«قد يكون عملنا هذا أشبه ببيع الماء في حارة السقائين... وبطبيعة الحال يعرف السوريون فن عمارة بلادهم. ولكن يا ترى هل يعرف الجميع كيف شكل بيوت السكن والبيوت التقليدية من الداخل؟ المقصود هنا ليس قصور المدينة والمتاحف، وإنما البيوت السكنية للعائلات من عامة الشعب... في "حلب"، و"دمشق"، أو في ريف شمال شرق سورية، أو في وادي النضارى أو في حوران...».
بهذه الكلمات، عبرت الدكتورة "كارين بوت" الألمانية الجنسية عن مشروعها الذي قامت به و هو "العمارة والهوية".
تختص الوكالة الألمانية بشكل عام بالتراث والعمارة مع التركيز على المضمون الثقافي وكل ما يتعلق بالحضارة. لذلك أحبت الوكالة تشارك هذه الفرادة والحضارة والتراث والتقاليد ونشرها لعدد أكثر من الناس حتى يروا قيمتها وتميزها عبر تبني هذا المعرض والسهي لأن يكون موجودا في مدينة "حلب"
البيوت السكنية التقليدية في "سورية" وهو المشروع الذي قامت فيه بعملية زيارة لعدة مدن سورية هي التي ذكرتها هي في الأعلى، والتقاط صور تصف البيوت العربية القديمة التي ما زال أصحابها يحافظون على طابعها الأصلي كما هو مبتعدين عن البيوت العصرية الحديثة مع عدم قيامهم في الوقت ذاته بأي عملية ترميم أضرت بالطابع الأصلي والتقليدي للمنزل.
هذه الصور كانت حصيلة المعرض الذي أقيم ضمن مدرسة "الشيباني" والذي أقامته ونظمته الوكالة الألمانية للتعاون GTZ والذي سوف سيتمر لمدة شهر حزيران بأكمله؛ تقول المهندسة "رنا نخال" مسؤولة العلاقات العامة في الوكالة:
«إن الغاية من المعرض هي التركيز على موضوع العمارة والهوية والعمارة التقليدية في "سورية" الأمر الذي قامت به الصحفية الدكتورة "كارين بوت" والتي جالت داخل "سورية" في جولة قامت خلالها بالتقاط صور عن البيوت العربية القديمة في كل من "وادي النضارة" و"حلب" و"دمشق" ومنطقة الجزيرة، وأخذت لقطات لتفاصيل معمارية مع التركيز على وظيفتها بالنسبة للحياة اليومية لدى الناس، وتحدثت عن موضوع غرفة الاستقبال مثلا ورصدت لها فقرة معينة كما تحدثت عن غيرها من غرف الدار. كما تحدثت أيضا عن موضوع الزخارف والديكور وأهميتهما وموضوع العمارة وقد قامت بلقاء الناس لتوثيق موضوع العمارة لدى هؤلاء الناس».
وقد بدأ المعرض من "دمشق" مع معهد "جوتة" وعدد من الشركاء، ومن ثم انتقل إلى "حلب" ليتم تنظيمه عبر الوكالة الألمانية مع تواجد عدد من الشركاء؛ تقول المهندسة "رنا":
«تختص الوكالة الألمانية بشكل عام بالتراث والعمارة مع التركيز على المضمون الثقافي وكل ما يتعلق بالحضارة. لذلك أحبت الوكالة تشارك هذه الفرادة والحضارة والتراث والتقاليد ونشرها لعدد أكثر من الناس حتى يروا قيمتها وتميزها عبر تبني هذا المعرض والسهي لأن يكون موجودا في مدينة "حلب"».
وعن سبب إقامة المعرض في مدرسة "الشيباني" تقول:
«زارت الصحفية "كارين" مدرسة "الشيباني" وأحبتها على اعتبار أن لها خصوصية كبيرة. أردنا كوكالة أن يكون أن يكون هذا المكان بمثابة مكان ثقافي يجتذب العالم والناس ليتحول بالنتيجة إلى صرح ثقافي داخل المدينة القديمة. أما العامل الآخر الذي دفعها لإقامة المعرض في هذا المكان، فهو تزامنه مع فعاليات "الأيام الموسيقية السورية الألمانية" التي تقدم فرصة للقادمين لحضور هذه الأيام لرؤية المعرض والاطلاع عليه ولو من قبيل المصادفة».
من جهته يقول الشاب "طارق المصري" خريج كلية الهندسة المعمارية بأن إقامة مثل هذا المعرض قد يوفر فرصة كبيرة للمختصين والمهتمين في مجال البيوت العربية للاطلاع عليها ورؤية أفكار جديدة حيث يقول:
«ربما بالنسبة لي، فإنني قد أكون على اطلاع على العمارة القديمة والبيوت العربية بحكم الزيارات التي كنت أقوم بها وأنا منتسب إلى جمعية "العاديات"، إلا أنه لا يمنع أن المعرض يعتبر فرصة ممتازة للعديد من الناس للاطلاع على البيوت العربية في عدد من المدن السورية. نجد في المعرض العديد من التفاصيل المهمة التي قامت بها الصحفية مثل الحديث عن غرفة الاستقبال والضيوف والإيوان والمشربية والفناء الداخلي والتي تم توثيقها بصور كانت جميلة ومميزة».
ويختم بالقول بأن البيوت الطينية التي جرى عرضها كانت أيضا مميزة من حيث تعريف الناس بها وبطريقة بنائها. تقدم مثل هذه المعارض فرصة كبيرة للمختصين ولغير المختصين للتعرف على أساليب البناء والعمارة العربية الأصيلة التي عاش فيها أباؤنا وأجدادنا والتي أثبتت الدراسات الحديثة أنها تعتبر أفضل أنواع المساكن وأكثرها صحة وفائدة للإنسان.