قدّمَ الأستاذ الباحث "يوسف الجادر" وبتاريخ (6/4/2009)م دراسةً تحليلية في بنية الأغنية الشعبية، متناولاَ بها عدّة نماذج من الأغاني الشعبية في منطقة "جرابلس"، وذلك في صالة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في "جرابلس" ضمن فعاليات مهرجان "جرابلس" السابع...

حيثُ بدأ الأستاذ "الجادر" دراسته بالتطرق إلى أهمية الأغنية الشعبية باعتبارها مؤصلاً حقيقيا للمناطق التي انطلقت منها، ثم قدّم عدّة نماذج من الأغاني الشعبية التي تنتمي لمنطقة "جرابلس"، مستعينا في ذلك بتقديم تسجيلات صوتية توثق هذه الأغاني.

الأغنية الشعبية عميقة في التاريخ لما فيها من دلالات تعبرُ عن مشاعر الشعوب في تجمعها وفي لحظة تكونها، لكن الأغنية الشعبية كمصطلح بدأ يتشكل من خلال الدارسين والباحثين الأوربيين في عصر النهضة، وهو من المصطلحات الحديثة التي دخلت لغتنا العربية بعد أن استقر مفهومها لدى الدارسين الأوربيين، وتبينُ الدراسات أن الأغنية الشعبية عميقة في التاريخ وترجع جذورها إلى طقوس الخصب في الحضارات القديمة..

هذا وقد كان لموقع eSyria حديثا مع الأستاذ "يوسف الجادر" عن الأغنية الشعبية في "جرابلس"، فبدأ كلامه بالإشارة إلى اصطلاح الأغنية الشعبية قائلا:

مع eSyria

«الأغنية الشعبية عميقة في التاريخ لما فيها من دلالات تعبرُ عن مشاعر الشعوب في تجمعها وفي لحظة تكونها، لكن الأغنية الشعبية كمصطلح بدأ يتشكل من خلال الدارسين والباحثين الأوربيين في عصر النهضة، وهو من المصطلحات الحديثة التي دخلت لغتنا العربية بعد أن استقر مفهومها لدى الدارسين الأوربيين، وتبينُ الدراسات أن الأغنية الشعبية عميقة في التاريخ وترجع جذورها إلى طقوس الخصب في الحضارات القديمة..».

أما عن أنواع الأغاني الشعبية في "جرابلس" فقد قال:

يوسف الجادر

«من خلال المادة المتوفرة بين يديَّ يمكننا تقسيم الأغاني الشعبية في "جرابلس" إلى ثلاثة أقسام، وهذه الأقسام تندرج ضمن التقسيمات المادية أي من المواد والمصادر التي سمعتها.

أول هذه الأقسام هو: (الأغنية الشعبية الجرابلسية ذات البعد الغنائي الفراتي والجزراوي) إذْ أن الأغنية الجرابلسية المتأثرة بثقافة الفرات والجزيرة هي أغنية لها طعم خاص في "جرابلس"، لأن المجتمع الجرابلسي يعيد صياغة وإبداع الأغنية المعروفة والممتدة على الشريط الفراتي والجزيرة فيصبح لها روح جديدة ونكهة خاصة ومناخ جمالي مرتبط بمنطقة "جرابلس" بالذات، وتحمل هذه الأغنية بين طياتها مخزون الفرات بأبعاده الجمالية والمكانية، وتسير وفق النغمة الفراتية من حيث الأداء الموسيقي والتي تتميز بالوجد والحزن والغزارة بمفردات الغياب والشوق ومرارة الفقد، لكنها بالمقابل ومن الناحية الإيقاعية تلتصق بإيقاعات الدبكة والرقص وتتطابق إلى حد بعيد مع حركة الدبيكة والرقيصة في غمرة فرحهم.

ثانيا: (الأغنية الشعبية الجرابلسية ذات البعد التركي)، حيث يتميز هذا النوع من الغناء بتأثره بمحيطه القريب من الموسيقا التركية بنغماتها وأجوائها المتعددة، ويميل تأثر الأغنية الشعبية في "جرابلس" إلى أغاني الجنوب التركية وسهل "أورفة" بحكم الامتدادات الجغرافية والاجتماعية بين مناخ "جرابلس" الاجتماعي ومناخ جنوب "تركيا"، لذلك دخلت النغمات التركية والأغنيات بكامل ألحانها لتعيد غنائها "جرابلس" بروح جديدة، وتغيّر من كلماتها مع الحفظ على التيمات الأساسية لكل أغنية.

أما القسم الثالث فهو: (الأغنية الشعبية الجرابلسية الخاصة في مدينة جرابلس)، وهي الأغنية الشعبية في "جرابلس" التي لها خصوصيتها وبعدها المكاني والاجتماعي، ولا تغنى بأي مجتمع قريب أو بعيد إلا في "جرابلس"، وهذه الأغنية نتيجة تعدد أصواتها من المنخفض إلى العالي عبر مقاطعها الصوتية تشير إلى خصوصية الأغنية، وربما هي من تأليف أحد المبدعين المجهولين كلماتاً ولحناً، لكنها منتشرة في "جرابلس" ومنطقتها وتغنى بكثرة في الأعراس والمناسبات إلى وقتنا الحالي، ومثال ذلك أغنية (النوب)، وحرصاً على أن تبقى في الذاكرة تتناقلها الأجيال فقد أرشفتها كما هي من إحدى المغنيات الشعبيات في "جرابلس" وكلمات الأغنية تقول:(النوب النوب، النوب عيوني النوب، إن ماجيت النوب.. لا أكشم الثوب)..».

بقي أن نذكر أن الأستاذ "يوسف الجادر" من أبناء مدينة "جرابلس" يعمل في الإعلام الموسيقي في عدة صحف كـ (النور، تشرين..)، باحث مهتم في الأغنية التراثية..