:«صناعة الفسيفساء مهنة قديمة لدينا في "معرة النعمان"، ويدل على ذلك الآثار واللوحات المطعمة بالفسيفساء من عصور مختلفة والموجودة في متحف "المعرة"، وأنا دعيت لترميم بعض هذه اللوحات والإشتراك في تجهيزها بدعوة من المرحوم "كامل شحادة" حين كان مدير المتحف سابقاً». والكلام للسيد "طارق حداد" وهو فنان في صناعة القطع واللوحات الفسيفسائية وصاحب أكبر مشغل فسيفساء في "المعرة"، وقد التقاه موقع eIdleb في معرضه الخاص والواقع على الطريق العام شرقي المدينة، فأضاف عن عمله في هذا المجال قائلاً:
«شهادتي العلمية هي الثانوية الصناعية لكن ظهرت ميولي في سنٍ مبكرة تجاه الرسم والألوان، وعملي الحقيقي في مجال قطع الفسيفساء بدأ منذ /10/ سنوات، واتجهت إلى العمل التجاري المُتقن، فلدي اليوم مشغل لصناعة اللوحات والقطع ومعرض فني و تجاري يحوي صوراً نادرة وتاريخية، وهو الأكبر من نوعه في منطقة "المعرة"، وشهرته واسعة على مستوى القطر».
ألوان اللوحة الفسيفسائية الطبيعية تظهر بعد مسحها بالماء أو وضع طلاء شفاف عليها كما يمنع عنها الغبار، ويلعب اختيار اللون وتنويعه دوراً في جمال الصورة ورونقها الفني، ويمكن للَوحة الهندسية أن تُوضع كأرضية في منزل وتُصقل على مستوى سطح الأرض وأغلب الناس يفعلون ذلك، أما اللوحات العادية فهي دائماً ما تكون جدارية
وعن خطوات عمل اللوحة الفسيفسائية وأصنافها قال: «أي مهنة تعتمد على الفن مثل عمل اللوحات الفسيفسائية هي مهنة بسيطة وغير معقدة لكن لمن لديه لمسة ذوق ودقة انتباه، وطبعاً الفسيفساء هي حبات صغيرة من الرخام الملون الطبيعي وتأتي على شكل قضبان طويلة ورفيعة، فأنا أقوم برسم الصورة وسحبها على آلة طباعة ليزرية دقيقة، وأضع الرسمة على شبك من الخيوط الزجاجية ثم أقوم بالخطوة الأدق والأهم وهي تقطيع قضبان الفسيفساء ولصقها على الشبك بمادة لاصقة، مقدراً أبعاد كل جزء من أجزاء اللوحة مقارنةً مع الصورة.
وتُصنف اللوحات إلى هندسية وتقوم على تطبيق شكل هندسي معين ومتشابه من جميع الأطراف، وهناك اللوحات العادية وتعتمد على رسوم مستمدة من التاريخ أو الحاضر أو من الفنون الشعبية أو صور المشاهير، وشغل هذا النوع صعب مقارنةً بشغل اللوحات الهندسية لأن تطبيق اللوحة لا يعتمد فقط على الصورة بل على خيال الفنان الذي يصنعها».
«ألوان اللوحة الفسيفسائية الطبيعية تظهر بعد مسحها بالماء أو وضع طلاء شفاف عليها كما يمنع عنها الغبار، ويلعب اختيار اللون وتنويعه دوراً في جمال الصورة ورونقها الفني، ويمكن للَوحة الهندسية أن تُوضع كأرضية في منزل وتُصقل على مستوى سطح الأرض وأغلب الناس يفعلون ذلك، أما اللوحات العادية فهي دائماً ما تكون جدارية».
وأضاف السيد "طارق" عن سر اكتسابه لهذا الفن: «عملت سابقاً في مهنة تصميم الديكورات التي تعتمد أساليب قص الرخام، وتعاوني مع متحف "المعرة" في إعادة ترميم بعض اللوحات أكسبني مهارة إضافية مستمدة من فنون الفسيفساء القديمة، وسهل لي الحصول على رخصة فتح المشغل والمعرض، وقد شاركت في مهرجان "أبي العلاء المعري" وأعمالي مطلوبة في كافة أنحاء سورية وأرسلها إلى العديد من الدول مثل قبرص واليونان والسعودية».