براعم نضرة تتفتح على خشبة المسرح,هم أبطال العرض المسرحي الجميل, الذي قدمته رابطة مدينة الحسكة لاتحاد شبيبة الثورة بتاريخ 29/6/2008, والذي جسده أطفال بعمر الورود بعنوان (سيرة مدينة ) من تأليف (عبدالرحمن حمادي) وإعداد وإخراج الفنان (عبود الأحمد) ,

يحكي هذا العرض سيرة مدينة فاضلة, امتازت بمحبة أهلها لها, وبمحبة بعضهم بعضا, وعدم وجود أية خلافات بينهم, وهذا كان سلاحهم الذي يمنع أي شر من الدخول إلى مدينتهم, وفي الطرف الآخر كان هناك بعض اللصوص الذين يحاولون التغلغل في المدينة, لكن دون جدوى, فوحدتهم ومحبتهم أقوى من أي فتنة أواعتداء, لكن يتمكن اللصوص أخيراً من الدخول وذلك عبر ( حتوتة) بسيطة وهي وجود خلاف بين طرفي العمل المسرحي, واللذان هما بائع البيض وبائع الدجاج,

ومحور الخلاف بينهما هو( البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة أم, أم, الخ) وتتطور الحكاية لتصل في النهاية إلى القاضي والمستشار, القاضي مشكلته أن دوره مشلول في هذه المدينة التي لا مشاكل فيها ولا خلافات, فيبحث عن خلاف, فيأتيه هذا الخلاف القائم بين بائع البيض وبائع الدجاج, فيستغله ويطوره ويختلف مع مستشاره حول نفس الموضوع , فتصل القضية إلى الوالي, وفي بلاط الوالي يقع الخلاف أيضاً بين الوزراء, (قسم مع البيضة وقسم مع الدجاجة) وتتطور الحكاية, إلى أن تصل إلى الشارع, فيتناولها الإعلام, وتكون موضوع حلقة الرأي المعاكس,

ثم ينتقل الخلاف على وجه أعم وأشمل حيث تبدأ الخلافات المتعددة (الجارة مع الجارة, بائع الخبز مع أحد الزبائن, الحداد مع زبائنه, في المقهى الزبائن مع بعضهم البعض) حتى تتطور الحكاية مرة أخرى, وتتحول إلى شجارات عامة بالعصي, ثم بالخناجر, إلى أن تسقط المدينة, وتنتهي الحكاية .

ehasakeh التقى مخرج العمل الفنان(عبود الأحمد) والذي تحدث عن العمل بقوله: استخدمنا رموزاً كثيرة في المسرحية تحمل مدلولات هادفة, الرمز الأول هو وجود أحد اللصوص في كل صراع, كان يوزع السلاح على الناس, ويثير النزاع ويؤجَجه, وهو أول من يبدأ بالصراع بالأيدي, ثم يتدخل عند وجود صراع جماعي بتوزيع العصي, ثم في الصراع الآخر يقوم بتوزيع الخناجر وهكذا, فهو إذن رمز للفتنة والشر, ثم الحلول التي كانت تأتي من السلطة, والتي كانت تقتصر على زيادة عدد أقفال الأبواب في البيوت, فكان الفرمان الأول بوضع أقفال بثلاث طقَات والمعروف عند الناس أن الأقفال عادة بطقتين, لكي يمنع اللصوص والسارقين من دخول البيوت, ولما علم أن هذا الحل لايجدي وبعد استفحال الأمر, أصدر فرماناً آخر يقضي بوضع أقفال بخمس طقَات, وعندما أخبروه أن حشود الأعداء والطامعين دخلت أبوب المدينة بدأ يصيح (فرمان, فرمان, يجب أن تزداد الأقفال, إلى سبعة, ثمانية, تسعة, عشرة, عشرين) ونجد من كل مما سبق, أن الحلول عند الوالي تقتصر على هذا التفكير فقط, لاتوجد حلول أخرى لديه, وهي إحدى الأسباب الرئيسية لسقوط هذه المدينة التي كانت تنعم بالأمن والأمان وترفل بالمحبة والحنان ,ويضيف المخرج (الأحمد): هذه هي تجربتي الثانية في الإخراج المسرحي, أما كممثل فأنا أعمل على خشبة المسرح منذ عام1986, بدأت من خلال مسرحيات للمركز الثقافي بالحسكة, ثم انتقلت للشبيبة, فالعمال, ثم الطلبة, وكانت أول مسرحية أشارك فيها عام 1986 للأستاذ (مناضل داوود) بعنوان (أنسوا هيروستراط), وقد حصلت على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الشبيبة المسرحي الفرعي في القامشلي عام 1994ومشارك في عدة مسرحيات حصلت على جائزة أفضل عرض(في انتظار جلجامش, الموت الثالث), والتي كانت من إخراج الفنان (إسماعيل خلف), ويختم حديثه(الأحمد) حاولنا من خلال عملنا هذا والأعمال السابقة, أن نجعل من هذه البراعم الغضَة وروداً عطرة في مسرحنا العريق, الذي يزداد عراقة مع مرور الأيام, في الحسكة هذه المحافظة الخيرة حتى في إنجازاتها في مجال المسرح وشتى أنواع الفنون, أما أبطال العمل المسرحي فهم: (غيث السلطان, عبيدة الأحمد, محمود عجو,أحمد السلطان, إيليا عيسى, حسين الحسين, يوسف الفرج, وليد شلال, شيخه الأحمد, حياة محمود, قتيبة الأحمد, آلان سينو , سولين رسول, محمود البركو, مجد البركو ) .