كان اسم الإنسان العربي وانتسابه إلى قبيلة معينة مصدر عز وافتخار كثيراً ما تغنى به إن كان هذا النسب أهلاً لذلك، ولنا في المنافرات التي كانت تقوم بين هذه القبائل خير دليل، وهذا الأمر ذاته نجده حاضراً في أدبيات العرب، ولاسيما أشعارهم، إذ لم تكن تخلو أي مواجهة من هجاء الآخرين لها وانتقاصهم منها.

واليوم فقد تحول ولاء الإنسان بالدرجة الأولى لكنيته في زمنٍ بات فيه الانتساب للقبائل ذاهباً لانحسار، فالكل يعمل جاهداً للحفاظ عليها والإعلاء من شأن "الحامولة" كما اصطلح البعض تسميتها، والتي تتعدد وتختلف من منطقة لأخرى وتتعدد معها القصص والروايات،

يعود "آل الشرع" في نسبهم إلى قبيلة "شمر" وقدا سموا بهذا الاسم لأن جدهم كان قاضياً مشهوراً بالحكم والقضاء بالمسائل الشرعية والفقهية، فكان يقال لمن يريد أن يقصده اذهب إلى الشرع فغلب عليه هذا الاسم

موقع eDaraa وللوقوف عند بعض هذه الكنيات قام بجولة في مدينة “داعل” بتاريخ 3/7/2009 التقى خلالها مجموعة من الأشخاص تحدثوا خلالها عن كنياتهم وأصولها وأسباب تسميتها، فكانت البداية مع السيد "اسماعيل الفقير" الذي تحدث عن كنيته وعنها يقول: «سكن أجدادنا هذه المنطقة قادمين من مدينة في "فلسطين" تدعى "اجزم" وهم أصلاً من بيت "أبو خديجة" وأطلق عليهم بعد قدومهم إلى هنا لقب "الفقير" نظراً لبعض الطقوس التي كان يقومون بها "كالنقر على الدف" والتي هي في الغالب من الطرق الصوفية التي اعتاد الناس تسمية من يقوم بها بألقاب مختلفة "كالدرويش" أو "الفقير" وهو الاسم الذي غلب عليهم وصار كنية لهم».

السيد اسماعيل الفقير

أما المختار "عبد الوالي العاسمي" فقد تحدث عن عائلة "العاسمي" وعنها يقول: «جاء اسم "العاسمي" نسبة إلى رجل جاء إلى مدينة "داعل" من منطقة "جبل عاسم" واسمه "عبد الرحمن الجارور" وقيل أن اسم "الجارور" الذي اشتهر به كان بسب ثوب طويل كان يلبسه وكان هذا الثوب يجر على الأرض فلذلك سمي "الجارور" وقيل أنه جاء من قطعة خشب اشتهر بأنه كان يحرث بها أو يجر بها وراء البعير ولذلك سمي "الجارور" ونسبة للمنطقة التي جاء منها هذا الرجل أطلق الأهالي عليه لقب "العاسمي" فصارت هي الكنية التي يعرف بها والتي صارت مع الأيام من أكبر الكنيات في "داعل"».

وعن كنية "العوير" يتحدث الأستاذ "علي عوير" مدير المركز الثقافي في مدينة "داعل" فيقول: «يعود نسب "آل عوير" إلى الجد "قحطان" وبعده فهم ينتسبون إلى قبيلة "شمر" وهي فخذ من "بني حمدان" مساكنهم الأصلية هي "الطفيلة" في "الأردن" ومنطقة "الأغوار" في قرية "حوارة" و"الشنقادية" أما في "سورية" فمعظمهم يتواجدون في مناطق "اللجاة" و"داعل" و"الغرية الغربية" أما عن سبب التسمية فيعود إلى جدهم "عوير بن شجيبة العوفي" أحد أقطاب الصلح بين "عوف" و"ذبيان" كما ورد ذلك في ديوان "امرئ القيس" حيث يقول في مدحه:

الاستاذ علي عوير مدير المركز الثقافي

عوير ومن مثل العوير ورهطه/ وأسعد في ليل البلبل صفوان

ثياب بني عوف طهارة نقية / وأوجوههم عند المشاهد غران

طبيب الاسنان احمد الشرع

هم أوصلوا حي المضلل أهلهم/ وساروا بهم من العراق لنجران.

وفي رواية أخرى يذهب البعض إلى أن السبب في تسمية العوير بهذا الاسم يعود إلى جدهم "احمد" وهو من "بني عوف" أصيب بنبل في عينه في معركة اليرموك فأشير إليه بالفارس الأعور ومع التحريف أصبحت "عوير"».

وعن "آل الشرع" يتحدث طبيب الأسنان "أحمد الشرع" فيقول: «يعود "آل الشرع" في نسبهم إلى قبيلة "شمر" وقدا سموا بهذا الاسم لأن جدهم كان قاضياً مشهوراً بالحكم والقضاء بالمسائل الشرعية والفقهية، فكان يقال لمن يريد أن يقصده اذهب إلى الشرع فغلب عليه هذا الاسم».

وعن كنية "أبو جيش" يحدثنا السيد "محمد مناحي أبو جيش" فيقول: «يعود "آل أبو جيش" في نسبهم إلى قبيلة "طيء" التي خرج منها ثلاثة أشخاص من آل "أبو جيش" قبل قرابة 400 سنة أحدهم ذهب إلى "العراق" والآخر ذهب إلى "فلسطين" أما الثالث فقدم إلى سورية واستقر بمدينة "داعل" هذا الأخير تزوج ورزق بثمانية أولاد الأول اسمه "صالح" والثاني اسمه "شريد" وكان من الأشخاص الذين ذاع صيتهم بالكرم والثالث اسمه "نصر الله" الذي حصلت في عهد أحد أبنائه واسمه "مفلح" قصة مفادها أن شجاراً حصل بين "آل أبو جيش" وعائلة أخرى، فكانت النتيجة أن رحلوا عن البلد وسكنوا "الغرية الغربية" التي كانت عبارة عن خربة في ذلك الوقت فكانوا أول من سكنها ويدل على ذلك بعض الآثار التي تعود لآل "أبو جيش" هناك مثل الحنت الموجود في القرية والمذكور عليه اسمه بالإضافة إلى طاحونة ماء ما تزال ملكيتها تعود لآل "أبو جيش"، وبعد سنتين قام أهالي "داعل" بمصالحة "آل أبوجيش" في منطقة "الغرية الغربية"،أما الولد الرابع فكان اسمه "سليمان" والخامس هو "عبد الله" والسادس "احمد" والسابع "محمد" والثامن كان "مصطفى"، ومن الأشياء المؤكدة أن آل "أبوجيش" كانوا مع "آل البكار" أول من سكن مدينة "داعل" قبل قدوم بقية العائلات أما عن سبب التسمية بهذا الاسم فلم يتم العثور على أي معلومة تفيد بهذا الخصوص».

وعن كنية "الكناكري" يخبرنا السيد "علي الكناكري" فيقول: «ينتسب "الكناكري" إلى عشيرة "النعيم" الذين كانوا يتواجدون في "الجولان" وفي منطقة "الزريقة" بالقرب من "دمشق" وهم الآن موزعون في جميع المحافظات السورية وخصوصاً في محافظة "الرقة" ومنطقة "تل أبيض" و"آل كناكري" هم فخذ من بطن "الطحان" الذي ينتمي إلى "آل نعيم" وهذا البطن هو من شيوخ هذه العشيرة، وأما عن سبب تسمية "الكناكري" بهذا الاسم فذلك لأن أجدادنا سكنوا في منطقة "كناكر" بالقرب من "دمشق" ولهم قصة مفادها أنهم كانوا سبعة إخوة وأخت واحدة، وفي أيام الحكم التركي اعتدى أحد الآغوات على أختهم فقاموا بقتله واتفقوا على الهرب على ألا يجتمع أحدهم مع الآخر لكي لا يقتلوا في حال تم القبض عليهم فسكن أحدهم في "داعل" وآخر انتهى به المطاف إلى "سحم الجولان" ومنهم من استقر "بسحم الكفارات" في الأردن ومنهم من وصل إلى اربد ومنهم من وصل إلى منطقة العال في الجولان، ونسبة للمنطقة التي خرجوا منها أطلق عليهم لقب "الكناكري" ولا تزال توجد في "كناكر" طاحونة تسمى طاحونة "الأطرش" وهي الكنية التي كان يعرف بها أجدادنا والتي تبدلت مع الأيام وهذه الطاحونة كانت ملكيتها تعود لهؤلاء الإخوة السبعة».

أما عن كنية "الجاموس" فيحدثنا الأستاذ "أحمد رزق الجاموس" ويقول: «قبيلة "الجاموس" هي واحدة من القبائل اليمنية التي ما زالت تسكن في محافظة "تعز" وهي بطن من بطون "عمرو بن معد كرب الزبيدي بن ربيعة"، و"جاموس" هو أحد أبناء "هيجل بن عامر بن بشر بن جبارة بن جبر" وشيخهم في محافظة "الحسكة" هو "عبد العزيز بن مسلط باشا" ومن أولاد "هيجل" هذا يتفرع كل من "الملحم"، "المحاسنة"، "الصبيح"، "الهزيم"، "البومانع"، "العبكة"، "الحريث"، "الشويخ"، و"الجاموس" والذين هم أبناء "شويخ بن جاموس بن محاسن بن هيجل" وتتفرع قبيلة "الجاموس" إلى الأفخاذ التالية "الناصر" و"الفرج" و"الظاهر" و"المعجل" "العميري" ويرجع نسب قبيلة "الجاموس" إلى قبيلة "زبيد القحطانية" وأميرهم "حمود بن جلود الصلبي"، يتواجد "آل جاموس" الآن في مناطق مختلفة من "سورية" ومنها "داعل" و"الحسكة" و"تلبيسة" و"الرقة" و"الرستن" كما يتواجدون في مختلف الأقطار العربية مثل العراق ويسمون بـ"الجبور" ويتواجدون أيضاً في "اليمن" و"الأردن" و"فلسطين" و"مصر" و"السعودية" و"لبنان" وهناك تواجد لهم في القارة الإفريقية وعلى الأخص في جمهورية تشاد ومنهم رئيس أركان الجيش التشادي اللواء "حسين علي الجاموس"، ولعل تسمية "الجاموس" بالأصل جاءت لعادة العرب في التمثل والتشبه بالحيوانات القوية و"الجاموس" معروف بقوته وصلابته».

وعن كنية البرغوث يقول الأستاذ "أحمد": «تعود كنية "البرغوث" في أصلها إلى قبيلة "قحطان" المتواجدة في منطقة "نجد" وزعيمها "صلال بن مزعل" أما تسمية "البرغوث" بهذا الاسم فيرجع ذلك إلى جدهم "برغوث" وهذه الكلمة مأخوذة من كلمتي "البر" و"الغوث" وهي عبارة عن الكرم والنخوة».

ومن المهتمين بهذا الموضوع السيد "محمد الجاموس" الذي يحدثنا عن كنية "القنبر" فيقول: «هم أبناء شخص يدعى "قنبر" كان يسكن الكوفة زمن الإمام "علي بن أبي طالب" وله مع الإمام علي قصة مفادها أن هذا الرجل كان يعمل قصاباً فجاءه الإمام عليّ يوماً وطلب منه كيلو من اللحم فحصل بينهم خلاف فقام هذا الرجل بضرب الإمام دون أن يعرف من هو وبعد أن اجتمع الناس وأخبروه بأن الرجل الذي ضربه هو الإمام "علي بن أبي طالب" قال بأن اليد التي تمد على الإمام عليّ الأحرى بها أن تقطع وقام بقطع يده، وبعد موته أصبح لهذا الرجل مقام في الكوفة، وسميت بقية سلالته باسمه وهم "آل قنبر"».