«الله يرحم أيام زمان سقى الله على أيام الوادي»، هكذا تنهدت الحاجة "مريم العلي أم محمد" البالغة من العمر 80 عاماً من سكان قرية "تلشهاب".

ولسانها أفصح عما في قلبها عندما التقاها فريق eDaraa بتاريخ 9/7/2008م وسألها عن بعض المعلومات المتعلقة بوادي تلشهاب الذي يشكل الحدود الطبيعية لمدينة "درعا" مع "الأردن" الشقيق من جهة الجنوب، حيث تحدثت ورافق كلامها دمعة أخبرتنا كم لهذا الوادي من قيمة تاريخية واجتماعية واقتصادية فقالت: اعتمد أهل القرية قديما على الوادي في كل ما يحتاجه الإنسان من أمور الحياة من زراعة ورعي وتجارة حتى الصناعة كنا ننزل إلى الوادي رجالاً ونساء من الصباح حتى المساء نغسل الثياب على مياه الشلال ونملأ الجرار بمياه الشرب من نبع "عين عقور" الموجودة في قلب الوادي لهذا التاريخ ونجني النبات الطبيعي مثل "الشومر" و"الخبيزة" و"الهندبة البرية" ونقطف الفاكهة ذات الطعم الحقيقي مثل "العنب" و"التوت" و"التين" و"الخروب" و"الصبار" ثم نمضي عائدين إلى المنزل محملين بقوت اليوم كله من خيرات الطبيعة والرجال منهم من يزرع ومنهم من يطحن القمح على طواحين الماء ومنهم من يرعى أبقاره وأغنامه على سفح الوادي الذي كان مغطى بالأعشاب البرية ومنهم من يجمع الحطب الذي نستفيد منه بأمور التوقيد للطبخ والخبز على الصاج.

لم يكن الوادي مجرد مصدر للعيش إنما كان مجمعاً للخلان والجيران فكان الكل عبارة عن أسرة واحدة يساعد بعضهم الآخر في تدبير الحياة، والاهم من هذا كله وجود الألفة والمحبة والخير في قلوب الناس تلك التي نفتقدها هذه الأيام.

ام محمد

ويذكر أن الوادي قد أصابه الجفاف بعد أن قطعت مديرية الري مياه الشلال واستغلتها في ري الأراضي الزراعية، كما اخبرنا احد المواطنين من القرية أن الدولة تعمل على إعادة تشغيل مياه الشلال من خلال خطة خمسيه على أن يتم سحبها آليا عن طريق مضخات ضخمة لسقاية الأراضي الزراعية وذلك عن طريق سد يمنع مياه الوادي من الضياع وهكذا يستفيد البلد من جهتين زراعيا وسياحيا.

الطواحين