تظهر عادةً علامات نبوغ الأشخاص الموهوبين وتفوقهم في سن مبكِّرة، ومن يتتبع سير هؤلاء، سيجد أن طفولتهم كانت تبشِّر بمقدم مبدعين يرفدون الإنسانية بنتاجاتهم الفريدة، ولعلَّ من بين هؤلاء، هو الطفل "حسين حمداوي" من أبناء مدينة "الرقة"، الذي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، والذي أثبت وجوده في كل المشاركات التي قام بها في مجال الرسم والنحت.
تُرى هل ستكون "الرقة" على موعد معه في السنوات القادمة، وهو يشغل ركناً خاصاً في الساحة الفنية؟ أم أن ظروف الحياة لها رأي آخر؟ سؤالان، لا بدَّ أن يجيب المستقبل عنهما ذات يوم.
في الحقيقة، أن أكثر الأشخاص الذين تأثرت بفنهم، هما أخواي النحاتان "محمود" و"أحمد"، واللذان يعملان في مدينة "دمشق" في مجال الفن التشكيلي، حيث كنت أندهش وأنا أراهما يصنعان التماثيل الضخمة من الحجر القاسي، والتي كانت تُظهر أدق التفاصيل، بالإضافة إلى موهبة الرسم التي يتمتعان بهما، ولا أنسى باقي أفراد العائلة، الذين يتمتعون جميعهم بموهبة الرسم والنحت، فهؤلاء مجتمعين، هم الذين تأثرت بفنهم، حيث أن اللوحات الأولى التي رأيتها في حياتي كانت من أعمالهم، ولم يبخلوا عليَّ يوماً بإسداء النصائح الفنية، ومن خارج العائلة، تأثرت بأعمال النحات "أيمن ناصر"، الذي شجَّعني كثيراً وأعطاني الكثير من أسرار الفن
موقع eRaqqa وبتاريخ (12/4/2009)، التقى معه، وسأله عن بدايات علاقته بالفن، والظروف التي رافقت ذلك، فأجاب قائلاً: «أنا من مواليد مدينة "الرقة" عام /1997/م، درست الصف الأول في مدرسة "السباهية" الابتدائية، وكانت معلمتي تطلب مني الرسم على السبورة، فأدرَكتْ أنني امتلك موهبة فطرية في مجال الرسم، وكانت تشجعني كثيراً على الاستمرار في تعلم ودراسة هذا الفن، وكنت في ذلك الوقت، أقوم في البيت بصنع أشكال من الطين، تمثل طيوراً وحيواناتٍ مختلفة، ثم انتقلت في الصف الثاني إلى مدرسة الشهيد "علي دهام"، حيث شاركت هناك بأول مسابقة لي، وهي مسابقة يوم الطفل العالمي، وحصلت فيها على المركز الأول، وتم تكريمي من قبل إدارة المدرسة، كما شاركت في ذات العام، بمسابقة النحت التي أقامتها منظمة طلائع البعث، وحصلت على المركز الثاني، حيث صنعت تمثالاً من الطين يمثل أسداً بطول /20/سم وارتفاع /15/سم.
وفي الصف الثالث، وبسبب تغيير مكان سكن العائلة، انتقلت إلى مدرسة "موسى ابن نصير"، ولا أنسى يومها موقف معلمتي "سمية عفار" في مدرسة "علي دهام"، عندما ضمتني إليها وقالت لي وهي تبكي: «لقد خسرناك يا حسين»، وكان ذلك في الفصل الدراسي الثاني، من عام /2006/م، إلا أنني في هذه المدرسة الجديدة، لقيت تشجيعاً لا يوصف من قبل مديرها سابقاً الأستاذ "محمد المايل"، والذي أعطاني وسام شرف، بمجرد رؤيته لدفتر الرسم خاصتي، وبفضل تشجيعه ومتابعته، شاركت في ذلك الوقت بمعرض جماعي للرسم، أقامته منظمة اتحاد شبيبة الثورة، حيث تم افتتاحه في صالة مديرية الثقافة في "الرقة"، وقد كنت الطليعي الوحيد الذي شارك بهذا المعرض، وقد كان بعنوان "تحية لياسمين دمشق".
وعلى إثر هذا المعرض، دُعيت للمشاركة بالمعسكر الفني للشبيبة، وذلك في عطلة الصيف لعام /2006/، وقد استمر المعسكر لمدة /7/ أيام، وقد ترك هذا المعسكر علامة فارقة في حياتي الفنية، حيث كان يشرف علينا الفنان التشكيلي "أيمن ناصر"، الذي تعلمت منه الكثير عن أسرار فن الرسم والنحت، وقد كان معجباً جداً بما كنت أنجزه من لوحات أو منحوتات، ولعلَّ إعجابه هذا، يعود لحداثة سني وقصر تجربتي، وفي نهاية المعسكر، أقيم معرض لأعمال الطلاب المشاركين، وكنت أيضاً الطليعي الوحيد المشارك فيه، وقد كان من ضمن المشاركين في المعسكر، أخواتي: "جورين" و"جيهان" و"دلال" و"مديحة".
وقد تم تكريم والدتي في نهاية المعرض، بالنيابة عنَّا جميعاً، كونها صاحبة الفضل علينا جميعاً، لما قدمته من تضحيات وتشجيع في سبيل تحقيق أحلامنا في مجال الفن.
وبعد هذا المعرض مباشرةً، أقمنا أنا وأخواتي معرضاً لصالح المعسكر الفلكي، الذي أقيم في مدرسة "أبو بكر الرازي"، وذلك بطلب من إدارة المعسكر، وفي عام /2007/م، انتقلت إلى مدرسة "الإتحاد العربي" وأنا في الصف الرابع، وكان مدير المدرسة أيضاً، هو الأستاذ "محمد المايل"، حيث قام بتكريمي، لتفوقي بكافة المواد، حيث أهداني مجموعة كبيرة من الألوان، المائية والزيتية والخشبية، وهي من أجمل الهدايا التي تلقيتها حتى الآن.
وقد شاركت في هذا العام بمسابقة رواد الطلائع، وحصلت بفضل الله على المركز الأول، وبعدها مباشرة، قمت بالمشاركة بمعرض أقيم في حديقة "الرشيد" العامة، وهو بعنوان "تحية لعمال النظافة"، كما و شاركت في تجمع الفنانين، الذي أقيم بمناسبة انتصار المقاومة في غزة، وقد نالت لوحتي إعجاب الفنانين، واعتبروها أجمل لوحة في المعرض، طبعاً كان ذلك من باب التشجيع.
وفي عام /2009/ شاركت في مسابقة الرواد في "الرقة"، ونلت المركز الأول على مستوى المنطقة، ثم نلت بعدها المركز الأول على مستوى المحافظة، وسيتم تكريمي قريباً إنشاء الله في مدرستي، من قبل إدارة المدرسة، وأخيراً، فإنني أحضر معرضاً ثنائياً مع أختي الصغرى "صباح"، وهي في الصف الأول، وسيكون ذلك في نهاية العام الدراسي الحالي (2008 ـ 2009)».
وعن الأشخاص الذين تأثر بهم "الحمداوي" فنياً، تحدَّث قائلاً: «في الحقيقة، أن أكثر الأشخاص الذين تأثرت بفنهم، هما أخواي النحاتان "محمود" و"أحمد"، واللذان يعملان في مدينة "دمشق" في مجال الفن التشكيلي، حيث كنت أندهش وأنا أراهما يصنعان التماثيل الضخمة من الحجر القاسي، والتي كانت تُظهر أدق التفاصيل، بالإضافة إلى موهبة الرسم التي يتمتعان بهما، ولا أنسى باقي أفراد العائلة، الذين يتمتعون جميعهم بموهبة الرسم والنحت، فهؤلاء مجتمعين، هم الذين تأثرت بفنهم، حيث أن اللوحات الأولى التي رأيتها في حياتي كانت من أعمالهم، ولم يبخلوا عليَّ يوماً بإسداء النصائح الفنية، ومن خارج العائلة، تأثرت بأعمال النحات "أيمن ناصر"، الذي شجَّعني كثيراً وأعطاني الكثير من أسرار الفن».