استضاف المركز الثقافي العربي في "شهبا" يوم الثلاثاء في 27 أيار 2008 الأستاذ "سمير حسون" عضو مجلس الشعب في محاضرة بعنوان "الدولة العلمانية والاقتصاد" تناولت مقومات الدولة القومية وأسباب نجاحها، وأهم التحديات التي تواجهها.

ما مقومات نجاح الدولة؟- سأل المحاضر- وأجاب عن تساؤله بالقول:

1- التقانة المتجددة تضمن حريات ملتزمة وطنيا وتبادر للتجديد، وهذا يقود إلى تطوير المجتمع سياسيا.

2- اقتصاد قوي يستند إلى تعددية اقتصادية منفتحة على العالم وينعكس على الدخل الفردي بإطراد.

3- ثقافة تدرك الشركة في المجتمع حتى يساهم في إنجاح الاقتصاد.

أما التحديات التي تواجه الدولة "الأمة" فهي:

أولا: تحدي معرفي وثقافي وسياسي للشعوب العربية يتمثل في الانقسام ويخدم المشروع الغربي.

ثانيا: التحدي الأكبر "التربية" و"البيت"، إذ يجب ألا نطلق لأولادنا أفكارا دينية خاطئة بالحفاظ على خصوصيتنا الضيقة، فقد نخسر الوطن. ويجب أن نكرس المواطنة، فالخلافات ليست اتهامات وليست تحييدا للآخر، بل هي حالة ديمقراطية!، ففي الخلاف رحمة ولنا في حالة أوروبا الموحدة مثالا.

ثالثا: التحدي الاجتماعي: هو تحمل الدولة المسؤولية المرتبطة بالمسألة الثقافية المتعلقة بزيادة السكان، وقد ساق المحاضر بعضا من أفكار السيد رئيس الجمهورية المتعلقة بهذا الجانب، وحضه على الاستفادة من التجربة التونسية التي تمنع تعدد الزوجات، وتحد النسل.

ولكنه قال: إن الكلام ليس ملزما! ففي النهاية ، إن عدد السكان ليس كارثة إذا كان الاقتصاد متينا.

رابعا: تحدي الغذاء والمياه والطاقة والتنمية والجفاف إلى جانب تراجع الموارد الطبيعية، وهذا التحدي- يتابع الأستاذ "حسون"- مدخل نجاح الدولة.

فالاعتماد على الزراعة والمخزون الاستراتيجي "القمح" هو القرار الوطني "فمن امتلك الرغيف امتلك القرار السياسي".

خامسا: تحدي العولمة: وهو سياق تطور تاريخي وإلى الآن لا وزن لنا كعرب في العلاقات الدولية! فمن يضع سياسات العالم هو من يحكم العالم اقتصاديا وتكنولوجيا.

إن العولمة هي الغزو الثقافي وتمركز رأس المال العالمي الذي يقوض الدولة في حدودها ومواطنيها "الدول المختلفة".

سادسا: التحدي الاقتصادي التنموي: تراجع في الإنتاج وغلاء في الأسعار والاحتكار وعدم البحث عن بدائل للطاقة. والحل بتطوير عمل شراكة حقيقية بين الدولة والقطاع الخاص والعام والمشترك والأفراد.

سابعا: التحدي الثقافي والاستهلاكي وعدم دراسة مردودية الإنفاق.

ثامنا: التحدي الخارجي الذي يواجه سورية الرافضة للمشروع الغربي.

وفي النهاية ختم الأستاذ "سمير حسون" قائلا: إن سورية بخير لأن اقتصادها وناسها بخير ويتمتعون بالقوة.

وعدد الأستاذ "حسون" شروط قوام الدولة "الدولة القومية" فقال: إن العنصر البشري هو من أهم شروط بناء الدولة وليس العنصر القائم على النسب والعائلة والقبيلة، بل هو العنصر الفاعل المثقف الذي يقبل الآخر.

أما العنصر الثاني فهو الأرض الجغرافية الحاملة للحضارة التراكمية وليست المنغلقة، ومن منطلق عروبي ينفي الاختلاف في المسائل الأخرى.

وثالثاً سلطة قوية تستمد قوتها من العنصر البشري والاقتصاد، وفرض السلطة ليس عن طريق العنف بل بالعقد الاجتماعي.

ويقصد بالدولة الأمة أو "الدولة المدنية" هو نبذ الطائفية، والإثنية، والعرقية، أي الدولة "الديمقراطية".

فالعقد الاجتماعي ارتضاه التطور ويتوقف على الوعي الاجتماعي والثقافي في المجتمع، وفهم السلطة كما يريده المواطن.

وفي هذا السياق، على الدولة النهوض بالمجتمع تربويا وسياسيا واقتصاديا بالتعاون مع الفرد.

وتركزت المداخلات المقدمة من الأساتذة: "صياح الحلبي" و"محمد أبو عجرم" و"موفق مسعود"، حول إمكانية تطبيق الشروط والمقومات لقيام الدولة القومية على أرض الواقع، ومدى الاستفادة من التجارب العالمية وخاصة التجربة الأوروبية.