الأستاذ "عامر رشيد مبيض" باحث في تاريخ "حلب" منذ حوالي عشرين عاماً وخلال هذه الفترة من حياته ألف العديد من الكتب والأبحاث التي يعتبرها التاريخ الجديد لهذه المدينة وذلك بعد أن كتب المستشرقون تاريخها بحسب أهوائهم ومصالحهم.
وللتعرّف أكثر على هذه الشخصية التي قدمت الكثير لمدينته التقاه مراسل موقع eSyria في "حلب" وأجرى معه اللقاء التالي:
"عامر رشيد مبيض" من مواليد مدينة "حلب" وحاصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعتها
* بطاقة تعريف لقرائنا؟
** «"عامر رشيد مبيض" من مواليد مدينة "حلب" وحاصل على الإجازة في الأدب العربي من جامعتها».
** «لقد عملت لمدة خمسة عشر عاماً في "دبي" بدولة "الإمارات العربية المتحدة" وذلك في جريدة "البيانط الشهيرة أكتب فيها مقالاتي ودراساتي، وفي "الإمارات" أيضاً قمت بتأليف موسوعة (مساجد "دبي" وازدهارها في "آل مكتوم" بين عامي /1900 -1997/) وقد كنت أول من أرّخ لهذا التراث حيث عملت فيه لمدة ثماني سنوات، كما قمت بتأليف كتاب بعنوان (رحيل قارة شعرية -"نزار قباني")».
* وبعد عودتك إلى "حلب"؟
** «بعد عودتي إلى مدينتي "حلب" انعزلت عن الناس والحياة الاجتماعية وذلك لأسباب نفسية وقد أثمرت تلك الفترة عن تأليفي وإصداري لمجموعة من المؤلفات عن مدينة "حلب" وريفها، وقريباً سيصدر كتابي الذي يحمل عنوان (عندما حكمت "حلب" العالم)».
** «لم أشارك حتى الآن في أي مؤتمر ولكني حضرت معظم المحاضرات والندوات في معهد التراث في مدينة "حلب" تلك المحاضرات التي لم أجد فيها أي شيء جديد سوى النقل والتقليد، وهي أشبه بحفلات التعارف والبحوث التي تقدم فيها هي عبارة عن حلقات بحث غالباً ما يكتبها الطلبة ولا تطرح أفكاراً جديدة وجريئة حول تاريخ المدينة».
«وهنا أريد ذكر ما قاله "وول ديوارنت" في (قصة الحضارة): (التعصب الإقليمي جعلنا نلخّص الشرق بسطر واحد وهذا يعد نقصاً فاضحاً في ذكائنا)، إنّ صحوة الضمير هذه تشير إلى أنّ ما كتبه هذا الكاتب بحاجة إلى إعادة نظر لأنه كتب مقدمته هذه بعد أن فرغ من موسوعته الضخمة (قصة الحضارة)».
«في الندوات والمؤتمرات يتحدثون عن تاريخ "سورية" على أنه تاريخ روماني أو يوناني ولكن برأيي إنّ ذلك قلب للحقائق وضخامة في التزوير، لأنّ المنهج العلمي الذي اقتبسوا منه معلوماتهم مصدرها الحوليات الغربية ذات المنهج القائم على مبدأ الغرب ضد الشرق وعلى التعصب العلمي وإفساد الحقائق».
** «التكريم غالباً هو صدقة، والتكريم الحقيقي الذي كنت أتمناه في السنوات الأربع الأخيرة حيث بذلت جهوداً كبيرة لهذه المدينة وذلك من خلال تأليفي لسبعة كتب عنها مع انطلاقة احتفالية "حلب" عاصمة للثقافة الإسلامية حيث لم أحصل حتى على شهادة تقدير التي يحصل عليها طالب ابتدائي في مدرسته ولم أدعَ حتى لإقامة محاضرة أو بحث في مديريات الثقافة وذلك تشجيعاً على الإبداع والمبدعين في شتى الفنون، فهل يعقل أن لا أقدم سوى محاضرة واحدة في كل المراكز الثقافية السورية وذلك خلال عشرين سنة من البحث وبعد تأليف عشرين كتاباً؟».
** «كل ما يتعلق بتاريخ "حلب" قبل الإسلام هو تاريخ مشوّه برأيي لأنّ الذين كتبوه وأملوه علينا هم المستشرقون فهم الذين قاموا بأعمال التنقيب في القرنين الماضيين في "سورية" والمستشرقون ليس من مصلحتهم القومية ولا العلمية كتابة الحقيقة».
«إنّ كثيراً من المعلومات التاريخية التي كانت مسلمات ومصدرها "الرومان" أو "اليونان" أُسقطت وذلك بالأدلة الأثرية، فبحسب نصوص "ماري" التي ورد في بعضها أنّ النظام العالمي حينها كان مرتبطاً بالإله "حدد" ولم يكن من ملك يجرؤ على مخالفة أوامره، وأنّ التراث الأدبي الشفوي الأموري (ملحمة إله البحر -يم و"حدد") نشرته "حلب" إلى كامل المشرق ومنه إلى "اليونان" القديمة، كذلك فالألعاب الاولمبية نشأةً وإبداعاً ومسرحاً انطلقت من "حلب" وذلك في القرن /19/ ق.م ثم صدروها إلى "كريت" ومن ثم نُقلت إلى "أثينا"».
«ثم لماذا سُميت الحضارة المكتشفة في "كريت" سميت بالحضارة المينيسية ( عبادة الثور) والحضارة التي ما بين محافظتي "حلب" و"ادلب" سميت بالمدن المنسية علماً أنّ تقديس الثور عرفته هذه المنطقة قبل" كريت" وهي التي نشرت هذه الحضارة وذلك بحسب المكتشفات الأثرية في مملكة "آلالاخ" وعاصمتها "حلب" كما يقول عالم الآثار الإنكليزي "ليوناردو دوللي" مكتشف مملكة "آلالاخ" في العام /1936/».
** «أهم عمل قمت به هو اكتشاف أنّ مدينة "حلب" هي مهد الألعاب الأولمبية وذلك بالأدلة الأثرية حيث مورس فيها الألعاب التالية: المصارعة -الملاكمة -السباحة -الجمباز -الشطرنج -الرمي -مصارعة الثيران، وقد عرضت قناة "أبو ظبي" الفضائية تقريراً مرفقاً بالصور والأدلة الأثرية وذلك عن المحاضرة التي ألقيتها في دار الكتب الوطنية في مدينة "حلب" في العام /2008/، وقد انفردت تلك القناة بعرض التقرير ولم أتلقَّ أي رسالة أو دعوة من إعلامنا السوري للحديث حول الموضوع الهام وبكل أسف».
**«نحن متهمون بأننا أمة لا تقرأ والحقيقة هي برأيي عكس ذلك لأننا أمة (النون والقلم) فحينما نقوم بتأليف كتب تتضمن معلومات جديدة ومشوقة وبطباعة أنيقة وتساهم الجهات الرسمية وكذلك التجارية في نشرها بشكل مجاني أو بأسعار رمزية سوف تتلقفها أيادي الناس وخاصّة شبابنا وبالتالي يبتعدون عن حل الكلمات المتقاطعة وغيرها».
** «يقول السيد الرئيس "بشار الأسد": (من لا يملك الأرض لا يملك التاريخ ومن ليس له تاريخ ليس له ذاكرة) وهذا الكلام أجمل إجابة حول سؤالك».
** «إضافةً إلى الكتب التي ألفتها في "الإمارات" والتي ذكرتها أصدرت حتى اليوم الكتب التالية: قلعة "حلب" عرش التاريخ، مئة أوائل من "حلب"، أعلام ومعالم في ثلاثة مجلدات، أوراق الذهب فيما كتب عن "حلب"، "حلب" ذاكرة الأيام وهو أول وأضخم ألبوم صور وثائقية عن "حلب"، "حلب" ترحب بكم (جولة أثرية)، بيمارستانات "حلب" مفخرة العمارة الإسلامية، بيمارستانات "حلب" باللغة الانكليزية، بيمارستانات "حلب" باللغة الفرنسية، آثار "حلب" باللغة الانكليزية، آثار "حلب" باللغة الفرنسية، موسيقى العمارة والزخرفة الحجرية في "حلب" بالألوان، قلعة "حلب" باللغتين الفرنسية الانكليزية، موسوعة الثقافة السياسية والاجتماعية في /1500/ صفحة، وهناك أيضاً العديد من الكتب التي ستطبع قريباً وهي: قلعة "حلب" /656/ صفحة، جامع "بني أمية" الكبير في "حلب" /704/ صفحة، شمس "سورية" تسطع على "أوربة" /864/ صفحة وأخيراً موسوعة آثار "حلب" عبر العصور».