افتتحت برعاية كريمة من السيد الرئيس "بشار الأسد" فعاليات الدورة الثامنة والأربعين لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي بحلب في2/7/2008, وقد مثّل السيد الرئيس في حفل الافتتاح الدكتور "عامر حسني لطفي" وزير الاقتصاد والتجارة.

بدأ حفل الافتتاح بكلمة الفعاليات الاقتصادية والزراعية ألقاها المهندس "معتز حمادين الإبراهيم" رئيس غرفة زراعة حلب بيّن فيها أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية في حلب الشهباء التي عرفتها العصور التاريخية مدينة زراعية وتجارية وصناعية تصل شرق العالم بغربه وتربط شبه الجزيرة العربية بشتى أنحاء العالم, وقال: «ومما يعزز القناعة بأهمية سوق الإنتاج ذلك الدور المتزايد الاتساع له في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان حلب والمحافظات المجاورة له, حيث كان ولا زال جالبا للبهجة والسرور لهم, وعاكسا حالة النهوض الزراعي والصناعي والتجاري التي يشهدها الوطن مع قائده السيد الرئيس "بشار الأسد".

إن عملية البناء مستمرة أياً كانت العوائق والصعوبات, في ظل إرادة شعب لم يتعود أن يرضخ للضغوط والتهديدات, مؤمنا بقدراته وتاريخه وحتمية انتصاره ملتحما في جبهة داخلية متراصة, قلَّ نظيرها وراء قائد آمن بالله وبالشعب قوتان لا تقهران... إنه القائد الرئيس "بشار الأسد"

وأضاف: «إن بلدنا يحتل موقعاً عالمياً متقدماً في إنتاج القمح، وينتج أجود أنواع القطن في العالم, ويعدّ الموطن الأصلي لشجرتي الزيتون والفستق الحلبي ويطمح وطننا للنهوض باستثمارات متطورة في زيادة الإنتاج عن طريق التوسع الأفقي والعمودي بالزراعة انطلاقا إلى التصنيع الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي وتطوير فائض الإنتاج».

وعاهد السيد "معتز حمادين الإبراهيم" باسم الفعاليات الاقتصادية الوطن وقائده على المضي في مسيرة بناء الاقتصاد مهما كبرت التحديات وتعاظمت المتغيرات وتسارعت المستجدات مزودين بالثقة الكاملة بسلامة نهجنا الوطني والقومي وعدالة قضايانا وحقوقنا غير القابلة للتفريط.‏‏

ثم ألقى رئيس اللجنة التنظيمية للسوق الدكتور المهندس "تامر الحجة" محافظ حلب كلمة قال فيها:«يسعدني غاية السعادة أن أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا الملتقى الاقتصادي المتوج برعاية كريمة من السيد الرئيس "بشار الأسد"، حيث يتجدد اليوم لقاؤنا السنوي في حفل افتتاح الدورة الثامنة والأربعين لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي في ربوع حلب الشهباء مدينة الأمجاد والحضارة وواسطة العقد على طريق الحرير, هذه القلعة الصناعية والزراعية بسهولها المعطاءة ومصانعها المنتجة التي تتميز بالخبرة والعراقة والجودة العالية والقدرة على المنافسة في الأسواق العربية والعالمية. إذ حظي هذا السوق‏ منذ إنشائه باهتمام مختلف الأوساط الرسمية والشعبية تقديرا لما يحفل به من الأجنحة المتعددة والفعاليات المتنوعة والمنتجات المتميزة والمقتنيات والمعروضات المختلفة ولاسيما في مجال الإنتاج الزراعي والصناعات النسيجية والغذائية والحرفية واليدوية التي أنتجتها الجباه السمر والأيدي الماهرة والعقول المبدعة إسهاما منها في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير الإنتاج كماً ونوعاً, لاسيما وأن حلب الشهباء هي بوابة سورية عبر اتفاق الشراكة السورية - التركية إلى أوروبا وكافة أنحاء العالم ».

وأضاف السيد المحافظ: "لقد غمر السيد الرئيس (بشار الأسد) مدينة حلب الشهباء بفيض من مكرماته واهتماماته ومتابعته الشخصية ورعايته الكريمة, مما عزز مكانتها ودفع بها شوطاً كبيراً على طريق التطور والنماء فبادلته حباً بحب ووفاء بوفاء, وهذا السوق الغني الذي يحمل عناوين النهضة والتقدم والازدهار يشكل حافزاً وطنيا لبذل المزيد من الجهود الخيرة في سبيل بناء نهضة الوطن وترسيخ جبهته الداخلية, موضحاً أن هذا السوق مستمر وإن تغير المكان لكن الفعالية والاحتفالية مستمرة في حلة جديدة متطورة وحديثة في "مدينة المعارض" المزمع إقامتها على أرض "السوق العربية المشتركة" في موقعها الجديد ليقدم مثالا حياً وشاهد صدق على ما تشهده سورية الأبية في رحاب مسيرة التطوير والتحديث من تطور كبير شمل مختلف مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والاستثمار السياحي وتوظيف الموارد الطبيعية بمختلف أنواعها وتعزيز مسارات التنمية الشاملة، من خلال تضافر جهود مختلف شرائح المجتمع وقطاعات الإنتاج وفي طليعتها القطاع العام , تجسيدا لمقولة السيد الرئيس: "إن عملية التنمية المتكاملة التي نقوم بها لابد أن تؤتي ثمارها بتضافر جهودنا جميعاً"» .

وتوجه السيد المحافظ في ختام كلمته بجزيل الشكر والتقدير إلى راعي الاحتفال السيد الرئيس "بشار الأسد" وإلى السادة الوزراء ومختلف الجهات والفعاليات الاقتصادية العامة والخاصة المشاركة في هذا الملتقى الاقتصادي وإلى القائمين على هذا السوق متمنيا لهم دوام التقدم والعطاء والمساهمة الفاعلة في تعزيز مسيرة العمل والبناء والنهضة التنموية الشاملة وتحقيق أهدافنا القومية والوطنية بقيادة السيد الرئيس "بشار الأسد" .‏‏

ثم ألقى الدكتور "عامر حسني لطفي" وزير الاقتصاد والتجارة ممثل راعي الحفل كلمة قال فيها: «كما تعود الأعياد في مواعيدها, تحمل البشائر والفرح يعود سوق الإنتاج الزراعي والصناعي في موعده حاملا غلاله والأطيب من قطافه. واليوم أتشرف أن أنوب عن السيد الرئيس "بشار الأسد" في افتتاح هذا السوق, وقد حملني سيادته كعادته دائما بيادرا من الحب والرعاية إلى "حلب الشهباء" مدينة وريفا وأبناء مخلصين, هذه المدينة القديمة الجديدة التي تحمل ما تحمل من عبق التاريخ ثقافة وأدبا وفكراً وتجارة وحرفة ومنعة وقوة, فكانت ومازالت عصية على الغزاة والطامعين وهي اليوم تؤسس لمستقبل واعد, كمركز صناعي وتجاري في الشمال السوري, يزيد من ألقها وقدرتها على التجديد واستيعاب حركة التطور المتسارعة في العالم في ظل قيادة حملت مشروعاً طموحاً للتطوير والتحديث في سورية العربية إنها قيادة القائد الرئيس "بشار الأسد"».

وتابع ‏ السيد ممثل راعي الحفل قائلاً: «كما في كل عام يحتضن سوق الإنتاج الزراعي والصناعي فعاليات متنوعة تعرض باكورة إنتاجها وعملها وإبداعها ومع أهمية ذلك فإن هذا العرض يشكل مدخلا إلى عملية حراك وتفاعل في السوق بين المنتج الذي أصبح يدرك جيدا معنى الجودة والمواصفة القياسية وانخفاض التكاليف وخدمة مابعد البيع والمستهلك الذي يرغب ويبحث ويشتمّ موضع السلعة الأكثر جودة والأنسب سعراً.‏‏ لم تعد لغة المنع والحماية لغة اقتصاد اليوم, كما لم يعد الجدار الجمركي العالي قادرا على الصمود أمام التسارع الكبير في حركة انتقال السلع والبضائع في ظل ثورة الاتصالات والتقانة، من هنا كانت عملية تحرير التجارة الخارجية في سورية لطيفٍ واسع من المواد والسلع والتي بدأت بتحرير التجارة البينية العربية مع بداية عام 2005 ثم توسعت عملية التحرير هذه حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن».‏‏

وأشار السيد ممثل راعي الحفل إلى أن العالم أصبح قرية صغيرة هكذا يختصرون عملية التطور المتسارع على كافة الأصعدة والمجالات ولم يعد في مقدور أحد أن يعزل نفسه عن عالم اليوم, والدولة القوية هي تلك الدولة التي تمتلك اقتصادا قويا. مؤكدا أننا في سورية وعلى الرغم من حجم التحديات الكبيرة التي نواجهها والمتمثلة في استهدافنا كعرب أرضا وشعباً وثروات وتاريخ لم يثننا ذلك عن بذل الجهود في دفع عملية النمو في بلدنا وانجاز الحاضن القانوني لعملية الانتقال إلى اقتصاد السوق الاجتماعي من خلال مجموعة متكاملة ومتناسقة من المراسيم والقوانين التي تم انجازها في هذا المجال في إطار مسعى حقيقي لتوفير مناخات للاستثمار وزيادة معدل النمو الاقتصادي مما ينعكس زيادة حقيقية في الدخول وتحسين المستوى المعاشي للمواطن.‏‏

وختم الدكتور "عامر حسني لطفي" كلمته قائلا: «إن عملية البناء مستمرة أياً كانت العوائق والصعوبات, في ظل إرادة شعب لم يتعود أن يرضخ للضغوط والتهديدات, مؤمنا بقدراته وتاريخه وحتمية انتصاره ملتحما في جبهة داخلية متراصة, قلَّ نظيرها وراء قائد آمن بالله وبالشعب قوتان لا تقهران... إنه القائد الرئيس "بشار الأسد"».

بعد ذلك قدمت فرقة جيرو للرقص الشعبي فقرات فنية تبعتها فرقة الفرسان لرقص السماح.

‏‏ثم تجول السيد الدكتور "عامر حسني لطفي" ممثل راعي الحفل وصحبه في أرجاء السوق واطلعوا على معروضات الأجنحة وأبدوا إعجابهم بما يحتويه من صناعات هندسية ونسيجية وزراعية .

وقد حضر حفل الافتتاح السادة الدكتور "فؤاد عيسى الجوني" وزير الصناعة والمهندس "حسين فرزات" وزير الدولة التنمية والمشاريع و"عبد القادر المصري" أمين فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور "محمد يوسف الهاشم" أمين فرع الجامعة للحزب والدكتور"عاطف النداف" محافظ ادلب والدكتور "محمد نزار عقيل" رئيس الجامعة واللواء "حسين وحود" قائد شرطة المحافظة و"معن شبلي"رئيس مجلس المدينة و"محمد صالح الملاح" رئيس غرفة تجارة حلب وأعضاء قيادات فروع الحزب بالمدينة والجامعة والجبهة الوطنية التقدمية ومعاونو وزراء الزراعة والاقتصاد والصناعة وأمناء الشعب الحزبية وعدد من أعضاء مجلس الشعب في المحافظة ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية والمديرون العامون لبعض المؤسسات الإنتاجية والاقتصادية وأعضاء المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة وحشد كبير من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.‏‏