تتميّز منطقة "عفرين" (منطقة الـ / 12/ مليون شجرة زيتون) بإنتاج وصناعة أجود أنواع الصابون الذي يعد مفخرة الصناعات السورية منذ أكثر من أربعة آلاف عام، حيث كان أجدادنا يقومون ومنذ أقدم الأزمنة بتصنيعه يدوياً في هذه الأرض الخيّرة ومن ثم تصديره إلى مختلف أصقاع الأرض.
وللتعرّف أكثر على هذه الصناعة السورية العريقة قام موقعeSyria بتاريخ 11/1/2009 بزيارةً إلى إحدى معامل إنتاج الصابون في منطقة "عفرين" وهناك التقينا بالأستاذ "خليل يوسف" صاحب شركة "حسين" لصناعة وتجارة الصابون وأجرينا معه اللقاء التالي:
لقد تم تأسيس شركة "حسين" منذ /25/ سنة وتحديداً في العام /1983/ وهي شركة نصف آلية تقوم منذ ذلك التاريخ بإنتاج الصابون البلدي مكمّلة بذلك مسيرة الأجداد في هذه الصناعة العريقة
** «لقد تم تأسيس شركة "حسين" منذ /25/ سنة وتحديداً في العام /1983/ وهي شركة نصف آلية تقوم منذ ذلك التاريخ بإنتاج الصابون البلدي مكمّلة بذلك مسيرة الأجداد في هذه الصناعة العريقة».
** «يتكون الصابون من ثلاثة مواد أساسية وهي: (زيت البيرين) وهو الزيت المستخرج من مخلفات الزيتون المجروش في معامل خاصّة، و(ماءات الصوديوم) وهي الأملاح الناتجة من عملية تحلية مياه البحر ومعالجتها ويتم استيرادها من عدة دول أهمها "ألمانية" و"الكويت" و"رومانية"، حديثاً أصبحت هذه المادة متوفرة في "سورية"، والمادة الثالثة هي (زيت الغار) الذي يُستعمل كمعطّر وكمادة مطرية لجسم الإنسان أثناء الاستحمام ويتم استيراده من "تركية"».
** «تمر صناعة الصابون بعدة مراحل حتى يصبح جاهزاً للاستعمال وهذه المراحل هي (مرحلة التحضير) حيث يتم فيها وضع كمية من الماء في حلّة كبيرة ومن ثم يُضاف إليه ماءات الصوديوم ويُشعل النار تحتها لمدة ساعتين تقريباً حيث يصبح جاهزاً لاستقبال زيت البيرين».
«وفي المرحلة التالية التي تُسمى بـ (مرحلة التمويت) يتم إضافة الزيت إلى الحلّة ويتم غليها لمدة خمس ساعات تقريباً وفي هذه المرحلة يجب العمل على تمويت الزيت وجعله يتجانس مع ماءات الصوديوم من خلال القيام بعملية شفط ماءات الصوديوم من أسفل الحلّة بواسطة حنفيات وإعادة سكبها على الزيت من الأعلى كما يقوم الخلاط بذات الوظيفة أثناء دورانه في الحلّة».
«وفي المرحلة الأخرى التي تُسمى (مرحلة الطبخ) يتم غلي المزيج على النار لمدة لا تقل عن خمس ساعات يتم فيها العمل على إزالة ماءات الصوديوم من الخليط عبر سكب الماء عليه، ومن ثم يبقى المزيج في الحلّة لمدة /12/ ساعة للتركيز ويتم خلال تلك المدة إفراغ الماء من قاع الحلة دورياً، ثم تقوم شرّاقات بسحب المزيج من الحلّة لبسطه في مكان مخصص لذلك حيث يقوم العمال بتقطيعه وفق أحجام وقياسات محددة، وبعد هذه العملية تبقى قوالب الصابون الناتجة لمدة /6/ أشهر في سبات طويل كي يتخلص من الرطوبة المتبقية فيه وليتجفف تماماً، وبعد هذه المدة يتم تسويقه حيث يصبح جاهزاً للاستعمال».
** «خلال ستة أشهر وهي الفترة التي يبقى فيها الصابون في سباته ليتجفف تحدث فيه عملية الأكسدة المعروفة علمياً التي تحوّل لون الصابون من الأخضر إلى الأصفر، رغم أن اللون الأخضر يبقى داخل قالب الصابون دائماً».
** «يجب توفر شروط معينة كي تكون المصبنة مثالية وهي أن تكون واسعة من حيث البناء والقياس المثالي هو أن يكون العرض /20/متر والطول /50/متر وكذلك يجب أن تكون التهوية مناسبة وكافية والإضاءة جيدة لأنها تساعد في عملية الأكسدة ويُحذّر من الضوء المباشر لأنه يؤدي إلى تحوّل لون الصابون إلى الأسود وذلك غير مرغوب به، إضافةً إلى ذلك يجب الاهتمام بالنظافة العامة كي لا يختلط الصابون بالغبار والشوائب».
**«مستوى الإقبال جيد جداً فالصابون الذي ننتجه هو صابون صاغ ومجرّب من قبل الأخوة المواطنين حيث نستعمل فيه زيت الزيتون بنسبة 100% إضافةً إلى أسعارنا المقبولة في السوق، ولم نفكر يوماً باستعمال زيوت نباتية أخرى مثل زيت النخيل أو الذرة في إنتاجنا».
** «أولاً لنا فرع للشركة في "ألمانية" نقوم من خلاله بتصدير كميات محدودة وحسب الطلب إليها، وكذلك نحن ومنذ /3/ سنوات نتفاوض مع شركات "ألمانية" تريد التعامل معنا لاستيراد كميات كبيرة من إنتاجنا ولكنهم مازالوا يدرسون الموضوع ويحاولون حث المجتمع الأوربي دعائياً وعن طريق الإعلانات لاستعمال منتجنا ليتم بعدها الاتفاق النهائي فيما بيننا حيث ستقوم تلك الشركات باستيراد الصابون وطرحه في سوق دول الاتحاد الأوربي، والجدير بالذكر أن نتائج التحليل التي أجروها لمساطر من منتجاتنا في مخابر "ألمانية" و"أمريكة" أكدت أنّ هذا الصابون السوري طبيعي 100% ومصنّع وفق المواصفات العالمية، وفي هذا المجال قد قال لنا قبل فترة أحد التجار الفرنسيين بأنّ الصابون الحلبي كان يُصدّر من هنا إلى "أوربة" منذ أكثر من /4000/سنة وبنفس المواصفات».
** «بعد التأكد مخبرياً من أنّ صابوننا مُنتج بحسب المقاييس والمعايير العالمية، تبقى بعض الأمور الشكلية التي تتعلق بشكل الصابون وحجمه هم يرغبون بتحقيقها وذلك لاعتبارات جمالية أو بحسب متطلبات الجهة المستهلكة له مثل منزل –مطعم –فندق».
** «نعم، وأغلب إنتاجنا المُصدّر إلى الدول العربية تستورده "الإمارات العربية المتحدة" و"السعودية"، حيث تقوم بعض مراكز الطب العربي في "السعودية" باستيراد قسم كبير من صابوننا لأغراض علاجية لأنّهم يعتبرون الاستحمام به مفيد جداً لجلد الإنسان وبشرته».
** «نحن قبل كل شيء نحتاج إلى دعم الحكومة لنا مالياً لأنّ إنتاج كميات كبيرة لطرحها في السوق يحتاج إلى رأسمال ضخم وقدراتنا محدودة في هذا المجال حيث نقوم في الغالب بالتصنيع بموجب الطلبات التي ترد إلينا، والشيء الآخر هو أن يتم تحقيق التسهيلات الجمركية لنا أثناء التصدير».