"الخابور" واحدٌ من مواردنا المائية، ولعله ليس أهمها، ولكن غزارته أمنت إقامة ثلاثة سدود عليه، هي: سد "السابع من نيسان" بطاقة تخزينية تبلغ 93 مليون م3، وسد" الثامن من آذار" بطاقة تخزينية قدرها 23 مليون م3، وسد "الباسل" بطاقة تخزينية تقدر بـ605 ملايين م3.
يبلغ طول نهر "الخابور" 320 كم، وينبع من جنوبي تركية بالقرب من الحدود السورية، ثم يعبر الحدود جنوباً إلى سورية في ناحية "رأس العين" شمالي محافظة "الحسكة" و يندمج بنهر "الجغجغ" في "الجزيرة" السورية، ثم يصبان في نهر "الفرات" قرب "الميادين" التابعة لمحافظة "دير الزور"، وأقيم عليه سد "الباسل" في منطقة "الشدادي" جنوبي "الحسكة"، ضمن سلسلة من السدود والقنوات في مشروع وادي "الخابور" الذي أقيم في الستينات من القرن العشرين، أمّا وادي "الخابور" فتبلغ مساحته 4 ملايين فدان من الأراضي الزراعية الخصبة.
إنّ التلوث وصل إلى آبار القرية، فبعد أن قمنا بحفر الآبار التي يتراوح عمقها بين 50 و75 متراً، ظهرت رغوة بيضاء من هذه الآبار، كمؤشر على تلوث مياه هذه الآبار في المنطقة، هذا كله يدعونا إلى القول إن ملامح الخارطة الزراعية بدأت بالتغير بالإضافة إلى المعاناة من عدم استقرار الموارد المائية الأمر الذي يدعو إلى القلق من جفاف مرعب للمياه في "الحسكة" والمطالبة بحلول ناجعة للخروج من هذه المشكلة
eHasakeh بتاريخ 25/11/2009 سلط الضوء على نهر "الخابور" وما يعانيه الأهالي من مضايقات نتيجة للروائح والحشرات والأمراض الناتجة عن جفافه.
اليوم، وبعد أن نضبت الينابيع التي كانت تشكّل المنبع الأساسي لمياه نهر "الخابور" في مدينة "رأس العين"، لحقَ الجفاف بكل مكان، حتى وصل تدفق النهر إلى مستوى الصفر، فبعد أن كان شريان الحياة أصبح مجراه طريقاً للمارة والآليات.
ويعزو المواطنون من أهالي "الحسكة" والخبراء من أهل الاختصاص سببَ الجفاف هذا إلى استنزاف المياه الجوفية بظاهرة حفر عشرات آلاف الآبار الارتوازية في منطقة "رأس العين" وما يجاورها، بطريقة عشوائية وغير قانونية، أي في المنطقة التي يحرم فيها الحفر؛ ما أدَّى- بحسب الخبراء والمختصين- إلى تناقص كميات المياه الجوفية المخزنة في منطقة المنبع، وانخفاض الضغط المائي اللازم من أجل تدفق المياه.
وبعد الجفاف نجد أن الحديث كثُرَ مؤخراً عن العديد من المشاريع المائية التي ستنفذ على نهري "الخابور" و"الجغجغ" في "الجزيرة" السورية، وأعتقد بأننا لسنا بحاجة إلى التذكير أو التأكيد هنا على أهمية المياه ومصادرها والمخزون المائي في محافظة "الحسكة".
** تغير ملامح الخارطة الزراعية
العديدُ من الفلاحين، ونظراً لاتساع عائدات المساحات الزراعية الخاصة بهم، قاموا بحفر الآبار، وذلك لاستجرار المياه إنقاذاً لأراضيهم، ناسين إمكانية تأثر هذه الآبار بالتلوث الذي يصيب النهر وروافده، مما زاد الأمر سوءاً، والذي أثر بالسلب على نهر الخابور وروافده.
وما يزيد الطين بلّة هو قيام الفلاحين، الذين تتوضع أراضيهم بالقرب من نهر الخابور، بوضع مضخات مائية، وأخذ المياه منه لسقاية الأراضي والمزروعات بكلّ ما تحمله هذه المياه من أخطار واحتمالات الإصابة بأمراض خطرة.
يقول "آشور نينو" من سكان القرى المجاورة لنهر "الخابور":
«إنّ التلوث وصل إلى آبار القرية، فبعد أن قمنا بحفر الآبار التي يتراوح عمقها بين 50 و75 متراً، ظهرت رغوة بيضاء من هذه الآبار، كمؤشر على تلوث مياه هذه الآبار في المنطقة، هذا كله يدعونا إلى القول إن ملامح الخارطة الزراعية بدأت بالتغير بالإضافة إلى المعاناة من عدم استقرار الموارد المائية الأمر الذي يدعو إلى القلق من جفاف مرعب للمياه في "الحسكة" والمطالبة بحلول ناجعة للخروج من هذه المشكلة».
** حشرات في كلّ مكان
تحدث السكان لـ"eHasakeh" عن تحوّل النهر إلى مقرّ للحشرات والأوبئة، حيث إنَّ هذه الحشرات سببٌ رئيسي للأوبئة والأمراض الجلدية.
فيقول "عوض الناصر" صاحب أرض زراعية مجاورة للنهر:
«إنَّ البلدية لم تقم برش المبيدات الطاردة لتلك الحشرات، كما أنَّ العديد من الرعاة يقومون، نتيجة النقص الواضح في الغطاء النباتي، برعاية ثرواتهم الحيوانية بمحاذاة مجاري النهر؛ الأمر الذي يزيد من نسبة انتقال الأمراض والأوبئة إلى القرى المجاورة والبعيدة.
فبعد أن كان نهر "الخابور" مصدراً للخير وشرياناً رئيسياً لمقومات الحياة في الحسكة تحوَّل، إلى مجرى دون مياه، استعاض عنها بمياه لصرف صحي رائحتها نتنة مصدرها المجارير الرئيسية المجاورة للنهر، لتمنحه هذه المجارير قدراً كبيراً من الأوساخ التي تعجّ بالحشرات والقوارض، والتي تنبعث منها الروائح الكريهة إلى أبعد المسافات».
** متنزهات الخابور
"بشير بيروتي" أحد أصحاب المتنزهات الواقعة على نهر "الخابور" أكد في قوله: «إن العمل في هذا المتنزه أصبح مستحيلاً والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى جفاف النهر وتحوله إلى مجرى للصرف الصحي، كما أن انتشار الحشرات والقوارض أصبح يهدد عملنا من الناحية الصحية ويحول دونه، وإذا ازداد الأمر سوءاً فإننا سنضطر إلى إغلاق مطاعمنا ومتنزهاتنا التي تشكل المصدر الوحيد لرزقنا.
كما أن انتشار معامل الرخام على طرفي النهر للاستفادة من المياه لسد المجاري الرئيسية للنهر، الأمر الذي يحول مياه النهر إلى مستنقعات صغيرة تشكل المصدر الرئيسي لانتشار الأمراض والأوبئة، لذلك نطالب بسقف المجاري المحاذية للنهر ونقل معامل الرخام التي تزيد من نسبة التلوث وانتشار الأمراض في المنطقة».
** رأي مديرية الموارد المائية
أكدت مديرية الموارد المائية في "الحسكة" في حديثها عن الحلول الناجعة التي تحدث عنها المهندس "سمير مورا" مدير الموارد المائية في "الحسكة":
«إنّ الحلول تكمن في الإسراع في إنجاز مشروع استجرار المياه من "دجلة" إلى "الخابور" وروافده والتي تهدف إلى استخدام جزء من حصة سورية من نهر "دجلة" وتأمين مياه الشرب للمدن والقرى الواقعة ضمن زمام المشروع وري حوالي 150 ألف هكتار، بالإضافة إلى تأمين جزءٍ من متطلبات الأمن الغذائي والحد من الاستنزاف الحالي للمياه الجوفية في أغراض الري، والعمل على تنفيذ مشروع متكامل لإدارة مصادر المياه وتفعيل المراكز البحثية المختصة بالشأن المائي وذلك بتأسيس قاعدة بيانات وإدخال نظام المعلومات الجغرافي GIS إلى الحوض.
وإعادة تقييم الموازنات المائية وإكمال الدراسات الهيدرولوجية على مستوى الأحواض الفرعية ودراسة حصاد المياه في المحافظة، وحل مشكلة الآبار المخالفة الغير المرخصة بتطبيق جمعيات مستخدمي المياه، وتشجيع استخدام طرق الري الحديثة الملائمة فنياً واقتصادياً لظروف كل منطقة وإعادة تأهيل وتطوير مشاريع الري القديمة بما يتوافق مع طرق الري الحديثة.
ودراسة ومعالجة تلوث المياه الجوفية والسطحية بالتعاون مع الإدارة المحلية في المحافظة وإمكانية الاستفادة من المياه غير التقليدية بتنفيذ محطات المعالجة بالسرعة الكلية.
** لجنة وزارية لتفعيل التنمية
اللجان الوزارية التي حضرت إلى محافظة "الحسكة" باهتمام كبير من السيد الرئيس لإيجاد آليات جديدة وتفعيل تنمية المنطقة الشرقية قامت بجولات ميدانية على جميع المواقع التي تخص التنمية ومشروعاتها وانعكاس حالة الجفاف على الوضع المعاشي للمواطنين والمؤشر الخطير بانحدار المخزون المائي إلى ما دون النقطة الميتة في السدود كما ذكر الدكتور "عادل سفر" وزير الزراعة -رئيس اللجنة الوزارية الأخيرة التي زارت المحافظة، وذلك في مواقع "عين ديوار" و"المالكية" و"القامشلي" و"الشدادي" و"تل الجاير" و"كشكش زيانات" و"عامودا" و"الدرباسية" و"رأس العين" و"تل تمر" وغيرها من المناطق...
والاستماع إلى معاناة الأهالي في جميع المناطق ولقائها القيادات الحزبية والجبهوية والحكومية، ووضعها / 18 / مقترحا ً لحل مشكلة محافظة "الحسكة" تبدأ بالإسراع في تنفيذ مشروع جر مياه "دجلة" للخابور وتنتهي بإعانات إسعافية للمتضررين مروراً بالقروض الزراعية وفوائدها وغراماتها ومستلزمات الزراعة ومشروعات تنموية تؤمن فرص عملٍ.