المكان كان كالعادة بيت الأعراس الكرنفالية، المركز العربي للثقافة بـ"اللاذقية"، والحضور اقتصر ليكون سورياً مع الأخذ بالعلم، بأن العروسين أتيا من "قبرص" مع ذويهم، في حين كانت القاعة التي جمعت الجميع هي مسرح المركز وخشبته.

ورشة "اليكساندرا" لعروض الرقص التقليدي القبرصي أقامت مؤخراُ عدداً من العروض التقليدية في أكثر من محافظة سورية، وخلال سلسلة عروضها استطاع موقع eLatakia يوم الجمعة الموافق لـ 17/10/2008 أن ينفرد بلقاء خاص مع مؤسسها وابنه المسؤول حالياً عن التدريب على شتى فنون الرقص، حيث كان اللقاء حول موضوع لقائهم الأخير ومدى محبتهم للسوريين وثقافتهم.

نحن الشعب القبرصي نحب سورية وشعبها، كما نتوق إلى تلك الزيارات التي من فائدتها العظمى تعميق أطر المحبة والتعاون الثقافي بين الشعبين الصديقين والجارين حقيقة

السيد "ديمتريوس جيلوريديس" نائب مؤسس الفرقة أو الورشة ورئيس البعثة القبرصية القادمة إلى سورية قال في بداية اللقاء: «نحن الشعب القبرصي نحب سورية وشعبها، كما نتوق إلى تلك الزيارات التي من فائدتها العظمى تعميق أطر المحبة والتعاون الثقافي بين الشعبين الصديقين والجارين حقيقة».

مسؤول التدريب بالفرقة

وأضاف "جيلوريديس": «تنتمي ورشة "اليكساندرا" للرقص الشعبي والتقليدي إلى مؤسسة "اليكساندرا" لمرضى القلب، وقد انطلقت من مدينة "ليماسول"، المدينة الثانية في قبرص، أسست عام 2000 بدافع وحيد هو الحب والاحترام تجاه الموسيقا، والعادات والرقصات القبرصية واليونانية المحلية، وهدف الورشة حقيقة تعريف الأجيال الشابة في قبرص بحضارة قبرص واليونان من خلال مصادر موسيقا ورقص شرعية وموثوق بها، وليس فقط للتأثير بالرقصات والعروض التي لا تنتمي إلى الحضارة القبرصية واليونانية».

وعن العلاقات السورية القبرصية وأصولها يقول "جيلوريديس": «إن علاقات سورية وقبرص قديمة أصلها منذ عصور سحيقة وتأثر كلا الشعبين بحضارات كل منهما والحضارة والثقافة القبرصية تأثرت كثيراً بالحضارة والثقافة السورية الأصيلة، وهناك تقاليد كثيرة في قبرص تشابه تماماً بعض التقاليد السورية، والتاريخ يذكر أن أول إنسان سكن قبرص قد جاء من السواحل العربية السورية منذ أكثر من 9000 سنة، ومن ثم انتقلت قبائل وشعوب أخرى إلى قبرص وسكنوا فيها».

من العرس القبرصي

بدوره تحدث مدرب الرقص والمشارك بالعرض وابن نائب مؤسس الفرقة السيد "جورجيوس جيلوريديس" لموقعنا عن الفرقة فقال: «الملابس المطرزة بالخيوط الذهبية والرسومات الجميلة القريبة كثيرا من ملابسنا، كانت الزي التقليدي للفرقة التي ستؤدي عرضاً يمثل طقوس الاحتفال بالعرس القبرصي الذي يشبه بعض من طقوس أعراس السوريين بالإضافة إلى الأدوات الموسيقية المستخدمة بالعرض من آلات البزق والكمان والدف».

وأضاف: «تتألف الفرقة من 100 طفل و50 بالغاً، وهم منقسمون إلى فرق رقص مختلفة تبعاً للعمر ولخبرة المشاركين بالرقص، وتضمنت جلسات التدريبات للتعلم بطريقة مسلية كل من (الألعاب، الأغاني، الألعاب المسرحية، وحركات الرقص والموسيقا)، بالإضافة إلى تعلم فرق الرقص التقليدي ورقصاته المتنوعة من قبل أساتذة قبارصة متمرسين».

من العرس القبرصي في اللاذقية

وعن طبيعة العروض التي أتوا بها إلى سورية ومدى تقبل الشعب السوري لها قال مدرب الرقص في الفرقة: «العرض اقتصر على نمط من أنماط الأعراس في قبرص وأريافها، فنحن سنقدم طريقة الاحتفال خلال الزفاف ومراسمه التي تبدأ بتحضير العريسين في بيت من بيوت الاقرباء ومن ثم الرقص والاحتفال قبيل الذهاب إلى الكنيسة حيث ينتظر العريسان مراسم التكليل البسيطة، ومن بعدها تبدأ الرقصات وتتمة مراسم الزفاف، ولاحظنا مدى وضوح الفرح بعيون السوريين الذين طفنا عليهم خلال زيارتنا التي استمرت أسبوعاً ستنتهي في "دمشق"، الشعب السوري شعب مثقف ومحافظ إلى الآن على تقاليده وأعرافه وحتى زيّه التقليدي، وتشعر ببساطته وتعلقه بمثل هذه العروض التي تعبر على عمق الصلة الثقافية والاجتماعية بين الشعبين السوري والقبرصي».