تعتبر بيئة محافظة "إدلب" مهيأة للاستثمار في مجال تربية النحل، حيث تتوافر اليد العاملة الخبيرة والمدرّبة، إضافة للغابات الغنيّة، والأشجار المزهرة طوال العام. وقد شهدت مهنة تربية النحل في المحافظة تطوراً ملحوظاً في العقدين الأخيرين، ففي عام 1990 كان عدد النحّالين في المحافظة لا يتجاوز ألف نحّال.

أما اليوم فقد وصل عددهم إلى أكثر من 2500 نحّال، وكان عدد خلايا النحل حوالي ثلاثين ألف خلية، أمّا اليوم فهذا الرقم يتجاوز المئة ألف خلية، وهذا دليل على انتشار مهنة تربية النحل، وتوسعها بشكل كبير في محافظة "إدلب".

من الناحية الزراعية يساهم النحل في عمليات التلقيح للنباتات والمحاصيل، وقد ثبت بأن وجود خلايا النحل في حقول المزروعات تزيد الإنتاج من عشرين إلى أربعين بالمئة، مقارنة مع المحاصيل التي يتمّ تأبيرها بالهواء العادي، ومن الناحية الاقتصادية تعتبر مهنة تربية النحل من المهن ذات المردود الجيد، فمتوسط المردود السنوي لكل خلية نحل يقدر بحوالي 2500 ليرة، وهو مردود جيد للمربي

المهندس الزراعي "خالد السيد" أحد نحّالي المحافظة، ورئيس مصلحة النحل في "إدلب"، تحدّث لموقع eIdleb عن الأهمية الزراعية والاقتصادية للنحل بالقول: «من الناحية الزراعية يساهم النحل في عمليات التلقيح للنباتات والمحاصيل، وقد ثبت بأن وجود خلايا النحل في حقول المزروعات تزيد الإنتاج من عشرين إلى أربعين بالمئة، مقارنة مع المحاصيل التي يتمّ تأبيرها بالهواء العادي، ومن الناحية الاقتصادية تعتبر مهنة تربية النحل من المهن ذات المردود الجيد، فمتوسط المردود السنوي لكل خلية نحل يقدر بحوالي 2500 ليرة، وهو مردود جيد للمربي».

المهندس الزراعي خالد السيد

وعن دورهم كمصلحة تربية نحل في تطوير هذه المهنة، يقول المهندس "خالد السيد": «دائماً نقوم بجولات ميدانية على كافة النحّالين في مختلف مناطق المحافظة، بمرافقة خبراء مختصين، يقومون بإجراء أبحاث على النحل، ونعمل دائما من خلال تلك الجولات على تقصّي أوضاع النحل وسلامته من الآفات والأمراض، من خلال أخذ عينات وتحليلها، ورفع تقارير صحيّة دائمة للوزارة عن الأوضاع الصحية للمناحل، ونعمل دائماً على انتخاب أفضل طوائف النحل، لايجاد أصناف من النحل تكون أقل شراسة وأكثر انتاجية، ونقوم بإجراء الدورات التدريبية للنحّالين وللفنيين على الطرق الحديثة والعلمية لتربية ملكات النحل.

كذلك نقوم بتوفير الأدويةالمستوردة، ومؤخراً اتجهنا لاعتماد وسائل المكافحة المحلية، باستخدام الزيوت العطرية والنباتات الطبية، بعد أن ثبُتت فعاليتها وثقة النحال بها».

مناحل حديثة

وعن أهم الصعوبات التي تواجه مربي النحل يقول المهندس "خالد السيد": «تعاني مهنة تربية النحل من عدة صعوبات أهمها الإكثار من رش المبيدات الزراعية، وأحيانا يترافق رش المبيدات بالطيران وجود خلايا النحل في حقول القمح، وهذا يسبب نتائج كارثية على النحل والنحّال، كما أن الظروف المناخية الصعبة تساهم في التأثير على تطور النحل وانتاجية العسل، إلى جانب انقراض نبات "الحلاّب" "الجيجان" وهو نبات مهم جدا للنحل، وذلك بعد دخول المكننة الزراعية، وتحويل الأراضي "البور" إلى أراضٍ زراعية، إلى جانب الأمراض والآفات العديدة التي تهدد النحل وأهمها: "الفاروا" و"الدبور الأحمر" و"دودة الشمع" و"تعفن الحضنة" و"الأكارين" و"النوزيما"».

خلايا نحل خشبية