تُعتبر ثمار البندورة من أهم المحاصيل الخضرية التي يستعملها الإنسان في غذائه منذ القدم وهي من أكثر أنواع الخضراوات انتشاراً في جميع أنحاء العالم ومن بينها "سورية" وذلك بسبب ما تحتويه من فيتامينات ومعادن مهمة يحتاجها الإنسان للحفاظ على صحة سليمة وعافية دائمة.

ولمعرفة المزيد حول الفوائد الغذائية والطبية للبندورة ومشتقاتها التقى مراسل موقع eSyria في كلية الزراعة بجامعة "حلب" بالدكتور "أحمد رمزي دباغ" الأستاذ في قسم علوم الأغذية وسأله في البداية عن الموطن الأصلي للبندورة فأجاب:

وُجدت البندورة في "أمريكة" ومن ثم انتقلت إلى "أوربة" وهي تُعرف في "بلاد الشام" بالبندورة وفي "مصر" بالطماطم، وقد اعتبرها الكثيرون من الخضار بينما اعتبرها آخرون فاكهة بسبب إمكانية تناولها نيئة واحتوائها على عصير يشبه إلى حدٍ كبير عصير الفواكه

«وُجدت البندورة في "أمريكة" ومن ثم انتقلت إلى "أوربة" وهي تُعرف في "بلاد الشام" بالبندورة وفي "مصر" بالطماطم، وقد اعتبرها الكثيرون من الخضار بينما اعتبرها آخرون فاكهة بسبب إمكانية تناولها نيئة واحتوائها على عصير يشبه إلى حدٍ كبير عصير الفواكه».

دبس البندورة (العصير)

وحول التركيب الكيميائي للبندورة قال:

«تحتوي البندورة على مواد آزوتية ومواد دهنية وسكريات وحمض الليمون وحمض الماليك وقليل من حمض العنب، كما تحتوي على الفيتامينات وبكميات كبيرة مثل فيتامين A,B,C,K بالإضافة إلى أملاح معدنية مثل الحديد والنحاس والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والكبريت».

الدكتور أحمد رمزي دباغ

كما تحدث الدكتور "أحمد" عن القيمة الغذائية للبندورة بالقول:

«القيمة الغذائية للبندورة جيدة إذا أُكلت البندورة ناضجة تماماً وبصورة خاصّة إذا كانت حديثة القطف، وتعد البندورة غذاءً جيداً لمتبّعي الحميات وتخفيف الوزن وهي غنية بالعناصر الغذائية التي تقاوم الأمراض ومن أهم هذه العناصر التي تحتويها ثمرة البندورة مادة البيتاكاروتين التي يستخدمها الجسم لتصنيع الفيتامين A والفيتامينات E,C».

«كما تحتوي البندورة على مادة الليكوبين وهي الصبغية التي تمنح الثمرة لونها الأحمر المتميّز وهي مادة مضادة للأكسدة قوية المفعول تساعد الجسم على محاربة الشوارد الحرة والتي تلحق الضرر بالخلايا وتؤدي إلى الأمراض والشيخوخة المبكرة، كما تساعد مادة الليكوبين على تجنب أهم المشاكل الصحية للقلب، فعندما يتأكسد الكوليسترول يرفع من خطر الإصابة بمرض القلب الذي ينجم عنه انسداد الشرايين التاجية، فمادة الليكوبين يتمتع بالقدرة على حماية الكوليسترول من التأكسد، ويُضاف إلى كل ما ذُكر بأنّ الإكثار من تناول البندورة يساعد في الوقاية من مخاطر سرطان الثدي».

«إنّ مقدار /148/ غرام من البندورة الطازجة أي حبة كبيرة منها تعطي: /35/ سعرة حرارية، /1/ غرام من البروتين، /10/ ملغ من الصوديوم، /1/ من الدهن، /360/ ملغ من البوتاسيوم، /1/ غ من الألياف، /20%/ من حاجة الجسم اليومية من الفيتامين A ، /6/ غ من الكربوهيدرات، /40%/ من حاجة الجسم اليومية من الفيتامين C، مع العلم أنّ طبخ البندورة يزيد من فاعلية قيمتها الغذائية في محاربة الأمراض، كما يزداد معدل امتصاص مادة الليكوبين بعد طبخ البندورة مع الزيوت والدهون ولو بكميات قليلة».

وعن الفوائد الطبية لثمرة البندورة قال: «البندورة مقوية للدم وتفيد في حالات فقر الدم لاحتوائها الجيد على الحديد، وتُعد هذه الثمرة من الأطعمة المناسبة للذين ينشدون الرشاقة وتخفيف الوزن، وعلى الرغم من أنّ تعريض البندورة للحرارة أثناء الطهي يفقدها كمية كبيرة من الفيتامين C إلا أنّ الطهي بحد ذاته يزيد من قدرة البندورة على محاربة مرض السرطان وخاصة سرطان البروستات لدى الرجال».

وحول فوائد عصير البندورة لصحة الإنسان تحدث الدكتور "أحمد" بالقول: «لقد اكتشف باحثون استراليون أنّ تناول كوب واحد من عصير البندورة يومياً يساعد في تحسين الصحة القلبية عند الأشخاص المصابين بداء السكري، ووُجد أنّ من تراوحت أعمارهم بين /43 -82/ عاماً إذا تناولوا عصير البندورة وذلك بمقدار كوب واحد يومياً لمدة ثلاثة أسابيع ولم يتعاط أي منهم الأسبرين أو مميعات الدم فقد أدى ذلك إلى تحسن ملحوظ في الصحة القلبية لديهم حيث لاحظ الباحثون أنّ عصير البندورة قلّل من تجمع الصفائح المسؤولة عن تكون الخثرات الدموية التي تؤدي بدورها إلى الجلطات القلبية».

«ومن الفوائد الطبية الأخرى لثمرة البندورة هي أنها مفيدة لمرضى السكري لمحتواها العالي من فيتامين A,B كما أنّ لها أثر فعال في إذابة الترسبات البولية وحامض البول لذا ينصح بأن يتم تناولها بدون قشر أو بذور كما يُعتبر عصيرها مدرّاً للبول إذا ما أُخذ منها كوب صغير /3 -4/ مرات يومياً، وتساعد على الوقاية من الإمساك لمحتواها العالي من الألياف وهو غذاء جيد لمرضى القلب وارتفاع الضغط لمحتواها العالي من البوتاسيوم، وبسبب محتواها العالي من مضادات الأكسدة وخصوصاً فيتامين C فهي مفيدة في الوقاية ومحاربة مرض الشيخوخة».

وختم كلامه بالحديث عن بعض المحاذير والتنبيهات لاستخدام البندورة إذ قال: «يجب تجنب تناول البندورة بالنسبة للذين يشكون من حموضة أو حرقة في المعدة أو التهاب في القولون أو من تضخم في البروستات، ويجب عدم قطع البندورة إلا قبل الأكل مباشرة حتى لا تفقد كميات كبيرة من الفيتامين C الذي يتأكسد بسرعة عند تعرضه للهواء، ولا يجوز طبخ البندورة في الأوعية النحاسية لأنّ غليها في النحاس يحولها لسم ضار، كما يُنصح ويفضل بطبخ البندورة بالزيت وليس بالماء لمنع خسارة العناصر المعدنية والاحتفاظ بالفيتامين A وتخفيف تأكسد فيتامين C بالهواء».