«لأول مرة في "بانياس"، يتوفر لدينا طير "الفري" المدجن والمربى بأفضل طرق التربية والتغذية والرعاية الصحية...» بهذه الكلمات بدأ الإعلان الذي اكتشفه أبناء المنطقة.

eSyria زار وبتاريخ 25/4/2009 الطبيب البيطري "محمد بياسي"، لمعرفة عناصر تميز هذه التجربة في تربية الطيور الداجنة، وعدم وجودها سابقاً على هذا النحو كما يشير إعلانه.

صنعت عدة نماذج من أقفاص التربية حتى ابتكرت النموذج الأفضل من حيث القياسات والشبك، فاستنتجت مواصفاته المناسبة وكل ذلك قمت به بنفسي وبشكل يدوي

أخبرنا السيد "محمد" عن خبرته الطويلة في مجال تربية الدواجن فقال: «الخبرة هي حصيلة 20 عاماً في مداجن الدولة، حيث أحلت على التقاعد منذ حوالي سنتين، وقد سافرت إلى "إيطاليا" لاتباع دورة دواجن لمدة ستة أشهر إضافة إلى دورة اطلاعية في "هولندا" لمدة شهر ونصف في مجال الدواجن».

أصناف مختلفة من "الفري"

المشروع الذي يعد غير مسبوق على أدنى تقدير في مدينة "بانياس"، قال عنه: «فكرت عند إحالتي إلى التقاعد الاستفادة من خبرتي هذه بنوع من التجربة الجديدة لتحقيق جدوى اقتصادية تساعد في الأمور المعيشية، كما أنها تجربة يمكن أن تفيد الكثيرين، على الأقل بإمكانية تحقيق اكتفاء ذاتي إذا لم يريدوا الاستفادة الاقتصادية».

الجديد في هذه التجربة هو استخدام الأقفاص، وعنها قال: «بما أنه ضمن مجال عملي وهو غير مسبوق بالنسبة لتربيته في الأقفاص، قمت ببعض البحوث لاستقصاء هذا الموضوع فلم أجد أي معلومات موثقة في الأسواق أو حتى في الإنترنت عن طريقة صناعة الأقفاص أو تربيته بهذه الطريقة، فكلّ المعلومات التي وجدتها لم تجدِ».

"صغار الفري" بعد خروجها من البيض

وتطبيقاً لمقولة "من لا يخطئ لا يتعلم" كان وصوله إلى غايته، حيث قال: «صنعت عدة نماذج من أقفاص التربية حتى ابتكرت النموذج الأفضل من حيث القياسات والشبك، فاستنتجت مواصفاته المناسبة وكل ذلك قمت به بنفسي وبشكل يدوي».

وعند سؤالنا عن سبب اختيار هذا النوع من الدواجن أجاب بالقول: «بسبب جودة "الفري" من حيث لحمه، فهو قليل الكولسترول وأليافه العضلية ناعمة فيكون لحمه طرياً دوماً، إضافةً إلى توزع الدهن بشكل بسيط في كلّ جسم الطائر، لذلك للحمه هذا المذاق المميز.

بيض "الفري"

وهناك مراجع كثيرة تشير إلى أنه مدر للبول، مفتت للحصى، ومساعد على زيادة الخصوبة وعلاج آلام المفاصل، وذلك حتماً باستمرارية تناوله».

وأضاف: «بيضه أيضاً يحتوي على نسبة دهون ويحتوي على فيتامينات وأملاح أكثر من بيض الدجاج (ريبوفلافين، نياسين)، ولهذا ينصح به لتغذية الأطفال، وهذا مذكور في مراجع عديدة.

يمكن تربيته في المنزل على الشرفة أو على السطح، وعندما تكون كمياته للمنزل لا يشكل أي إزعاج، وبذلك يتأمن اللحم والبيض، ويمكن استخدام فقاسة صغيرة مما يشكل اكتفاء ذاتياً».

وعن الميزات الأخرى إضافة للقيمة الغذائية التي يتفوق بها على أقرانه أضاف: «هناك ناحية مميزة لـ"الفري" وهي مقاومته للأمراض بشكل قوي جداً بخلاف الدواجن العادية، وحتى الآن لم نقم بإعطاء أي لقاحات، ونعتمد فقط على الفيتامينات، ويمكن تحضيره بمختلف الطرق لكنه يعطي مذاقه المميز بالشوي بإضافة الزيت والحامض والثوم والكزبرة، وإضافة الكزبرة هي من أجل الطعم أو إزالة صعوبة الهضم للمصابين بأمراض الكبد».

المعلومات التي تحتاج إلى مثل خبرته الطويلة عن أحد أشهر طيور المنطقة الساحلية شرحها بالقول: «يحتاج بيض "الفري" ليفقس إلى 17 يوماً بدرجة حرارة 37.6، وهنا نتركه حتى فترة 35 إلى 40 يوماً، أو نتركه كأمهات لأنه يبدأ البيض من عمر 45 إلى 50 يوماً، وبالنسبة لوزنه فهو يصل إلى 200 غرام بعمر 35 يوماً».

"الفري" الذي يدعى أيضاً "السمان" أو "السلوى" يعد من الطيور التي تسكن مختلف الغابات الحراجية، وعنها شرح قائلاً: «يمكن أن يعيش "الفري" حتى ثماني سنوات في الطبيعة ووزنه عندها يمكن أن يصل إلى 350- 400غ بحسب نوعه، الموجود في بلادنا هو الياباني (الآسيوي) وعندنا هنا أيضاً الأسترالي.

وللتربية الاقتصادية يجب أن يبقى لمدة سنة كحد أقصى لأنه يشكل خسارة بعد ذلك لعدم الاستفادة من لحمه أو بيضه وذلك بحسب منحى الإنتاج».

قمت بتخصيص شقة هنا للبدء وما أزال في البداية، وسنخصص مكانأً أكبر من الممكن أن يكون في بيوت بلاستيكية ننقل إليها الأقفاص».

"النفج" كما هو معروف محلياً لا يحتاج إلى تغذية مميزة، وعنها ختم السيد "محمد" حديثه فقال: «تغذيته هي نفس أغذية وعلف "الدجاج" بحسب الصنف- لبيضه أو للحمه، وهذه التجربة من حيث تربية الأقفاص على الأغلب هي الأولى من نوعها بحسب معرفتي، لكن هناك التربية الأرضية التي تعد ذات مساوئ أكثر مثل الحاجة إلى مساحة أكبر».