في وسط فكري متنوع الاتجاهات الأدبية, قرر أن يكتب الشعر بطريقته, وهو شاب في العشرين من عمره طالب جامعي, سنة ثالثة إدارة أعمال في جامعة تشرين, وعلى الرغم من أن تخصصه علمي بحت, إلا أنه وجد نفسه بعيداً, يكتب عن الحب والموت والحياة.

"ايلي عبدو" شاعر يتحضر لطباعة ونشر مجموعه الشعرية هي الأولى, وقد سبق أن نشر في بعض الدوريات المحلية والعربية, إضافة لمشاركته في أمسيات شعرية مع أدباء من جيله, في كل من المركز الثقافي, وجامعة تشرين, واتحاد الكتاب العرب.

eLatakia التقته بتاريخ (7/7/2008)م, في مقهى "قصيدة نثر", حيث تحدث عن بداياته الشعرية, وتوجهه الأدبي قائلاً: «بدأت أهتم بنفسي كشاعر منذ بداية دخولي إلى الجامعة, وغير ذلك فأنا أكتب منذ بدايات المراهقة لدي, وحينها لم أكن أعرف أني قادر على تقديم مادة أدبية جيدة للناس, قرأت أشعاراً للشاعر الكبير "نزار قباني", فشعرت أنه يكتب مافي داخلي, وهذا كان حافزاً مهماً لي في تلك الفترة, ليصبح قدوةً لي في شعري لسنوات, قبل أن انطلق بشكل أوسع في هذا المجال.

وجدت نفسي منذ فترة في قصيدة النثر, لقد كتبت شعر التفعيلة, والشعر الموزون, ولكني مؤخراً اهتممت بقصيدة النثر تحديداً, كونها تستطيع أن تعبر عما في داخلي أكثر من غيرها, وهكذا بدأت أنشر أشعاري على نطاق ضيق, كما اشتركت ببعض الأمسيات في المركز الثقافي, وفي الجامعة, واتحاد الكتاب العرب.

أنا حالياً مهتم جداً بأشعار الشباب, وأقرأ لهم عن باقي الشعراء, ففي نظري لا يوجد شاعر كبير, وشاعر صغير, بل يوجد شعر كبير, وشعر صغير, فمن الممكن أن نجد شعراً هاماً كتبه مغمورون, عدا عن إعجابي الدائم بتجربة الشاعر اللبناني "عباس يبيضون"

*هل تخصص نفسك في الشعر الذي ذكرته, أم أنك من الممكن أن تكتب غيره؟.

**أجد نفسي أبحث عن الشعر الجميل, ولا يعنيني التصنيف, ومع أن ذائقتي هي النثر, فمن الممكن أن يلفتني الشعر الكلاسيكي, وشعر التفعيلة, والشعر العامي أيضاً, ولكني أفضل قصيدة النثر, التي تقدم شعراً مكتفياً بذاته, حيث خفف الشعر من أحماله التي حملها عبر قرون طوال, أنا مؤمن أنه من غير الممكن أن يكتب الشاعر قصيدة من بنية مسبقة, فالقصيدة تخترع بنيتها, والإحساس هو من يقود الشاعر, وليس شكل القصيدة"

*ولمن تكتب شعرك؟.

**إن أكثر ما يحرضني على كتابة الشعر هو الشعر بخد ذاته, حيث أختزن تلك الكتابات في داخلي, وأكتب ما يخرج مني شعراً, ولكني أميل كثيراً للمواضيع الفلسفية, كالحب والموت وغيرها, فأستمد من التفاصيل المهملة أفكاري التي أبني عليها قصيدتي.

أما عن اهتمام الوسط الثقافي بالأدباء الشباب فقال: «أرغب بوجود مؤسسة نشر تهتم بكتابات الشباب, كأن يخصص اتحاد الكتاب العرب جزءاً واسعاً من منشوراته للشباب, وأن لا تنشر قصائد الشباب في صفحة يطلق عليها اسم صفحة الهواة, فتبدو قصائد قاصرة, يحتاج كاتبها إلى امتحان, وليقيم القارئ كتابات هؤلاء الشعراء, أود أن أذكر بأن أحد أعلام العرب في الجاهلية, وهو "طرفة بن العبد" الذي توفي في سن الشباب, وضعت قصائده معلقات كدليل على لتقدير العرب آن ذاك لدور الشباب.

"ايلي" يهتم أيضاً بالرواية, وله تجارب فيها, ومتذوق للفنون الأخرى, وهو مهتم بالأمور الفلسفية, فتراها موجودة في شعره من قصيدة لأخرى, لذلك فهو يبدي امتعاضاً من تخصصه العلمي, ويتمنى لو كان اختصاصه أكثر التصاقاً بالأدب.

وفيما يلي مقتطفات من شعره:

"شححت...خفت وهجي...زيتي نفذ...ضوئي لم يعد يكفي لزاوية مهمل...أنا القنديل المتآكل الفتيل...قبل انطفائي ببرهة سأسقط من يد ما...وأحرق كل ما حولي"

وفي قصيدة أخرى يقول:

"كميّت يخرج من قبره...هكذا أحبك...وأبدأ معك...أول يوم من القيامة".