كثيرة هي الأكلات الشعبية في محافظة "إدلب" فلكل بلدة من بلداتها ما يميزها عن غيرها، ومن هذه الأكلات الأكثر شهرة في المحافظة، في بلدة "الفوعة" أكلة "النشى" التي ارتبط تحضيرها بمناسبات الأعياد والأفراح فلا تحضر إلا في مناسبات كهذه.

فإعداد هذه الأكلة بنظر أهل "الفوعة" يعتبر معياراً لمدى براعة المرأة في الأعمال المنزلية إضافة إلى كونها من الأكلات المحببة في العيد فمهما قاموا بشراء الحلويات الجاهزة من الأسواق لابد من تحضيرها والذي يتقاعس عن إعدادها يعتبرونه غير مسرور بالعيد، فهي إذا شعارهم المميز لحلول السعادة.

تعتبر هذه الأكلة الشعبية التي ورثناها عن آبائنا وأمهاتنا من أهم القواسم المشتركة بين جميع أبناء البلدة حيث تعتبر الشعار الرئيسي للتحضير للعيد فيوم العيد تقوم النساء باختبار مدى براعتهن بأعمال المنزل من خلال تذوق شيء من هذه الأكلة عند تبادل الزيارات حيث تقول الواحدة للأخرى أعطينا لكي نتذوق "النشى" الذي عملتيه حيث تعتبر من قامت بتحضيرها بشكل جيد من البارعات بأعمال المنزل وهذا يدل على ذوقها في أعداد الطعام وتتألف هذه الأكلة من مكونات بسيطة قوامها القمح المجروش والسكر والماء

وعن طريقة تحضير هذه الأكلة حدثتنا الحاجة "نورية حمود" إحدى النساء البارعات بتحضيرها والمشهود لهم ببراعتها من جميع سكان بلدتها عندما التقاها موقع eIdleb بتاريخ/2/3/2009/ لتحد ثنا عن تحضير هذه الأكلة وماهي المواد اللازمة لتحضيرها حيث بدأت القول:«تعتبر هذه الأكلة الشعبية التي ورثناها عن آبائنا وأمهاتنا من أهم القواسم المشتركة بين جميع أبناء البلدة حيث تعتبر الشعار الرئيسي للتحضير للعيد فيوم العيد تقوم النساء باختبار مدى براعتهن بأعمال المنزل من خلال تذوق شيء من هذه الأكلة عند تبادل الزيارات حيث تقول الواحدة للأخرى أعطينا لكي نتذوق "النشى" الذي عملتيه حيث تعتبر من قامت بتحضيرها بشكل جيد من البارعات بأعمال المنزل وهذا يدل على ذوقها في أعداد الطعام وتتألف هذه الأكلة من مكونات بسيطة قوامها القمح المجروش والسكر والماء».

الحاجة نورية الحمود

وعن تحضيرها تقول السيدة "نورية" في اليوم الذي يسبق يوم العيد نقوم بجرش كمية مناسبة من "القمح" حيث كنا نقوم بهذه العملية على "الرحى" سابقا أما اليوم فتتم على "المجرشة الألية" إلى درجة معينة من النعومة فتصبح أشبه بالبرغل ثم نقوم بغربلة "القمح المجروش" ب"المنخل" حتى نتخلص من القشور والطحين الناتج من عملية الجرش ثم نقوم بتنقيتها من الشوائب بشكل جيد ثم نقوم بنقع هذا القمح بالماء لمدة أكثر من خمس ساعات حتى يتشرب القمح الماء بشكل جيد ثم نقوم ب"مرسه" باليد بشكل جيد حيث يخرج منه الماء بلون أبيض فيوضع الماء الناتج في وعاء وتعاد العملية أكثر من مرة حتى يخرج الماء من المنقوع صافي وهذا دليل أن لم يعد في القمح مواد منحلة ويترك الماء الناتج لفترة قصير حتى يترسب "النشى" في أسفل الوعاء ثم نقوم بأخذ كمية من الماء من هذا الوعاء الذي ترسب في أسفله "النشى" ونضيف له مقدارما أخذنا من الماء سكر ويحرك الخليط حتى يذوب السكر في الماء ثم تأتي عملية "الطبخ" حيث يحضر وعاء من النحاس على موقد أختلف حسب كل فترة فقديما كنا نستخدم "الموقدة" وبعدها "ببور الكاز" والآن نستخدم "الغاز" حيث يتم صب المزيج في الوعاء على الموقد مع التحريك المستمر حتى لا يحترق ويبقى التحريك مستمر حتى تنضج الأكلة ونقوم بنقلها إلى صحون وهي ساخنة مع التحريك أيضا حتى لا تجمد وبعد أن تصب في الصحون تبرد وتأخذ شكل الوعاء الذي تصب فيه ويضاف لها القرفة وتكون جاهزة للأكل».

نورية الحمود أمام الموقدة القديمة في منزلها
بعض الأواني النحاسية التي تستخدمها الحاجة نورية