ويقول بأن كتاب "العهد القديم" هو جزء من "الكتاب المقدس" حيث هو الكتاب الخاص باليهود والذي يفترض أن يكون التوراة (وتعني كلمة "التوراة" نفسها الشريعة أو القانون). يتألف من /5/ أسفار والتي تدعى أسفار "موسى الخمسة" حيث كلمة "سفر" تعنى كتاب ونسبوا هذه الأسفار إلى موسى ولكن الواقع لا يقول ذلك حيث ورد في الأسفار نفسها مثلا أن موسى مات قبل أن تطأ قدمه أرض "فلسطين" ولا يعرف أين هو مدفون وليس من المنطقي أن يكتب الإنسان هذا عن نفسه! كما يتابع بالقول:

«هذه التوراة لم يكتبها النبي "موسى" كما يدعون، إنما كتبها أحبار اليهود بحسب رؤيتهم لأوضاع المنطقة وذلك بعد عودتهم من السبي البابلي بقيادة الحاخام الأكبر "عزرا" والذي كتب هذه التوراة في عام /400/ قبل الميلاد أي بعد فترة النبي "موسى" بحوالي /700/ سنة. أي ذاكرة يمكنها حفظ كل هذا؟! يقول اليهود أنفسهم بأن أول مرة تم تسجيل التوراة فيها كانت في فترة الحاخام "عيزرا" والذي يقول أنه قرأ هذه "التوراة" على الشعب وقالوا نعم ما جاء بها صحيح. في حالة كل من الإنجيل والقرآن؛ فإنه في الأولى كان الحواريون يكتبون تعاليم المسيح وفي الحالة الثانية كان الصحابة يكتبون كل ما ينزل على الرسول من وحي وذلك في نفس الفترة الزمنية. وكان أغلب ما جاء في هذين الكتابين المقدسين هو التعاليم الدينية بعكس ما كان في "التوراة". يتحدث الكتاب عن الدين والتاريخ الخاص ببني إسرائيل وهذا الكتاب ليست له مصداقية لأننا لا نجد فيه إلا الحديث عن نشوء دولة بني "إسرائيل" في أرض "فلسطين" في الوقت الذي لا نجد فيه أي وثائق تاريخية تثبت هذا الموضوع».

الجواب أنهم هم من كتبوه وأنا أريد أن أعود من حيث ما كتبوه لمناقشتهم به ومحاججتهم به حيث يعتبر هذا النوع هو أقوى أنواع المحاجة

ما الذي دفعه للاستشهاد بهذا الكتاب مع أنه غير معترف به كما يقول؟ يجيب عن هذا السؤال بالقول:

الدكتور "أحمد أرحيم هبو"

«الجواب أنهم هم من كتبوه وأنا أريد أن أعود من حيث ما كتبوه لمناقشتهم به ومحاججتهم به حيث يعتبر هذا النوع هو أقوى أنواع المحاجة».

ويتابع بأن اليهود اغتصبوا مع "فلسطين" العديد من الأمور الأخرى مثل اللغة وأسماء الأماكن التي هي كنعانية في الأصل؛ يتابع الدكتور "أحمد" فيقول:

«من هم بنو إسرائيل؟ هم بنو يعقوب عليه السلام والذي هو غير اسمه فيما بعد إلى اسم "إسرائيل" وذلك بسبب الحادثة التي نقرؤها في التوراة ونجد فيها الكثير من اللاتصديق والتي تنص على أن "يعقوب" تصارع مع الله وانتصر "يعقوب" الأمر الذي لا يخضع لأي منطق في الكون ومن تلك القصة جاء اسمه الجديد. أما تسمية اليهود فهي تسمية أحدث من تلك الأولى كونها تشير إلى أتباع "يهودا" وهو أحد الأسباط الاثنا عشر ليعقوب والذين كان منهم "يوسف" و"بنيامين" وغيرهم كما كلنا نعرف والموجود لدينا في التراث الإسلامي. وكان سبط "يهودا" (أو "يهوذا") هو مدينة "القدس" أو "أورشليم" وظهر من نسل هذا السبط "داود" ومن بعده "سليمان"».

لم الخجل من كلمة "أورشليم"؟!

«يبتعد الكثير من العرب عن النطق بكلمة "أورشليم" ويستعيضون عنها بكلمة "القدس" ظنا منهم أنها كلمة عبرية وهذا الأمر خطأ. اسم "أورشليم" ليس عبريا ويجب ألا نتحرج من قوله لأنه اسم كنعاني واسم قديم سرقه اليهود كما سرقوا الكثير من الأمور».

أما المفاجأة التي يفجرها ويقول أنها مدعمة بالكثير من الوثائق فهي أنه حتى اللغة العبرية المتداولة حاليا هي لغة "مسروقة" أيضا حيث يضيف قائلا:

«اغتصبوا أرض فلسطين واغتصبوا اللغة معها أيضا. إن اللغة "العبرية" التي يتحدثون بها حاليا ليست لغتهم الأصلية حيث عندما دخلوا هم "فلسطين" أخذوا هذه اللغة والتي هي لغة كنعانية في الأساس. والأمر مدعم بالوثائق لدرجة أن كتابهم ذاته (التوراة) يقول عنها أنها "لسان كنعان" والتي تعني (لغة كنعان). حتى الكتابة العبرية هي كتابة آرامية وهم أنفسهم يسمونها "الكتابة الآرامية المربعة" ثم أوجدوا بعد ذلك خطا آخر مشتق من هذا الخط ليكتبوا به لغتهم».

الحق التاريخي... أين هو؟

يدعي اليهود دوما أن لهم "حقا تاريخيا" في "فلسطين"، ولكن أين إثبات هذا الحق؟ يقول الدكتور "أحمد":

«تشير المصادر اليهودية إلى أن دخولهم "فلسطين" كان في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. إذا نظرنا إلى المصادر التاريخية التي تتحدث عن شعوب تلك الفترة فسنجد أنها كانت فترة الملك الفرعوني "رعمسيس" في مصر وابنه "ميرنبتاح". أما في الشمال الشرقي فكان "الحثيون"، أما في الشرق فكانت الحضارة الآشورية قد بدأت بالبزوغ. كل الوثائق الموجودة لدى هذه الحضارات لم تشر إلى اليهود أو خروج النبي موسى من مصر. يسأل الكثير من الباحثين عن الفرعون الذي عاصر خروج اليهود من "مصر"، ولكن لا شيء مؤكد حتى الآن. يذكر "ميرنبتاح" في أخباره عن حملة قام بها إلى "فلسطين" يرد فيها ذكر قوم اليهود بشكل غير مباشر حيث يقول أنه عندما وصل إلى تلك المناطق صاح الثائرون فيها "شالوم" أي "سلام" رغبة منهم في الاستسلام. ولكن هذا الكلام مكتوب بالهيروغليفية الأمر الذي تقول بعض المصادر أن لا علاقة له بالإسرائيليين للعديد من الأسباب».

ويتابع الدكتور "أحمد" الحديث عن الشواهد التاريخية التي قد تكون قد أشارت إلى وجود اليهود في هذه المنطقة فيقول:

«لدينا رسائل "تل العمارنة" التي تعود إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد والتي كتبها حكام سورية وبلاد الرافدين والحثيين من جهة، وحكام "فلسطين" والذين كانوا من الناحية الشكلية يخضعون إلى حكم "مصر" في زمن الفرعون الشهير "أخناتون" والذي أول من وحد الآلهة وأعلن عبادة الإله الواحد الأحد. تذكر هذه الرسائل كلمة "عبر" أو "عفر" الأمر الذي قال عنه بعض الباحثون أنها تذكرنا بكلمة "عبري". أدت هذه الكلمة إلى عقد مؤتمر في "باريس" في العام /1953م/ من أجل البحث في معنى هذه الكلمة وعلاقتها بالعبريين أو اليهود. ورغم احتواء المؤتمر على عدد كبير من الباحثين والمختصين إلا أن الواقع أثبت وبعد مباحثات كبيرة عدم الوصول إلى نتيجة لهذه الكلمة إلا أن التفسير الأقرب لها كان أن هذه الكلمة كانت قد كتبت باللغة المسمارية (التي كانت اللغة الدولية مثل اللغة الانكليزية اليوم) على أنها كلمة "خبيرو" لأنه لا يوجد في المسمارية حرف العين. أما معنى كلمة "خبيرو" فهي ترمز إلى قطاع طرق وشذاذ أفاق ومرتزقة كانوا يعملون لدى الملوك مقابل النقود. هل هؤلاء هم نفسهم العبريون؟ لا توجد إجابة شافية عن هذه حتى الآن».

أما حق اليهود بأن أرض "فلسطين" لهم فيقول بأنه غير منطقي والسبب كما يقول:

«يذكر التوراة أرض "فلسطين" باسم "أرض كنعان" وهذا تأكيد للحقيقة القائلة بأن الكنعانيين هم سكان فلسطين الأوائل. من هم الكنعانيون؟ هم قوم ساميون بحسب المصطلح وهؤلاء الساميون سماهم المؤرخون أيضا "العموريين" حيث قاموا بالتمييز بينهم وبين الكنعانيين والذي قالوا عنهم أنهم الذين أنشؤوا مدن الساحل، بينما كان "العموريون" هم من أقام الدول داخل سورية. عند النظر إلى أسماء الأماكن في "فلسطين"، سنجد أنها أسماء سامية كنعانية مثل اسم "جبل الكرمل" (الذي يعني "البستان المشجر")، ونهر "الأردن" الذي هو اسم سامي أيضا، ونهر "اليربوك" (وهو نهر "الزرقاء" حاليا) وهو اسم سامي. والكثير أيضا من أسماء المدن الموجودة في "فلسطين" هي أسماء كنعانية أو عمورية يعتبر أبرز مثال عليها هو اسم "بيت لحم" وكلمة لحم ليست كما هي باللغة العربية إنما تعنى باللغات السامية الخبز. وتعني الكلمة "مكان عبادة الإله لخم". يطلب الإسرائيليون العودة إلى التاريخ وتغيير أسماء المدن إلى اللغة الإسرائيلية والتي هي في الأصل كنعانية. كتابهم يقول عنها "أرض كنعان" فكيف يقولون عنها أرضهم، ويقول كتابهم أيضا جملة على لسان سيدنا إبراهيم يقول فيها "أنا غريب في أرض كنعان"؛ فكيف تكون هي الأرض الموعودة؟!».

أما التفسير لوجود أسماء لعدد كبير من الأقوام داخل "التوراة" فيعلل ذلك بالقول:

«يذكر التوراة عددا من أسماء الشعوب أغلب الظن أنها تعود إلى شعب واحد هو الكنعانيون وذلك مثلما نقول حلبي أو حمصي أو دمشقي والذين هم في النهاية سوريون كلهم، والظاهر في ذكر كل هذه الأسماء هو الافتخار بأن اليهود هزموا كل هؤلاء الشعوب ضمن "فلسطين" حيث تقول "التوراة" أن وجود هؤلاء لأمم كان بلاء وامتحان من الله لهم».

وفي تصريح خاص لموقع "eSyria" عن السبب الذي دفعه بالحديث عن هذا الموضوع من وثائق اليهود يجيب بالقول:

«بالنسبة لنا فإن إعلامنا مقصر وقاصر أن يصل لهم. كل المعلومات التي ذكرتها معروفة ولدي المستندات والشواهد الكثيرة عليها وهي معلومات موثقة ومعروفة في الشرق والغرب إنما الإعلام لدينا مقصر. والسبب الآخر الذي يعود لعدم اهتمام الغرب بكلامنا هو رؤيتهم لنا في خلافات تجاه بعضنا البعض فهناك دول ممانعة ودول معتدلة الأمر الذي أضعف مصداقيتنا أمام الدول الأخرى».

حاول الدكتور "أحمد" أن يستخدم الوثائق التي لدى اليهود والتي يطالبون بها بحقهم في أرض "فلسطين" لدحض ادعاءاتهم وكشف كذبهم أمام العالم الأمر الذي يضع الكرة الآن في ملعب الإعلام الذي من واجبه أن يسلط الضوء على هذا الموضوع ويكشف زيف الإدعاءات الصهيونية أمام العالم.