إنه مقلي البرغل، اعتبره أجدادنا القدماء أكلة المواقف الصعبة، لم لا وهو كان حاضراً عند قدوم الضيف فجأة وطبقا رئيسيا في الأحزان والأتراح هل تودون معرفة المزيد؟ من خلال زيارتنا للسيدة "حسنة عطية" في قريتها "بسقاية" من ريف "القدموس" بعد لأن دعتنا لتناول أكلة برغل بالبندورة بالمقلي وعلى الحطب وحدثتنا عنها قائلة:
«البرغل كان وما يزال الطبق الرئيسي في جميع مناسباتنا والأكلة المتاحة دائما لذلك فهو فعلاً الوجبة السريعة للأجداد القدماء ولكنها الآن باتت أكثر الأكلات الشعبية صعوبة في التحضير وذلك بسبب أن تحضيرها يحتاج إلى جلب (الحطب) عيدان الأشجار اليابسة وإشعال النار ومن ثم فإن قلة من الناس باتوا يملكون (مقلي) الفخار القديم والذي يعطي للطعام نكهة خاصة ملأى بالطاقة».
البرغل كان وما يزال الطبق الرئيسي في جميع مناسباتنا والأكلة المتاحة دائما لذلك فهو فعلاً الوجبة السريعة للأجداد القدماء ولكنها الآن باتت أكثر الأكلات الشعبية صعوبة في التحضير وذلك بسبب أن تحضيرها يحتاج إلى جلب (الحطب) _عيدان الأشجار اليابسة_ وإشعال النار ومن ثم فإن قلة من الناس باتوا يملكون (مقلي) الفخار القديم والذي يعطي للطعام نكهة خاصة ملأى بالطاقة
وتابعت الخالة "حسنة" تخبرنا عن مراحل تحضير "سناك البرغل بالبندورة" فقالت: «أطبخ لأسرتي مرة في الأسبوع بمقلي الفخار وهذا الأسبوع طلبوا مني أكلة البرغل بالبندورة فذهبت باكرا لقطاف ثمارها من أرضنا ومن ثم غسلتها وقشرتها وفرمتها ناعمة ثم جلبت بصلة مقطعة إلى قطع متوسطة وضعتها مع الزيت بمقلي الفخار على الحطب وأضفت البندورة وبعد الغلي مدة عشر دقائق وضعت البرغل بعد غسله، وها أنا الآن أتركها لتنضج وقبل مرحلة النضج الكامل أزيح النار من تحت المقلي ليتهبل البرغل ومعنى ذلك أنه على (هبلة) حرارة الجمر القليل الجمر أتركه قليلا لينضج بشكل كامل وبعدها أضيف الزيت وصحتين وعافية».
وفي لقائنا مع الجدة "سمية سليمان" قالت: «في أيامنا كان البرغل الصديق الوحيد لموائدنا والغني وهو ما ساعد على الاحتفاظ بصحتنا ونشاطنا، وأما اليوم فالجميع يتأفف لمجرد سماع عبارة الطبخ على الحطب فأتمنى لو أنهم عاشوا زمننا حيث لا غاز ولا وقود ماذا كانوا سيفعلون؟ ولكني أحمد الله أني عشت تلك الأيام وهذه الأيام لأفخر بنفسي أمام هذا الجيل الذي يهوى (البيتزا والشاورما) وبالمقابل الذهاب إلى المشافي والمعاناة من أمراض لم أسمع بها قبلاً، فلماذا لا نرجع إلى عادات الطعام القديمة الملأى بالصحة والفائدة والتي تجعلنا ونحن في سن الثمانين أصحاء أكثر من أبناء العشرين؟ وماذا لو عانت ربة المنزل قليلاً في جلب الحطب وإشعال النار؟ وهل يوجد أجمل من لمة النساء على الطبخ والمشاركة (الله يرحم أيام زمان)».