عاش طفولته خارج مدينته الأم "سلمية"، وعاد إليها بعد غياب، أحب "كرة السلة" لعب بها، لكن مدربه أثناء زياراته الصيفية لفت انتباهه من جديد أن هناك بطولة بكرة القدم، وأغراه بأنه كان لاعباً مميزاً، فترك كرة السلة، ولحق الساحرة المستديرة.
موقع eSyria التقى باللاعب الموهوب "محمود فرحة" يوم الأربعاء 15 تموز 2009 ليلقي الضوء على نخبة من اللاعبين الذين ذهبت موهبتهم في أدراج الدرجات الثلاث التي تصنف فيها أنديتنا السورية، ولأنه من اللاعبين الذين يعتمد عليهم في كل تشكيلة، خاب أمله كثيراً من تعاقب المدربين الذين لم يستطيعوا حتى هذه اللحظة تقديم شيء يذكر، فكان معه الحوار التالي:
** تعاني كرة القدم في "سلمية" من شيئين هامين، أولهما الإدارة والأمر الآخر التدريب، وإن كان للإدارة النصيب الأكبر في معاناة التدريب؟!! فالكل يظهر اهتمامه، وفي الخفاء لا أحد يهتم، لقد شعرنا بهم وكأنهم لا يريدون خيراً لهذه اللعبة، أنا لا أتكهن، ولكن الأفعال أحياناً قد تدل على النوايا، مأساتنا أننا نحب المأساة، ونحب أن نلوك الكلام عن الماضي، ولا شيء جميل يلوح في الأفق.
** بالنسبة لفرق الأحياء في هذه الفترة، فإنها تنازع، لقد أصيبت أخيراً بحمّات راشحة قادمة من مدربين اختصاصهم التشهير بهذه الفرق، وإن كانوا فيما مضى لاعبين مؤثرين فيها، ولجنة الأحياء الشعبية بحاجة للكثير من العمل لترتقي بمستوى اللعبة عما كانت عليه سابقاً، فحتى في الأحياء أصبح للمحسوبية والمزاجية مكاناً، أما فيما يخص علاقتها بتراجع الكرة في النادي، فأنا أرى العكس تماماً، لأنها لم تكن عائقاً في تطور كرة النادي، ففي السابق كانت الأحياء تردف النادي بكثير من اللاعبين وتحافظ على استمرارية اللعبة، لكن ما جرى مؤخراً هو ابتعاد حالة التنسيق بين إدارة النادي وإدارة الأحياء الشعبية، ما أدى لتوسع الهوة بينهما، ومرد ذلك لبعض الأشخاص أصحاب النوايا المخالفة، فظهر الأمر وكأن كل منهما آتٍ من كوكب مختلف. وسببه وجود إدارتين ضعيفتين هنا وهناك.
** الأنانيون والحاسدون، الذين يرون في نجاح اللعبة مكسباً شخصياً للمدرب والإدارة لاحقاً، ولا يرون أن نجاح اللعبة هو نجاح للجميع.
ومعلوم أن الإدارات والمدربين يتغيرون ولكن يبقى الإنجاز، وما يحدث اليوم أن أحداً لا يبحث عن إنجاز بقدر ما يبحث عن منفعة لست أدري
ماهيتها.
** إنه الشخص المحب للنادي، والغيور على سمعة مدينته، كما أنه محب للعبة، والأهم من هذا كله أن يتحلى بالتواضع، وأن يحترم آراء الغير، ويتقبلها، وهذا للأسف ليس متوفراً في أحد أعرفه حتى هذه اللحظة على الأقل.
** الكرة السورية نموذج متقدم من الأحياء الشعبية، وأعطيت رأيي بها، وفي المستقبل القريب لا وجود للتفاؤل عند الشارع الرياضي السوري.
** أن يتحلى بالأخلاق العالية، والإحساس بمسؤوليته أمام نفسه أولاً، ورفاقه في الملعب ثانياً، وأن يدرك جيداً أنه يلعب لآخرين وليس لنفسه ومجده الشخصي، وكما يقولون باللهجة العامية (اللعب بدم)، كذلك يجب أن يتميز اللاعب بالمهارة، لأنها العنصر الوحيد الذي يميز لاعباً عن آخر.
** كنت قد تزوجت منذ مدة قصيرة لم تتجاوز السنتين، وقد رزقني الله بتوءم من الذكور "مازن" و"يزن"، فوجدها البعض دليل الرجولة، وبما أننا نعيش فورة "باب الحارة" فكان أولى بأصدقائي أن ينعتونني بصفة "العكيد" تيمناً بالعكيد "أبو شهاب"، وهو دليل القوة، فأن تنجب توءم أمر يستحق هذه الرتبة التي منحوني إياها، وأنا أشكرهم.
** أجيد اللعب في مركز قلب الدفاع المتأخر، وهو ما يمنحني رؤية كل شاردة وواردة في الملعب، ما يجعلني أقود دفة اللعب من الصفوف الخلفية، إضافة إلى أنني أمتاز بالسرعة، وقوة الارتقاء عالياً، والتسديد بالرأس، وهذه كلها مناسبة لمركز قلب الدفاع.
** نعم، ولكني غير قادر على اللعب خارج حدود مدينتي، أريد أن أراها تحقق ولو إنجازاً واحداً على صعيد الكرة، أتمنى ذلك.
** في الحقيقة عندما تذكر اسم "محمد عاشور" فإنك تكون قد لمست إحدى نقاط ضعفي، لقد رحل باكراً، ولكنه ترك صورة جميلة داخل كل من عرفه في الملعب أو خارجه، ذكرياتي معه لا تنسى، كان أخاً ولاعباً خلوقاً، ما زلنا نفتقده في متوسط ميدان الملعب.
"علي فريد القطريب" هو أكبر دليل على أن لاعبي "سلمية" لا تنقصهم الإمكانيات الفنية والبدنية ليكونوا محط اهتمام الأندية الممتازة في داخل سورية أو خارجها، لم نقدر موهبته في سورية فتلقفه الأمريكيون، واختاروه قائداً لأحد فرق جامعاتهم، أتوقع له مستقبلاً كروياً رائعاً.
"كريم عبظو": هو رمز للعطاء والتفاني في عالم كرة القدم، من يعرف "كريم" لن يستغرب إلا أمراً واحداً؛ هو أنه لم يولد بالقرب من خط التماس.
"خالد عواد": من الأسماء التي من المفترض أن تأخذ نصيبها الكروي، لأنه لاعب موهوب يتمتع بمهارة وسرعة جيدتين، أتمنى أن تتاح له الفرصة المناسبة ليقول كلمته في الملعب.
** الإثارة في كرة القدم لا تتوقف على أندية محترفة أو فرق أحياء شعبية أو حتى في الشارع، فأينما وجِدت الكرة.. وجِدت معها الإثارة حكماً.
ومن المباريات التي لا تمحى من ذاكرتي هي التي جمعتنا (فريق الصفاء) مع فريق "العمال"، حيث كنا متأخرين في الشوط الأول بثلاثة أهداف دون مقابل، وفي الشوط الثاني سجلنا هدفاً، فأضاف "العمال" هدفهم الرابع، ثم سجلنا بعدها ثلاثة أهداف متتالية، كان لي نصيب الأسد منها، وأحلاها كان هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من المباراة، لنلجأ لضربات الترجيح، حيث مالت الكفة لصالحنا، وفزنا في النهاية.
ــ في بطاقته الرياضية:
ــ هو من مواليد مدينة "دمشق" في 12 كانون الثاني 1977
ــ خريج المعهد المتوسط للمواصلات السلكية واللاسلكية.
ــ متزوج ورزق بطفلين توءم.
ــ رياضياً.. يلعب في صفوف فريق "الصفاء" وقد حقق معه بطولات عديدة، كان آخرها بطولة كأس "سلمية" للعام الحالي 2009.
ــ يحب ويشجع المنتخب البرازيلي.
ــ أما لاعبه المفضل عالمياً فهو الأرجنتيني "ليونيل ميسي".
(كيف زبطت معك هيك يا "عكيد" أبو مازن، برازيل، وأرجنتين؟؟).