يعتبر محل العطار المرحوم "صبحي عويرة" من أقدم المحلات التجارية في مدينة "الرقة"، وأكثرها شهرة، فمنذ مئة عام وإلى حينه، ما يزال اسم "عويرة" يقترن بمهنة العطارة، والتداوي بالأعشاب الطبية، حيث أصبح المحل معلماً من معالم مدينة "الرقة"، في موقعه أمام السرايا القديمة، التي أصبحت الآن متحف "الرقة" الأثري.

عن هذا المحل ومهنة العطارة تحدث السيد "صبحي عبد الرحمن عويرة" بتاريخ (19/7/2008) لموقع eRaqqa بقوله: «لقد بدأ جدّي "صبحي عويرة" العمل في هذه المهنة منذ مئة عام تقريباً، وكان العطَّار الوحيد في "الرقة"، وكان بالإضافة لبيع التوابل، يعمل بمجال الأعشاب الطبية، حيث كان يأخذ مكان الطبيب في معالجة الكثير من الأمراض، سيما وأنه لم يكن في "الرقة" أي طبيب، وكان أغلب الناس ينادونه "الحكيم"، وبعد وفاته أخذ والدي "عبد الرحمن" وهو من مواليد عام /1940/ يعمل في هذه المهنة، خاصةً وأنه قد تعلمها على يد والده، وعرف أسرارها، وبعد ذلك استلمت أنا وإخوتي العمل في المحل، بعد أن تتلمذنا على يد والدنا أطال الله في عمره، فأنا أساعد والدي منذ أن كان عمري عشر سنوات، علماً أنني من مواليد عام /1971/، وهو يقوم بالإشراف على عملنا، والاطمئنان على سير العمل، ونحن نقوم باستشارته في الأمور التي تصعب علينا».

هناك العديد من الأعشاب ذات مصدر محلي، مثل "البابونج" و"الزعتر البري" وغيرها، وهناك الكثير منها مستورد، وأهم البلدان التي نستورد منها هذه المواد، الصين والهند وسيريلانكا ومصر والمغرب والسودان

ولدى سؤاله عن مصدر الأعشاب والتوابل أجاب: «هناك العديد من الأعشاب ذات مصدر محلي، مثل "البابونج" و"الزعتر البري" وغيرها، وهناك الكثير منها مستورد، وأهم البلدان التي نستورد منها هذه المواد، الصين والهند وسيريلانكا ومصر والمغرب والسودان».

صبحي عبدالرحمن عويرة

وعن إقبال الزبائن على شراء هذه المواد، ومستقبل هذه المهنة أجاب السيد "عويرة": «إن إقبال الناس على شراء الأعشاب، كان وما يزال جيداً، وهو يتزايد بشكل مستمر، خاصة وأن هناك توجه عام نحو الطب البديل، طب الأعشاب، وذلك بعد أن عجز الطب الحديث عن علاج الكثير من الأمراض، ونحن الآن نقوم بعلاج العديد من الأمراض بواسطة الأعشاب، وأهمها أمراض الكبد "كالعامل الأسترالي" والأمراض الجلدية، ولدينا زبائن من كافة أنحاء الوطن العربي، وأكثرهم من دول الخليج، يأتون إلينا بقصد التداوي بالأعشاب، وإني لا أعتقد أن هذه المهنة ستنقرض يوماً من الأيام، فهي قديمة قدم الإنسان، وما زال هناك الكثير من الأسرار في عالم طب الأعشاب، تحتاج إلى كشف النقاب عنها، ولكن أعتقد أنها قابلة للتطور ودخول الحداثة عليها».

أما السيد "محمد نجار" وهو صديق العائلة المقرب فقد قال: «إنني صديق الحاج "عبد الرحمن عويرة"، وأنا من مواليد /1940/، وأتردد إلى هذا المحل منذ أكثر من خمسين عاماً، وقد عاصرت ثلاثة أجيال تعاقبت على هذا المحل، بدايتها كانت مع المرحوم "صبحي عويرة"، ثم الحاج "عبد الرحمن عويرة"، وأخيراً "صبحي عبد الرحمن عويرة" الحفيد، وأعتقد أنه لا يوجد شخص في "الرقة" سواء في الريف، أم في المدينة إلا ويعرف هذا المحل، فهو من أقدم المحلات في "الرقة"، وعمره يتجاوز المئة عام».

عنوان تجاري عريق
السيدمحمدنجار