جرت في مدينة "محردة" مباراة هي الأغرب من بين مباريات كرة القدم في العالم، تفاعل معها جميع أهالي البلدة بمرح، واستقطبت أكثر من /500/ شخص بين لاعبين وجمهور.

الغرابة لم تأت من حيث أن لاعبي الفريقين هم رواد مقهيين يبعدان عن بعضهما حوالي خمسين متراً في الشارع العام في مدينة "محردة"، حيث حمل الفريقان اسم: "كافتريا جلنار" * "كافتريا مسايا"، ولكن الشروط لتكون لاعباً بأحد الفريقين هي الأغرب ومنها:

لأنهما لا يعيرا اهتماماً لفريق "مسايا"، وهما واثقان من الفوز

  • يجب ألا يقل وزن الحارس عن 130 كيلو غرام كحد أدنى.

  • من رواد المقاهي ومحبي التدخين والأركيلة

  • والأهم أن وزن اللاعب يجب ألا يقل عن 85 كغ.

  • يجب ألا يقل وزن حكم المباراة عن 110 كغ.

  • الحارس فوق 135 كغ

    مدونة وطن eSyria كان من المدعوين لحضور وتغطية هذه المباراة الطريفة، والتي جعلت المرح يتسلل إلى نفوس اللاعبين الذين لعبوا أيضاً بطريقة طريفة، وحتى تصريحاتهم لنا كانت طريفة، أما الجمهور فتفاعل مع المباراة التي استعد لها قبل أسابيع عديدة.

    وقبل المباراة التقينا باللاعب "غاندي دومط" من فريق "جلنار" والذي قال: «ألعب بمركز قلب دفاع، وهي مباراتنا الثانية مع فريق "كافتريا مسايا"، هي عبارة عن تسلية وفيها قليل من الفائدة المادية التي نقدمها لجمعية "لوقا"، وهي حركة تفاعلية بين شباب "محردة"، حيث نحاول أن نخلق بعض اللحظات الجميلة و(نهيـّص)، وقد مضى أسبوعان ونحن نستعد من خلال هتافات وصيحات، فالبارحة خرج جمهور "جلنار" بطبل وزمر وذهبنا إلى كفتريا "مسايا" وبشرناهم بالهزيمة».

    جانب من الجمهور

    وأضاف "دومط": «وضعنا شروطاً مثيرة للضحك، منها أنه يجب أن لا يقل وزن الحارس عن 130 كيلو غرام، والحارسان اللذان سيلعبان اليوم يحققان هذا الشرط، ويجب أن يكون وزن اللاعب فوق الـ 85 كيلو غرام، وجميع اللاعبين من هذا القياس».

    وصرّح "لطيف" من فريق "كافتريا جلنار": «هي مباراة رد الثأر، ونحن هنا لنعوض الخسارة في المباراة الماضية التي جرت في العام الفائت، نتمنى أن نقدم شباباً واعداً للنادي كرياضيين هواة، كلنا مدخنون وكلنا فوق الـ85 كيلو، ومن يخسر قليلاً من وزنه لا يحق له الاشتراك في المباراة».

    من المباراة

    "فادي مسكين" إعلامي من موقع مدينة "محردة" قال: «هي لمّة من الشباب والصبايا أحبوا أن يصنعوا جواً شعبياً خاصاً بهم في مدينة "محردة"».

    أما اللاعب "أبو وانس هادي باشي" فقال: «في المرة الماضية غلبنا فريق "كافتريا مسايا" بنتيجة 2-1، ولكن اليوم الوضع مختلف ونحن جئنا لنرد الثأر، ولنفوز بفارق هدفين كأقل نتيجة، وفي حال خسارتنا فسوف يتأثر جمهورنا الذي أتى اليوم، والذي يهتف منذ أسبوعين: "جلنار" كلك قوة، و"مسايا" روحي ضوي».

    المشجع "جوني حواضري" على الطبل قال قبل بدء المباراة بدقيقتين: «مدرب "كافتريا جلنار" مختفٍ حتى الآن هو والحارس ولم ينزلا إلى أرض الملعب».

    وعن تحليله لسبب تأخرهما عن المباراة قال: «لأنهما لا يعيرا اهتماماً لفريق "مسايا"، وهما واثقان من الفوز».

    "ساري حيدر" حارس فريق "كافتريا مسايا" قال بعد أن نقلنا له وعود مهاجم فريق "كافتريا جلنار" بالعديد من الأهداف: «هذا حلم المهاجم، أنا كنت في السابق حارس كرة يد، ومعتاد على الدفاع في هذا المرمى، لذلك أنا واثق من نظافة مرماي».

    "باسم يعقوب" مدرب فريق "مسايا" قال عندما سألناه عن الخطة التي سيلعب بها فريقه: «الخطة سرية لدرجة أني لم أطلع لاعبي فريقي عليها، سيكون لدينا ستة لاعبين أساسيين وستة لاعبين احتياط، مهارات الفريق قوية وخاصة أن الجدد من الجيل الصاعد».

    وبعد إصرارنا على الإطلاع على الخطة، همس المدرب في أذني: «سنلعب بخطة 1-2-2-1، وهي خطة تعتمد على التمويه في الملعب، وتعتمد اللعب على الأجنحة».

    أما كابتن فريق "مسايا" "ماريو شموط" فأخبرنا قائلاً: «إن كل لاعب في الملعب سيلعب بخطة خاصة به، وهذا ما سيشوش لاعبي "جلنار"، وأنا شخصياً سوف ألعب بخطة 2-2-2، وهي خطة هجومية».

    "محفوض شيخ الشباب" الملقب "أبو الحكم" قال: «من خلال الدراسة الفنية للمباراة الماضية استطعنا أن نعرف نقاط ضعف الحارس وبالتالي سنركز على التسديد على الكرات الأرضية ولو أن حارسهم قوي ويملأ مركزه نسبة إلى وزنه، لأنه على العالي مسيطر تماماً على الجو».

    حكم المباراة "رامي قديفي": «لا يوجد حكام مساعدون معي، وقد اتفقت مع اللاعبين بعدم احتساب أفضلية للخطأ، بل باحتساب الخطأ مباشرة، وأوصيتهم باللعب النظيف، أنا أستاذ رياضة، وقد تم اختياري من قبل الفريقين للتحكيم».

    صافرة البداية جاءت في الساعة الثانية والربع ظهراً، الحذر كان واضحاً من قبل الفريقين الذين ركزوا لعبهم في وسط الملعب، ولم تشهد بداية الشوط الأول خطورة على مرمى أي من الفريقين إلى أن أتت الدقيقة العاشرة، حيث سدد اللاعب "ماريو" من فريق "مسايا" كرة ارتطمت بالعارضة.

    الدقيقة 15 من زمن الشوط الأول شهدت هدفاً ملغى لفريق "جلنار" بسبب تسلل "شادي حنوش".

    الدقيقة 17 شهدت التبديل الأول لفريق "مسايا" بخروج "محفوض شيخ الشباب" ليدخل مكانه "فادي صواف"

    في الدقيقة 20 استبدل مدرب "جلنار" اللاعب "ميلاد الشيخ" باللاعب "غاندي دومط"، وعند دخوله أصرّ الحكم على أن يزيل الطوق الذي يحيط برقبته.

    الدقيقة 23 تسديدة قوية من "موسى بيطار" حولها الحارس "ساري حيدر" إلى خارج الملعب وعلى دفعتين.

    تعرض "حيدر" إلى ضغط كبير مع نهاية الشوط الأول، بينما لم يلمس حارس فريق "جلنار" الكرة إلا فيما ندر.

    مع بداية الشوط الثاني تعرض لاعب فريق "جلنار" "شادي حنوش" لشد عضلي، وتدخل أحد لاعبي الفريق لمعالجته، فدخل بين الجمهور، ليجلب رشاش الثلج الخاص بالأعراس بدلاً من رشاش المخدر.

    في الدقيقة 15 من زمن الشوط الثاني جاء هدف فريق "جلنار" الوحيد بتسديدة جميلة من "هاني ريشان" سددها له ابن عمه "نزيه ريشان" من على يمين الحارس.

    دربكة كروية في نهاية الشوط الثاني أمام مرمى "جلنار" كادت أن تكون هدف التعادل.

    بعد المباراة قال الحكم عن الخشونة: «بالنسبة للأحجام التي لعبت فالخشونة كانت عادية، ولم أشهر أي بطاقة بوجه أي من اللاعبين، فالمباراة كانت نظيفة».

    مدرب "مسايا" قال بعد المباراة: «خسرنا بسبب سوء الأحوال الجوية، حيث لم نعتد على اللعب في البرد القارس دون درجة حرارة 30 مئوية».

    أما مدرب فريق "جلنار" فقال: «فزنا بسبب جهود اللاعبين إذ إننا اعتمدنا على اللعب بدون خطة، وهو ما فاجأ مدرب فريق "مسايا" الذي ظن أنه الوحيد الذي يلعب دون خطة».

    واتهم مدرب فريق "جلنار" الفائز فريق "مسايا" بأنهم قاموا بالتلاعب بنتائج المباراة بالرغم من خسارتهم.

    والتقينا أيضاً بالسيد "ألياس بيجو" والذي حدثنا عن هذا النوع من المباريات الطريفة التي تجري في "محردة" عادة فقال: «بدأت الفكرة في العام الماضي من خلال رعاية "البيت الرياضي الذهبي" لمباراة بين أطباء ومهندسين في "محردة" لا تقل أعمارهم عن 35 عاماً، الغاية كانت تشجيع الرياضة، خاصة وأن الظاهرة المنتشرة اليوم هي ظاهرة الجلوس وليس ظاهرة الرياضة، فكانت الفكرة جميلة وتم خلال تلك المباراة تكريم أقدم طبيب لعب كرة سلة في نادي "محردة"، وتكريم أقدم مهندس لعب في نادي "محردة" الرياضي، هذه الفكرة ولدت شعور بحاجة الناس للرياضة، مما شجع كافتريا "جلنار" وكافتريا "مسايا" التي يأتي إليها الشباب عادة لكي يجلسوا ويدخنوا ويشربوا النرجيلة، فأتت الفكرة بإقامة مباراة للأشخاص ذوي الوزن العالي وهو ما حدث فعلاً، وتفاعل معه جميع أهالي "محردة"».