انتشر اسم القديسة "بربارة" في شرقنا العربي انتشاراً واسعاً، وإحياء ذكر موسمه منذ أوائل القرن السابع الميلادي، حيث تقيم الشعوب الاحتفال بعيدها الواقع في الرابع من شهر كانون الأول من كل عام، ففي سورية وخاصة في مدينة "الحسكة" يتسابق المسيحيون علاوة على الصلوات، في إقامة الأفراح والولائم احتفالاً بهذا اليوم المقدس.
عن تاريخ حياة القديسة "بربارة" تحدثت الآنسة "نغم لولو" بتاريخ 20/12/2009 لموقع eHasakeh قائلة: «ولدت القديسة "بربارة" في مدينة نيقوميديا في تركيا اليوم، والتي اشتهرت بازدهار الدين المسيحي فيها، حيث زار تلاميذ "بولس" الرسول هذه المنطقة وأقاموا فيها أساقفة وكهنة، والد القديسة "بربارة" "ديوسقور" المعروف بين أوساط الأشراف في المدينة، كان شديد التمسك بعبادة الآلهة والأصنام، حيث وضع ابنته "بربارة" في قصر منيع، وجعل لغرفتها الموجودة في أعلى البرج نافذتين فقط، واختار لها أساتذة يعلمونها الآداب والفنون العصرية، كي تتفوق على سائر بنات الأسر من الأشراف في المدينة، ومن هذا كله كان والدها يريد أن تسير ابنته على خطواته في عبادة الآلهة، وفي غياب والدها انتهزت "بربارة" الفرصة، فقامت بكتابة رسالة للعالم "اوريجانوس" في الاسكندرية، تشرح له رغبتها في الوصول إلى الحقيقة واعتناق الديانة المسيحية، وبعد فترة كلف "اوريجانوس" تلميذه "فالنتينوس" بتسليم "بربارة" الرد، شارحاً فيه تعاليم الديانة المسيحية وبنفس الوقت يقوم تلميذه بتفسير ما هو غامض لها من أسرار، وما إن وصل تلميذ "اوريجانوس" إلى "بربارة" وقرأت رسالة "اوريجانوس" حتى اعتنقت المسيحية بعد أن طلبت من "فالنتينوس" أن يقوم بطقوس معموديتها».
بعد ان لوث والد "بربارة" يده بدماء ابنته الشهيدة، عاد راجعاً مع جمع غفير ممن كانوا معه، بيد أن السماء لم تتأخر عن أخذ الثأر لذلك الدم الطاهر، فقد أبرقت فجأة وانقضت صاعقة حرقت والدها ومن كان بقربه مع الوالي السفاح، وما إن انتشر خبر استشهاد "بربارة" وما حصل لوالدها وللوالي، حتى راح المؤمنون يطلبون شفاعتها، ولاسيما في أمراض العيون وأخطار الموت وتفيض عليهم النعم والبركات بشفاعة القديسة "بربارة" الشهيدة
الآنسة "سيلفي باشورة" تحدثت عن تعذيب واستشهاد "بربارة" على يد والدها قائلة: «بعد أن علم والدها باعتناقها المسيحية، وضعها في قبو مظلم بعد أن قام بضربها وكسر عظامها، وعلى الرغم من آلامها كانت "بربارة" تترنم بترنيمة الحمد والشكر لرب السماوات والأرض، حينئذ أمر الوالي أن تعرى من كل ثيابها، ويطاف بها في المدينة لتتذوق عذاب العار، فطلبت "بربارة" إلى الله ألا يسمح لأهل المدينة بالنظر لمفاتن جسمها، وفجأة جللها غمام وضياء أبهر عيون الناظرين إليها، فلما رأى الوالي هذه المعجزات، أمر بقطع رأسها وكان ذلك من قبل والدها الذي توعد بقتلها بين عامة الناس ليغسل عاره».
"فيروز أرشيناك" قالت عن عقاب والدها وشفاعة "بربارة": «بعد ان لوث والد "بربارة" يده بدماء ابنته الشهيدة، عاد راجعاً مع جمع غفير ممن كانوا معه، بيد أن السماء لم تتأخر عن أخذ الثأر لذلك الدم الطاهر، فقد أبرقت فجأة وانقضت صاعقة حرقت والدها ومن كان بقربه مع الوالي السفاح، وما إن انتشر خبر استشهاد "بربارة" وما حصل لوالدها وللوالي، حتى راح المؤمنون يطلبون شفاعتها، ولاسيما في أمراض العيون وأخطار الموت وتفيض عليهم النعم والبركات بشفاعة القديسة "بربارة" الشهيدة».