«الزواج من أكثر الموضوعات التي اشتملت عليها أمثالنا الشعبية، تعد الأمثال الشعبية، الذاكرة الاجتماعية للناس، التي تحتفظ بالكثير من المواقف، التي تتخذ مع مرور الوقت صفة العادة، فيقال فيها المثل الشعبي، الذي يختصر حوادث كثيرة تؤكد صدق الأمثال الشعبية».
الكلام للسيد "غسان صالح" أستاذ اللغة العربية، في حديث لموقع eQunaytra (يوم الجمعة 7/11/2008) والذي أضاف: «سجلت أمثالنا الشعبية، جانباً كبيرا مما كان يدور في تفكير الشاب والفتاة، عند الإقدام على الزواج، فحرص كل منهما على التفكير ملياً، في المواصفات التي يحلم بها، ويتمتع بها النصف الآخر. فالإقدام على الزواج أمر يستدعي التفكير والوعي، للتبعات التي تترتب على الزواج، وإذا كان أهل الفتاة في ذلك الحين، معنيين بالتفكير عنها، فإن الشاب ينظر إلى الزواج باعتباره مسؤولية، والمثل القائل: "البيت ما بدو كبريت.... بدو عفريت"، يدل بشكل أو بآخر، على ما يجب على الشاب إزاء هذه الخطوة من تبعات، بحيث يكون كالمارد، يلبي جميع الطلبات، ويفي بجميع المتطلبات التي يحتاجها البيت الجديد. والشاب القادم على الزواج، لا بد أن يأخذ بالحسبان منبت وأصل زوجة المستقبل، وعليه أن يسلك طريق التعقل والتفكير، والناي عن التفكير بمال الزوجة، والطمع في الميراث، كقولهم: "قبل ما تناسب... حاسب".
الأيام الأولى للزواج، يجب أن تكون صورة للأيام القادمة، وألا تكون مصطنعة ووقتية، تذهب حلاوتها مع مرور الوقت، ومضي الأيام، في حياة الزوجين. على رأي المثل الشعبي القائل: "ليالي العرس.. ملس"، بل على العكس تماما يجب على الزوجين ضرورة الإبقاء على جو المحبة والود، هو السائد بينهما
أو "يا آخذ القرد على ماله، بيروح المال وبيظل القرد على حاله".
حتى لا يندم في المستقبل، في حال عدم حصول الزوجة على حصتها من الميراث الموعود».
السيد "رشيد حمود" يشير إلى أهمية أن يتركز تفكير الشاب القادم على الزواج، في التفكير في أصل ونسب الفتاة، وأخلاقها الجيدة، وتصرفاتها وسلوكها العام بين الناس، والبحث عن الأصل الطيب لعائلة الفتاة، على سبيل المثال صفات والدة الفتاة، وأفعال أخوالها وأجدادها، على رأي المثل القائل: "دوّر على الأم ولمّ"، أو "خذ البنات من صدور الخالات والعمات"، والمثل الشعبي الذي يعطي أهمية خاصة لنسب الفتاة والذي يقول: "خذ الأصيلة ونام على الحصيرة". "لا تدور على حمرة الخدود... دور على أصل الجدود".
«تشكل الأسرة اللبنة الاساسية لبناء الصرح الاجتماعي، وهي من أهم عوامل بناء المجتمع، كما أنها محور بناء المجتمع، كما أنها محور العلاقات الاجتماعية، والملاذ الذي يلجأ إليه الإنسان، والواحة التي يرتاح فيها ويأنس بها، بعيداً عن مشاق الحياة وأعبائها. ولذلك يجب على الشاب القادم على الزواج، أن يكون قد أعد العدة اللازمة لبيت الزوجية، حتى لا يقع في العوز وحاجة الناس، وينطبق عليه المثل القائل: "اللي بيتجوز بالدين يبجوا أولاده بالفايدة". ويصبح مضرب مثل بين الناس لسوء حالته المادية، على رأي المثل "إذا فضيت جيوبه كثرة عيوبه". لأن الزواج بحاجة إلى شاب يستطيع تحمل أعباء الزواج، ومتطلبات الحياة الزوجية». بحسب كلام "علي علي" أستاذ علم الاجتماع، في ثانوية "خان أرنبة للبنين".
ويشير السيد "علي" إلى ضرورة التزام الزوج احترام زوجته، وعدم التشدد في معاملة الزوجة، فلا يهش ولاينش، على عكس ما هو عليه بين أصحابه وأصدقائه، خارج المنزل، على رأي المثل "إذا بدك مرتك تلين، عليك بحطب التين". وهذا المثل يدل على ضرورة إن يتحكم الرجل بتصرفاته، ويتروى بتصرفاته وردات فعله، على بعض الأفعال التي تقدم عليها الزوجة، وأن يكون أشبه بحطب التين، الذي يحتاج إلى وقت طويل لإشعاله، وتحمل كثرة دخانه.
«الأيام الأولى للزواج، يجب أن تكون صورة للأيام القادمة، وألا تكون مصطنعة ووقتية، تذهب حلاوتها مع مرور الوقت، ومضي الأيام، في حياة الزوجين. على رأي المثل الشعبي القائل: "ليالي العرس.. ملس"، بل على العكس تماما يجب على الزوجين ضرورة الإبقاء على جو المحبة والود، هو السائد بينهما». الكلام للسيد "عاصم صالح".
ويشير السيد "نضال صالح" إلى ضرورة إيلاء المرأة الاهتمام والرعاية وحسن المعاملة، لأن المرأة مخلوقة من ضلع زوجها، وهي قسمته، ومتى آن الأوان سيجمعهما بيت الزوجية، فإذا اجتمع الشمل وانعقدت الأفراح، تقوم الليالي الملاح، المترعة بالمسرات والنعومة والرقة واللطف والمسايرة، ويقولون في ذلك: "محبة العرس لو دامت... كانت القيامة ما قامت"، أو المثل الشعبي القائل: "بكره بيذوب الثلج وبيبان المرج". فكان لا بد من أن يواجه الزوجان الحياة بواقعها، حلوها ومرّها، ويشرع كل منهما في محاولة إثبات الوجود على الآخر.
واستكمالاً للعبة، وإثبات وجود الرجل وسيادته، تصور لنا الأمثال الشعبية هذه الحالة بقولها: "بيفوت أمير وبيطلع وزير"، "بالبيت دبور وبره شحرور". دالة على صرامة الرجل داخل منزله لإثبات رجولته. ويضيف السيد "نضال": «يلجأ بعض الأزواج إلى العنت والعناد، مع الزوجة، بعد مرور فترة على الزواج، والمثل التالي يمثل نوعاً من أشكال العنت، الذي كان يمارسه الرجل على المرأة في عصر الحريم، يوم كان عليها أن تكون طوع مزاج الرجل، ومن هذه الأمثال، المثال القائل: "الشمس من بعد غيم، والمرأة من بعد ضيم"، "صار عندو مرة، وصار يحلف عليها بالطلاق".
وكان من الصور التي رصدتها الأمثال الشعبية، للزوج أو للزواج عموماً، ما يصور بعض النماذج من الأزواج كقولهم: "أعزب دهر ولا أرمل شهر". كذلك المثل "الزواج نصف الدين". "الحياة بلا زواج مثل السيارة بلا دبرياج"، وهذا يدل على أن الحياة لا يمكن أن تقلع وتستمر، من دون زوجة تقف إلى جانب الرجل، تقاسمه أفراحه وأتراحه، وتتشارك معه على حلاوة الدنيا ومرارتها، فتكون له العون في أيام العوز، إضافة إلى أن الرجل يحمي المرأة من نائبات الدهر، ويقيها عوز الناس وسؤالهم، على رأي المثل "الرجال بالبيت رحمة، ولو كان فحمة"، والمثل القائل: "المرأة للرجل في الكبر، مثل الاورق للشجر"، دليل على أن المرأة تستر زوجها في حال المرض أو وقوعه في مصيبة. ومن الأمثال الشعبية التي تدلنا على أهمية الزواج، وأن الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض المثل "الرجل يجني والمرأة تبني"».