افتتحت الدورة التدريبية السادسة لفهرسة المخطوطات بالتعاون بين مديرية أوقاف "حلب" (المكتبة الوقفية )، ومؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي بلندن، وذلك في الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة الماضي"7/11/2008" على مدرج مديرية الثقافة في "حلب".
وفي لقاء مع السيد مدير أوقاف "حلب" الدكتور "أحمد محمد قدور" تحدث لنا عن الغاية من الدورة قائلاً: «ما نريده هو تدعيم فهرسة المخطوطات، والتعريف بأصولها ومناهجها، وإلقاء الضوء على جوانب من الحضارة الإسلامية، وتهدف الدورة بالدرجة الأولى إلى إيجاد كادر فني على أعلى مستوى لفهرسة المخطوطات وتصنيفها والعناية بها، ومن ثَمَّ القيام بمشروع تصنيف المخطوطات الموجودة في المكتبة الوقفية بـ"حلب"، والتي جمعت من مساجد "حلب" ومدارسها القديمة».
ما نريده هو تدعيم فهرسة المخطوطات، والتعريف بأصولها ومناهجها، وإلقاء الضوء على جوانب من الحضارة الإسلامية، وتهدف الدورة بالدرجة الأولى إلى إيجاد كادر فني على أعلى مستوى لفهرسة المخطوطات وتصنيفها والعناية بها، ومن ثَمَّ القيام بمشروع تصنيف المخطوطات الموجودة في المكتبة الوقفية بـ"حلب"، والتي جمعت من مساجد "حلب" ومدارسها القديمة
ثم تحدث عن جهود المكتبة الوقفية ونشاطها التصاعدي، فقال: «لقد جمعت المكتبة الوقفية التي أُسست عام/ 1345هـ/ في "حلب" ما تفرّق من بقايا الكتب الموجودة في مدارسها وزواياها وتكاياها ومساجدها، تقديماً للمصلحة العامة المتمثلة بالمحافظة على الكتب بعد تعرض معظمها للضياع، وليسهُل تناول الباحثين لها، وكان ذلك بمساعي الأستاذ "يحيى الكيالي" والشيخ "محمد راغب الطباخ". واختيرت "المدرسة الشرفية" الشافعية التي أسسها "شرف الدين عبد الرحمن بن العجمي" (ت 658هـ)، ووقف على الكتب النفيسة من كل فن لتكون مقرًا للمكتبة الوقفية».
وفي لقاء مع الدكتور "محمود مصري" مدير المكتبة الوقفية حدثنا عن المكتبة فقال: «بلغ العدد الكلي لكتب "المدرسة الشرفية" -بعد ضم المكتبات الأخرى إليها- ما يقارب عشرة آلاف كتاب بين مخطوط ومطبوع. وكان من أهم المكتبات التي ضمت إلى المكتبة الوقفية: "المكتبة الخسروية"، و"مكتبة التكية المولوية"، و"الجامع الكبير"، و"المدرسة الكواكبية"، و"الزاوية الوفائية"، و"المدرسة المنصورية"، و"المدرسة الإسماعيلية"، و"المدرسة الأحمدية" التي ضمت أهم مجموعة من المخطوطات، و"المدرسة العثمانية" (الرضائية)، و"المدرسة الصديقية"، و"الزاوية الرفاعية" (الإخلاصية). وقد تقرر عام/ 2006م/ بمناسبة إعلان "حلب" عاصمةً للثقافة الإسلامية إعادة تأسيس "المكتبة الوقفية" وافتتاحها من جديد. وتقرر نقل المركز الرئيسي إلى الصالات المستحدثة في الجانب الشمالي من "الجامع الأموي الكبير بحلب"، وهي تجهز الآن، ويتوقع افتتاحها رسميا في أوائل عام/ 2009/م، لتضم –إضافة إلى كتبها السابقة- الكتب التخصصية في جميع فروع العلوم الشرعية، وكتب المعارف العامة والمعاجم والموسوعات والتاريخ واللغة والتراجم والطبقات، وكل ما يهم الباحثين».
وفي لقاء مع الدكتور "ابراهيم شبوح" تحدث لنا عن أهداف "مؤسسة الفرقان" فقال: «هي مؤسسة خيرية تركز جهودها في المحافظة على التراث الإسلامي، ولا سيما المخطوطات، ولها نشاط متنوع في حقول الفهرسة والتحقيق، تأسست سنة/1989/ ويرأسها معالي الشيخ "أحمد زكي يماني". فمنذ وجدت وهي تدرك أن المخطوطات الإسلامية قد استوعبت تراث المسلمين في شتى بقاع الأرض، وفي مختلف مجالات المعرفة البشرية، وأنها الوعاء الذي صبت فيه عصارة فكرهم وخلاصة تجاربهم وثمرات عقولهم على مر العصور، وأن هذا التراث هو الذي يشكل وجدان الأمة وعقلها، ويصوغ فكرها وضميرها، ويلهمها في حاضرها ومستقبلها كما أن إنقاذ المخطوطات الإسلامية هو واجب ديني وأخلاقي ومرتبة حضارية عالية، ومهمة عاجلة في ظل التقلبات الاجتماعية والصراعات السياسية التي تأتي على الأخضر واليابس، وذلك بفهرسة هذه الكنوز المعرفية وتصويرها وصيانتها وإتاحتها للباحثين ودراستها ونشرها، لأنها جزء عزيز من وجدان الأمة الإسلامية، وعنصر مهم من مقومات وجودها، وهي ذاكرتها وسر هويتها التي تصمد بها في الحاضر حتى ولو كان أليماً، وتدخل به إلى المستقبل الذي نتمنى أن يكون مشرِقاً ومشرِّفاً بعون الله تعالى».
كما التقينا الاستاذ "عادل صلاحي"، فحدثنا عن الغاية من الدورة، ثم قام بشرح أسلوب المؤسسة لتحقيق أهدافها فقال: «تقوم المؤسسة بما يأتي: أولا: مؤتمرات الفرقان، وهي تعقد بمؤسسة الفرقان في "لندن"، وقد بدأ المؤتمر الأول عام/1991/، واستمر عقدها كل عامين، وسوف يعقد المؤتمر الخامس في شهر نوفمبر من هذا العام. وهي تهتم بموضوعات تدور حول أهمية المخطوطات الإسلامية ودراستها وصيانتها وتحقيق نصوصها في المجالات العلمية المختلفة، وتنشر أبحاثها في سلسلة الفرقان لأعمال المؤتمرات، باللغتين العربية والإنجليزية. ثانيا: حصر المخطوطات الإسلامية في العالم، وقد بدأت الفرقان أكبر عمل لتوثيق مجموعات المخطوطات فأصدرت دليلا ببليوجرافيا يشمل مسح المخطوطات في العالم، وقد صدر بالإنجليزية في مجلدات أربعة، وتمت ترجمته إلى العربية. ثالثا: فهرسة المخطوطات الإسلامية وشرعت في البلدان والأماكن التي تحتاج إلى المؤازرة والمساعدة، كما تمكنت الفرقان من إعداد واصدار مجموعة من فهارس المخطوطات في بلدان مختلفة في "افريقيا" ومنها "نيجيريا" و"مالي" "وموريتانيا" "والسنغال" و"الجزائر" "ومصر"، وفي "آسيا" ومنها "مكة المكرمة"، و"اليمن" و"القدس" و"الهند"، وفي "أوروبا" ومنها: "بلغاريا" و"ألبانيا" و"البوسنة". وخصصت لذلك "سلسلة الفرقان لفهارس المخطوطات" التي تشتمل حتى الآن على ما يقارب الخمسين فهرسا. ولا يزال العمل في الفهرسة جاريا في بلدان عديدة. رابعا: الدورات التدريبية: ومن أجل تدعيم فهرسة المخطوطات قامت مؤسسة الفرقان بعقد دورات تدريبية في "القاهرة" و"اسطنبول" "ولندن" و"المغرب" "وماليزيا"، ثم "سورية". خامسا: نشر بعض المخطوطات القيمة التي يتولى تحقيقها صفوة من المحققين في مجال الرياضيات والطب والتاريخ والجغرافيا وعلوم القرآن. سادساً: تعقد الفرقان محاضرات وندوات متواصلة للتعريف بجوانب من الحضارة الإسلامية، وخصوصا تاريخ العلم والفنون الجميلة كالموسيقا والعمارة والفنون والخط في الغرب الإسلامي وحقوق الإنسان في الإسلام وهي ندوة ضمت صفوة من المفكرين وعلماء القانون والفقه، وناقشت قضايا بالغة الأهمية والحيوية، ومحاضرات عن إنجازات المسلمين وعطائهم للحضارة الأوروبية في مجال الرياضيات والبصريات والهندسة، حتى يمكن القول بأن الحضارة الحديثة جاءت نتيجة تراكم العطاء من الحضارات القديمة ثم الحضارة الإسلامية ثم حضارة أوروبا الحديثة.
وقد خصصت الفرقان سلسلة خاصة لإصدار هذه المحاضرات والندوات، كما أنها متاحة على أشرطة مسموعة ومرئية بمؤسسة الفرقان».
يذكر أن الدورة التدريبية تقام ابتداء من الجمعة 7/11 ولغاية الجمعة 21/11 في قاعة التأهيل والتدريب في مديرية الثقافة في "حلب" ومعهد التراث العلمي العربي بجامعة "حلب" ثم تكتمل في مجمع اللغة العربية بـ"دمشق" ابتداءً من 21/11، ونذكر من الأساتذة المشاركين في الدورة: أ.د. "إبراهيم شبوح" أ.د. "أحمد شوقي بنبين" أ.د. "أسامة ناصر النقشبندي" د. "أيمن فؤاد سيد" أ.د. "عبد الستار الحلوجي" أ.د. "فخر الدين قباوة" د. "فيصل الحفيان" أ. "محمود فاخوري" د. "محمود مصري" أ.د. "مصطفى موالدي" د. "محمد سعيد حنشي" د. "نعمت سري أ.د. "نور الدين عتر" د. "وليد غالي". وتعدّ هذه الدورة ضمن خطة الأوقاف لترميم المخطوطات وحفظها، وتأهيل الكوادر الفنية المحلية للعناية بها.