تقوم العديد من البعثات التنقيبية، الوطنية منها والغربية، بالعديد من أعمال السبر والتنقيب لمختلف المواقع الأثرية في منطقة "تدمر". وللإضاءة على أعمال هذه البعثات زار موقع eHoms البعثة الوطنية للتنقيب في موقع عملها بتاريخ 26/12/2008. والتقى بالأستاذ "خليل الحريري" رئيس البعثة الوطنية للتنقيب في "تدمر".
حدّثنا الأستاذ "خليل" في البداية حول الأعمال التي تقوم بها البعثة الوطنية فقال: «بدأت البعثة الوطنية بالعمل في التنقيب في السور الدفاعي الأول لـ"تدمر" في سنة /2007/، فقمنا باكتشاف خمسة مدافن في هذه السنة، ووجدنا أكثر من مئة وخمسين قطعة أثرية. وفي سنة /2008/ اكتشفنا ثلاثة مدافن أخرى. ونحن نقوم بأعمال التنقيب حسب الأهمية التاريخية للمواقع، وحسب المخصصات الموجودة لدينا. وهذا العمل يتم كله بدعم من مديرية الآثار والمتاحف، ويشترك فيه آثاريون وعمال عاديون يعملون بشكلٍ يومي».
بدأت البعثة الوطنية بالعمل في التنقيب في السور الدفاعي الأول لـ"تدمر" في سنة /2007/، فقمنا باكتشاف خمسة مدافن في هذه السنة، ووجدنا أكثر من مئة وخمسين قطعة أثرية. وفي سنة /2008/ اكتشفنا ثلاثة مدافن أخرى. ونحن نقوم بأعمال التنقيب حسب الأهمية التاريخية للمواقع، وحسب المخصصات الموجودة لدينا. وهذا العمل يتم كله بدعم من مديرية الآثار والمتاحف، ويشترك فيه آثاريون وعمال عاديون يعملون بشكلٍ يومي
وعن البعثات الأجنبية الأخرى التي تعمل في "تدمر" يضيف "خليل": «هناك العديد من البعثات، مثل البعثة الإيطالية التي تعمل في إحدى المناطق السكنية في "تدمر"، وقامت باكتشاف أساسات أحد البيوت القديمة. وهناك البعثة البولونية التي عملت بالتنقيب في الكنيسة القديمة وفي معسكر "ديوقليسيان" ومعبد "اللات"، وسوف تعود في السنة القادمة لإظهار الكنيسة بشكلٍ كامل. وهناك البعثة اليابانية التي عملت لمدة ثلاث سنوات في إحدى المدافن، وسوف تتابع العمل في المدفن. ويوجد بعثة سويسرية فرنسية تعمل في منطقة الكوم وقصر الحير. وهناك بعثة ألمانية تعمل في "تدمر الهلنستية"، أي "تدمر" ما بعد السور».
وحول الأعمال التي تقوم بها البعثة الوطنية يتابع رئيس البعثة الوطنية للتنقيب في "تدمر" بالقول: «نحن في البعثة الوطنية نعمل حالياً في السور الدفاعي للمدينة، وهو خندق عرضه 8-10م، وعمقه 3-5م، ويكون عريضاً في الأعلى ثم يضيق نزولاً، ونقوم بالتنقيب في هذا السور سنوياً، وقد وجدنا العديد من القطع والتماثيل والمنحوتات في داخل السور. وقد اكتشفنا في السور سبع مدافن على طول (200)م تقريباً وبأنواع مختلفة. وفي الأسبوع الماضي اكتشفنا أثناء عملنا مدفناً آخر، وسنقوم في الفترة القادمة بالعمل به، وقد وجدنا فيه اللوحة التي ذكر عليها اسم المؤسس للمدفن. كما وجدنا توابيت قرميدية وقبوراً لأطفال مدفونين داخل أنابيب كانت تستعمل في الفترة التدمرية كأنابيب للصرف الصحي، فوجدنا الأطفال فيها».
وعن الصعوبات التي تواجه أعمال التنقيب، والخطوات المستقبلية للعمل يقول الأستاذ "خليل": «العمل الأثري بشكلٍ عام هو عمل شاق، ولكنه ممتع في الوقت نفسه. وهذا يظهر عندما نكتشف الأشياء الجديدة فنفتخر كآثاريين فيها. ولكن هناك صعوبات كثيرة نشعر بها منها النقص ببعض الآليات التي تؤثر في سير العمل بشكل جيد، كما إننا بحاجة إلى زيادة الحراسة للمواقع الأثرية، وزيادة الورشة الفنية التي تعمل بالتنقيب الوطني، وذلك بسبب تقاعد بعض الفنيين في الورشة القديمة، فنحن بحاجة إلى أيد فنية شابة. وبالنسبة للخطوات المستقبلية فهناك توجه كبير من السيد الرئيس "بشار الأسد" للاهتمام بـ"تدمر"، بحيث تصبح محط أنظار العالم. ونحن نعتبر "تدمر" مدرسة لكل أثري في العالم تعطينا أشياء جديدة كل يوم. لذلك وجب علينا الاهتمام بها، والعمل بجد وتعب. وكخطوات قادمة فنحن قمنا برفع عدة دراسات من أجل إكمال السور الدفاعي، وهناك ترميم وتنقيب في بعض المدافن».