هو ثمرة لجهود عام كامل من البحث والسعي والذي مايزال مستمراً عن كل ما يمت للتراث بصلة من أداة أو آلة، جهود بذلها موظفو المركز الثقافي في مدينة "جاسم" وعلى رأسهم الأستاذ "أنور الجباوي" مدير المركز.

والتي توجت في نهاية المطاف بمعرض فريد من نوعه وغير مسبوق على مستوى المحافظة، إنه "متحف التراث الشعبي" الذي أصبح ركنا أساسياً من أركان المركز الثقافي في مدينة "جاسم" والذي نال الشكر والتقدير بعد تمثيل المحافظة في "معرض الحرف اليدوية" الذي أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي.

لقد اصطدمنا أثناء البحث عن الأدوات التراثية بكثير من الناس الذين رفضوا التخلي عما لديهم دون مقابل، لذلك فالمتحف يحتاج إلى ميزانية من أجل الحصول على هذه الأدوات كما يحتاج إلى المزيد من التعريف به من أجل تنشيط زيارته في المستقبل

موقع eDaraa زار هذا المعرض وللتعرف عليه التقى مدير المركز الثقافي في "مدينة جاسم" الأستاذ "أنور الجباوي" الذي تحدث عن فكرة إنشاء هذا المعرض فقال: «تم إنشاء هذا المتحف بعد أن عممت وزارة الثقافة كتاباً تبلغ فيه عن إقامة ندوة "بعنوان الدلالات المشتركة بين التراث المادي وغير المادي" خلال الفترة ما بين 9-11كانون الأول /2008/، وكان المطلوب أن نقوم بجمع كل ما له علاقة بالتراث المادي من أجل المشاركة في هذه الندوة، بدأنا بعدها بعملية البحث عن هذه الأشياء وقمنا بالاتصال بالناس ولاسيما الكبار بالسن منهم والذين مازالوا يحتفظون بمثل هذه الأدوات، وتمكنا من جمع عدداً لا بأس منها، الشيء الذي استطاعت من خلاله مدينة "جاسم" أن تكون الممثل الوحيد الذي يشارك باسم محافظة "درعا" في معرض الحرف اليدوية، الذي أقيم بالتعاون بين وزارتي الثقافة والتعليم العالي، ومازلنا نبحث عن المزيد من هذه الأدوات التي يمكن أن نغني بها متحفنا».

الاستاذ انور الجباوي مدير المركز الثقافي

وعن زوار المتحف وانطباعاتهم يقول: «لقد تم افتتاح المتحف هذا العام وقد خلق جواً من الفرح و(الانبساط) لدى زواره ولاسيما الكبار في السن، وقد عادوا بالذاكرة إلى الأيام التي كانوا يستخدمون فيها هذه الأدوات، أما أبناء هذا الجيل فقد تعرفوا من خلال المتحف على الكثير من الأدوات التي كان آبائهم وأجدادهم يستخدمونها في أعمالهم».

وعن الجهود المبذولة لإقامة المتحف: «جاء هذا المتحف ثمرة لجهود كل موظفي المركز الثقافي الذين قاموا بزيارات لكثير من البيوت الذين كانوا يخبرون أو يعلمون بوجود أدوات تراثية لديهم وقد استطاعوا جمع الحصيلة التي يقوم عليها المتحف الآن، وذلك رغم الصعوبات فهناك من الناس من كان يعطينا هذه الأدوات مجاناً ومنهم من كان يقبل فقط بمجرد عرضها لدينا وهناك من لم يقبل إلا بعملية البيع من أجل الحصول على الأشياء التي يمتلكها».

نظرة على تراث الاجداد

وعن الأثر الذي أحدثه هذا المتحف يقول: «لقد استطاع المتحف استقطاب أعداداً كبيرة من الناس وبالتالي فقد ازداد رواد المركز الثقافي، ولاسيما فئة الكبار بالسن الذين كان مثل هذا المكان غريبا عنهم، كما استطاع المتحف الحفاظ على هذا التراث الذي كان قسم كبير من الناس قد بدأ بالتخلص منه دون أن يلقوا له بالاً».

وعن أهم ما يحتاجه المتحف يقول الأستاذ "أنور": «لقد اصطدمنا أثناء البحث عن الأدوات التراثية بكثير من الناس الذين رفضوا التخلي عما لديهم دون مقابل، لذلك فالمتحف يحتاج إلى ميزانية من أجل الحصول على هذه الأدوات كما يحتاج إلى المزيد من التعريف به من أجل تنشيط زيارته في المستقبل».

المركز الثقافي في جاسم