ازدادت في السنوات الأخيرة المهرجانات المسرحية في مدينة "اللاذقية" حتى بلغ عددها خمسة مهرجانات، وهو رقم كبير لمدينة سورية وربما على مستوى الوطن العربي وتعرض هذه المهرجانات ما لا يقل عن عشرين عملاً مسرحياً في العام الواحد في حين لا يتجاوز عدد العروض الجديدة الخاصة بمدينة "اللاذقية" أكثر من خمسة عروض في العام.
في ظل هذا الوفر المسرحي eLatakia انتهز فرصة وجود نقيب الفنانين الفنان "أسعد عيد" في افتتاح مهرجان نقابة الفنانين المسرحي الثاني، وطرح عليه تساؤله عن موقفه من هذه المهرجانات التي تقيمها جهات مختلفة في المدينة فقال:
هذا صحيح ففي بعض المهرجانات يحدث ذلك، لكن في هذا المهرجان كانت النقاشات على مستوى راق وإن حدث ذلك سنعمل على تدارك الموضوع وإبعاده عن منحى المهاترات
«المسرح هو مكان للتجريب، فيعرض الفنانون على الخشبة المواضيع التي تعكس نبض الشارع، ومن خلال حفل الافتتاح لمست مدى التفاؤل، فهناك كوادر شابة ومتميزة تستحق الاحترام والتقدير، وتستحق الدعم من نقابة الفنانين، وبالتالي نحن -كنقابة للفنانين بكل فروعها- ندعم مثل هذه المهرجانات المنتشرة في المحافظات السورية، لأنها تظاهرة فكرية ثقافية نهتم بها، وواجب علينا أن نكرسها كحالة فكرية ثقافية في كافة المسارح السورية،
وهذا ليس فقط دور نقابة الفنانين، بل أيضاً دور وزارة الثقافة التي لم تبخل في تقديم الدعم للمسارح السورية من خلال المسرح القومي، وأيضاً كذلك وزارة الإعلام من خلال تسليط الضوء على هذه الكوادر المتميزة الشابة».
أما عن مستوى العروض التي تقدمها مدينة "اللاذقية" فقال:
«أنا متابع جيد لعروض "اللاذقية" فالأخ "هاشم غزال" والأخ "حسين عباس" وغيرهم من الجنود المجهولين دائماً يقدمون أعمالاً متميزة وناجحة، وقد شاهدت لمدينة "اللاذقية" أكثر من عرض سواء في مهرجان مدينة "حماه"، أو مهرجانات أخرى، وما أستطيع قوله إن هذه العروض متميزة، ونحن نهتم بها وندعمها، لذلك نقول إن المهرجانات الكثيرة التي أقيمت في "اللاذقية" أعطت ثمارها، ونحن نتمنى لهذا المسرح أن يستعيد قواه وأن يعود كما كان»
وفي استطلاع لآراء بعض من العاملين في هذا المجال إضافة للجمهور كانت حصيلتنا ما يلي:
"عبد الله شيخ خميس" مسرحي عتيق كرمته إدارة المهرجان، لجهوده التي بذلها خلال سنوات عمله الطويلة، سألناه عن الكم والكيف الخاص بعدد ومستوى العروض التي تستضيفها هذه المهرجانات، فقال:
«في السابق كان المسرح يعيش عصراً ذهبياً، اضمحل في فترة من الفترات، والآن يعود بتألق كبير، وهذه المهرجانات التي تقام سنوياً في المسرح القومي تقدم بعض الأعمال الناجحة، وهي ظاهرة إيجابية لمصلحة تقدم المسرح، نتمنى أن تزداد كمية العروض التي تعرض أكثر من ذلك وأن تعرض أعمالاً مهمة، وعلى أي حال فأي عرض مسرح إن كان عرضاً درامياً أو مونودرامياً فهو عبارة عن حالة إيجابية تستفيد منها المدينة مهما كانت سويته»
كلام "شيخ خميس" تقارب مع كلام زميلته المكرمة "رغداء جديد" مع إضافة ارتبطت بمتطلبات العرض المسرحي، حيث قالت:
«من الممكن أن نجد الرديء وأن نجد الجيد في المسرح، وخاصة ذلك الذي يخطو خطواته الأولى، وذلك ينطبق على العروض التي تقدمها مدينة "اللاذقية" أو القادمة من باقي المدن أو الدول المجاورة، فتكون عروض متفاوتة، ولكن هناك مشكلة تعاني منها أغلب العروض وهي الاستبخال في العطاء، ولا أدري ما هو سبب هذا الاستبخال، إن كان من المخرج أو المجموعة التي تعمل معه، أنا أحزن على الجهود المبذولة في هذه العروض، والتي تذهب في الهواء دون أن يكون لها أي قيمة».
في الأيام الأخيرة من المهرجان تحدثنا إلى الفنان "سليمان شريبا" الذي سجل عتباً على زملائه المسرحيين الذين يتغيبون عن مثل هذه الفعاليات وقال معترضاً:
«"اللاذقية" مدينة مهرجانات، ومن الهام أن يكون فيها مهرجانات، لكن الأهم أن تنتج عروضاً مسرحية لكي تعرض في هذه المهرجانات، وما يحدث أننا نجمع جميع العروض المسرحية التي لدينا، ونعرضها في هذه المهرجانات، فمثلاً نقابة الفنانين -وهي الجهة المنظمة لهذا المهرجان- لم تقدم أي عرض، ومن هنا نستنتج أن هذه المهرجانات فردية تنتهي بانتهاء الفرد»
تميز مهرجان نقابة الفنانين بنسخته الثانية بقيمة مضافة تساهم كثيراً في رفع سوية الجمهور، كما المشتغلين في المسرح، حيث دارت نقاشات بعد كل عرض أوضحت التفاصيل الغائبة عن كلا الطرفين، وهنا كان لنا سؤال لمدير المهرجان الفنان "حسين عباس" الذي تحدث وسجل بدوره عتباً على من يشتغلون في المسرح حول غياب بعضهم عن فعاليات هذا المهرجان، وقال:
«لقد عرض الناس آراءهم بشكل حر سواء كانت سلبية أم إيجابية وهذه حالة تساعد في رفع سوية الجمهور وتوضح له ظروف العمل وصعوباته، كما فتحمل صويباً للأخطاء، أو تطوير العمل بالنسبة لمن اشتغلوا بالعروض».
وفي سؤال حول تخوف إدارة المهرجان من الأثر السلبي الذي من الممكن أن ينعكس على مقدمي العروض من مخرجين إلى كتـّاب إلى ممثلين إلى فنيين، وقد يحدث أن يتعمد البعض التقليل من شأن أي عمل أو رفعه، فقال:
«هذا صحيح ففي بعض المهرجانات يحدث ذلك، لكن في هذا المهرجان كانت النقاشات على مستوى راق وإن حدث ذلك سنعمل على تدارك الموضوع وإبعاده عن منحى المهاترات».