على الواقع المعاش».