"سورية" و"تركية" بلدان جاران يشتركان بحدود طولها /900/ كم تقريباً، هذا التجاور خلق بينهما الكثير من الأمور المشتركة من ضمنها الآثار والأوابد التاريخية التي تتميّز بأنّ لها نفس الطابع الحضاري والتاريخي كدليل على الثقافة المشتركة والتاريخ المشترك والروابط الاجتماعية والثقافية المتينة بين الشعبين الصديقين.
ولزيادة معرفة كل طرف بالمخزون الحضاري والتاريخي للطرف الآخر وتبادل الرحلات السياحية بينهما يتم في إطار برنامج "التعاون الإقليمي السوري التركي المشترك" العمل على طبع كتاب توثيقي جامع يتضمن الآثار والأوابد التاريخية في كل من مدن "حلب" و"كلس و"غازي عنتاب".
لقد قمنا بإهداء الرئيس التركي "عبدالله غول" نسخة من الكتاب كعربون صداقة ومحبة وذلك أثناء زيارته الأخيرة إلى "سورية" وتحديداً إلى جامعة "حلب" وقد سر كثيراً به
ولمعرفة المزيد عن هذا المشروع التقى مراسل موقع eAleppo بتاريخ 7/6/2009 في جامعة "حلب" بمنسقة المشروع الآنسة "ريا ترمانيني" وسألها أن تعطي قراء موقعنا في البداية فكرة عن تكاليف المشروع فقالت: «تبلغ التكاليف الإجمالية لهذا المشروع الحضاري والحيوي /2،797،500/ ليرة سورية يقدّم البرنامج الإقليمي ما نسبته /90%/ منها بينما تقدّم جامعة "حلب" الباقي أي /10%/».
وعن أهداف المشروع قالت: «يهدف المشروع القيام بوضع كتاب توثيقي باللغتين العربية والتركية يتضمن شرحاً عاماً عن الآثار الموجودة في كل من "حلب" و"غازي عنتاب" و"كلس" وأماكن تواجدها وأهميتها وتكون مرفقة بالصور وبعد إنجازه سيتم توزيعه في البلدين الصديقين كي يتعرّف كل جانب على حضارة وتاريخ الجانب الآخر».
وختمت حديثها بالقول: «يساهم هذا المشروع في دعم العلاقات الثقافية والتاريخية بين البلدين وتقويتها وتعميقها وكذلك في نشر الثقافة والمعرفة وتعميق التواصل والتشجيع على العيش المشترك بين الشعبين الجارين».
كما التقى مراسلنا بالأستاذ "عبد الهادي فلاح" مدير التخطيط في رئاسة جامعة "حلب" وعضو في اللجنة المكلّفة بإنجاز المشروع الذي قال عن المرحلة التي وصل إليها تنفيذ المشروع: «لقد تم إنجاز المشروع تقريباً فقد قمنا بطباعة كتاب بعنوان (الآثار والأوابد التاريخية في "حلب" و"كلس" و"غازي عنتاب") ويتألف من /556/ صفحة من القطع الكبير وهو أشبه بقاموس مصوّر يحتوي على الأماكن التاريخية مع وضع شرح عنها، وقد تم التركيز فيه على آثار مدينة "حلب" وريفها، وقد سبق إعداد الكتاب عمل شاق ومضن في جمع المعلومات وتصوير الأماكن وعملية الترجمة».
وأضاف: «لقد قامت الدكتورة "نجوى عثمان" بإنجاز قسم كبير منه حيث كان العمل في مراحله الأخيرة إلا أنها لم تستطع إكماله لأنها توفيت نتيجة حادث مروري أليم، وبعد أن اطلعنا على مسودة الكتاب الذي أنجزته المرحومة كان يتألف من /1044/ صفحة من القطع الصغير وكان ذلك سيزيد من التكاليف مما دفعنا إلى القيام بالاختصارات المناسبة وإعادة تنسيقه ليبقى أخيراً كما طبعناه وذلك على صفحات A4 حيث أنقصنا عدد صفحاته كما قلت سابقاً إلى /556/ صفحة وباللغتين العربية والتركية وطبعنا منه /1000/ نسخة بتكلفة بلغت /626300/ ليرة سورية».
وتابع قائلاً: «في موضوع الترجمة اعتمدنا بشكل رئيسي على شاب سوري يقيم في "تركية" منذ /25/ عاماً ويعمل في بلدية "اسطنبول" ومهتم بالترميم وعمل فيه ويجيد اللغتين العربية والتركية كتابةً وقراءةً، وكذلك اعتمدنا في مجال الترجمة التاريخية على الدكتور "عباس صباغ" وعلى الدكتور "محمد حسن عبد المحسن" في مجال التدقيق باللغة العربية».
«لقد قمنا بإهداء الرئيس التركي "عبدالله غول" نسخة من الكتاب كعربون صداقة ومحبة وذلك أثناء زيارته الأخيرة إلى "سورية" وتحديداً إلى جامعة "حلب" وقد سر كثيراً به».
وأخيراً تحدث الأستاذ "عبد الهادي" عن أهمية الكتاب بالقول: «يُعتبر هذا الكتاب مرجعاً تاريخياً وتوثيقياً مهماً للآثار الموجودة في مدن "حلب" وريفها في "سورية" ومدن "غازي عنتاب" و"كلس" التركيتين ذلك للدارسين والباحثين كما يشجّع على السياحة الأثرية بين البلدين لأنّ الكتاب بما يحتويه يشكّل خريطة سياحية جغرافية موثّقة للأماكن التي يقصدها السياح ومن البلدين».